بين إيجابيات كورونا وسلبياتها دروس وحكم وعِبر ... فلنأخذ من إيجابياتها ونصحح أخطائنا ونسير عليها بعد التصحيح ... وندعو الله أن يكفينا من سلبياتها ويكشف هذه الغمة عنّا ...! فعسى أن نكره شيئاً وهو خيرٌ لنا وعسى أن نُحب شيئاً وهو شرٌ لنا ...! يقول الله عز وجل في سورة البقرة:(وَعَسَىٰٓ أَن تَكْرَهُواْ شَئًْا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰٓ أَن تُحِبُّواْ شَئًْا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَ0للَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَاتَعْلَمُونَ) ... فسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ... يخلق ما يشاء ويختار وكُل شيء عنده بمقْدار فالمسلم الذي يوفقه الله للتمعن فيملكوته هو من ينظُر إلَى الْجانب الْإيجَابي في كل نائبة تحل بنا فيبصر رحمة ربي في ثنايا هذه المحنة التي حلت بنا ويتلمسعطية المولى عز وجل في كُل بلية ومحنة فكانت أَزمةَ كُورونا وإن تضمنت خسائر كبيرة إلا أَنها في ثناياها جوانب مشرقَةً شعرنابها واستقينا منها الدروس والعبر نذكر بعضها فشكراً وحمداً لله يقول تعالى: (وقَليل من عبادي الشكُور) ... ولقد رأينا دون أدنى شكٍ قدرة الخالق وعجز المخلوق في هذه الجائحة وأن العلم البشري حتى هذه اللحظة بقي حائراً مُنبهراًأَمام مخْلُوق لاتراه العيون فما أَضعف الْمخلُوق أمام رب هذا الملكوت وأَعجزه وما أَقْدر الْخالق وأَعظَمه وصدق الله في قوله: (فَلاأُقْسم بما تبصرون ¤وما لا تبصرون) ... فنحمد الله أن رسخ من هذا الْوباء اعتزاز المسلمين بدينهم الذي ضاع في خضم هذه الحياة الغريبة العجيبة وتسارع الأحداثفيها والتغيرات في المبادئ والقيم ما بين ليلة وضحاها فديننا جاء ونادى بأهمية نظافة وغسل أعضاء الجسد ونهانا عن التنفُّسفي الإناء عند شرب الْماء وإِغْلاق الْفَم أَثناء الْعطَاس ...! كما رأَينا أيضاً تفْهم الناس في استقْبال الأَوامر والتعليمات والنواهي الصحية التي فيها مصلَحتهم، ولَم يقُل أَحد منهم : إنهذا من باب سلْب الْحريات والتدخل في الْخصوصيات ... وايضاً من الإيجَابيات : أَن الْمجتمع يرجع في أَزماته إلَى أَهل الْعلْم والطِّب والْخبرة ممَّن يضحون ويبذلُون لنفْع الْغير والسهرعلى راحتهم فلهم منا الدعاء، والشكْر والثناء وجزاهم الله خير الجزاء ... وأيضاً ظُهور ثقَافَة الإنجَاز عن بعد في الدوائر الْحكُومية والمؤسسات الفنية والتقنية والتعليم والجامعات وقَد سجل كُل ذلكَنجَاحاً مُبهراً وتجربة ناجحة لمستقبلٍ زاهر عبر منصاتها وتطبيقاتها الإلكترونية ... كما كان لها الأثر الكبير في تقوية الروابط الأسرية في المجتمعات والتي تشكل اللبنة الأساسية لكل مجتمع مسلم محافظ ... وهناك إيجابيات كثيرة لاتعد ولاتحصى ولايمكن سردها في هذه العجالة من المقال ...! فالحمد لله أولاً وأخيراً على فضله ومنه وكرمه وجوده وإحسانه ونسأله سبحانه أن يُعجل بكشف هذه الغمة عن الأمة والتيطالت وأتعبتنا ... فأحبتي...لايزال الوباء موجوداً بل إنه في دول كثيرة زادت أعداد الإصابات وذلك بسبب التهاون في الأخذ بالإجراءات الاحترازيةفعلينا أيها الأحبة أن نستمر في الاهتمام بالنظافة واستعمال الكمامة والتعقيم والبعد عن أماكن الزحام في الأسواق والمولات معالدعاء وعدم اليأس فما أَجمل أَن يعيش الْمرء إيجابياً في حياته ... فاللهم ارفع عنّا هذا الوباء في أسرع وقتٍ ممكن ... وعافنا منكل سوء وبلاء ووباء ومكروه ... (وأخيراً) : فلنفرح ولكن بحذر ...! وأن نتسوق ولكن بحذر ...! وأن نتواصل ولكن بحذر وكما حدد لنا في تجمعاتنا ومناسباتنا ...! وأن نكون كما كُنّا في بداية الأزمة الحذر ثم الحذر والحذر ...! فكورونا مازالت تعيش بيننا ولها جولة كما سمعنا قادمة فلا نخاف منها ونرتعد بل نستعد لها ونستمر كما نحنُ في إحترازاتناورفع روحنا المعنوية بأننا ولله الحمد انتصرنا عليها فالإصابات في نزول ملحوظ والوفيات في إنكماش إلى معدلات طبيعية والله يحمينا منها ويحفظنا وهو خير الحافظين .