الإثنين الماضي رحل عنا الزميل الصديق التربوي صلاح حسن الدين منديلي الذي عرفته من سنوات طويلة ثم زاملنا معلمًا للرياضيات في مدرسة الملك خالد الابتدائية في حي الششة بمكة وبقي معنا من 1400ه إلى 1405ه، واستمرت علاقتنا معه بعد أن تم اختياره مديرًا للعديد من المدارس الحكومية والخاصة. صلاح قريب من كل الناس بتعامله وأدبه والتزامه العملي واجادته لمادته "الرياضيات"،كما ان والده الشيخ حسن الدين رحمه الله كان من أبرز المعلمين للرياضيات في مكة وقد نقلت لإبنه وأخوانه عند تواصلي معهم لتقديم واجب العزاء ما ذكره الناس عن صلاح من مشاعر طيبة بعد انتشار خبر وفاته المفاجئ، ذكرني رحيل صلاح بالشيخ الكريم الفاضل الشريف عبدالله بن همام المنعمي رحمه الله، إذ كان صلاح وزميلنا التربوي سعود اسكندر والتربوي صلاح الخطابي والمشرف التربوي عبدالحميد ساعاتي رحمه الله، وعدد آخر لا أذكرهم الآن يلتقون طوال الأسبوع في المسجد الحرام لصلاة العشاء، تغمرهم السعادة وهم يتسابقون للوصول لدار الشيخ ليقوموا بمرافقته للحرم في سيارة أحدهم لما كان له من حب وتقدير لأجيال، عرفت ابن همام معلمًا ومديرًا لمعهد المعلمين الثانوي في مكة منذ أن كان مقره في الزاهر، وبعد انتقاله للعزيزية ثم في ادارة تعليم مكة مديرًا لشوؤن المعلمين ومساعدًا لمدير التعليم، وله فضل علينا في المعهد وعندما انتقل للتعليم خلال عملنا في قيادة المدارس، بعد تقاعد الشيخ أصبح يستقبل في داره في الرصيفة بشكل يومي بعد المغرب وضحى الخميس، العديد من الزملاء أذكر منهم التربوي الشهير حسن نقيطي والتربوي الشهير محمد علي نقلي حفظهما الله ؛ والتربوي الشهير عبدالحميد ساعاتي رحمه الله، والمشرف خالد الشيخ الأنصاري ود.نايف بن همام ومحمد حيدر المنعمي والتربوي عبدالعالي السلمي والشيخ علي فيومي رحمه الله، وعوض الصبحي زملائنا في العمل التربوي والسيد فاضل رحمه الله أحد الزملاء في ادارة التعليم والزميل سعود اسكندر وصلاح منديلي وعدد آخر حتى ما قبل وفاته التي سبقها دخوله المستشفى ورحل عنا في 15 محرم 1430ه، تغمده الله ووالدينا برحمته، هذا المجلس وغيره من عادات أهالي مكة من قديم الزمان أما داخل البيت أو امامه وأكثرها بعد العصر أو بعد المغرب يُقدم فيها الشاهي وبعض المأكولات الخفيفة، ذكرني رحيل صلاح بالعمل التربوي الذي وفقنا الله وشرفنا به لأكثر من ثلاثة عقود، وذكرني رحيل صلاح بمعهد المعلمين الثانوي في التسعينات الهجرية وذكرياته والتربية العملية في المدارس ومواد المعهد التي زادت عن 30 مادة ومنها الميكانيكا التي وقفت أمام أعتى العقول،، اليوم رحل صلاح وقبله ابن همام والساعاتي والسيد فاضل وغيرهم وبقيت ذكراهم والقصص الجميلة واستيعاب الشيخ بن همام للجميع وهو ما عرفه عنه طلابه وزملائه، رحم الله صلاح ومن غادر قبله والعزاء لأسرته وأخوانه نبيل وخالد ويونس وابنه حسن ووالدته وأخواته ولازلت أذكر ابتسامته الدائمة وطيبة قلبه وقربه من كل من عرفه،،