المُتصدِّق من خيار النَّاس ، والصدقة ثوابها لكُلِّ من شارك فيها . ابدأيومك بالصدقة ، فأنت لا تتصدَّق على فرد ، بل على الإنسان . عندما تتصدَّق ، فأنتَ لا تفقد نقودك ، بل ترسلها إلى نفسك ، تنفعك في يوم لا ينفع الإنسان ، إلا من زرع في دُنياه لآخرته. الصدقة إمارة من إمارات الجود ، وعلامة من علامات الكرم والسخاء.. هي تزيد ولا تنقص ، قال تعالى:( ويُربي الصدقات ). قال عُمر بن الخطاب - رضي الله عنه- :( إنَّ الأعمال تباهت ، فقالت الصدقة: أنا أفضلكُنَّ )! فإذا كان للقدم أثرٌ ، فإنَّ للصدقات آثارٌ ، فاستنزلوا الرزق بالصدقة ، كما قال علي -رضي الله عنه- فإذا مات ابن آدم انقطع عملهُ إلا من ثلاث ، ومنها الصدقة. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- :( ما نقص مالٌ من صدقة). الصدقات تُربي الحسنات ، ولا يضيع الإحسان البتَّة ، كما قال ( جان لوبون). الصدقة ليست مال فحسب! الابتسامة صدقة ، وحُسن الحديث صدقة ، وصُنع الطعام صدقة ، ودعوة للمسلمين- بظهر الغيب - صدقة. قال تعالى:( وما أنفقتم من شيءٍ فهُو حسبه ). قال الفيلسوف لويس راتسبون: ضمُّ اليدين أمرٌ حسن ، لكن فتحها أمرٌ أفضل! فهي بيدك لا بيد غيرك ، والحُبُّ في متناول الجميع ، أمَّا الصدقة ، فهي من قلبك إلى أيدي الآخرين ، قال الشاعر: كم ردَّ فضلكم الحياةَ لمائتٍ ❄جوعاً وكم أبقى على مَوْ لودِ . قال تعالى:( الذين يُنفقون أموالهم بالليل والنهار سِرَّاً وعلانية ، فلهُم أجرهُم عند ربِّهم ، ولا خوفٌ عليهم ولاهُم يحزنون). الصدقةُ .. تُديم النعم ، وتدفع النقم ، ترفع البلاء ، وتستنزل الشفاء ، تنجي من الكرب ، وتُطفئ غضب الرَّب. كُل معروف تُقدِّمه صدقة ، فهي كنز للمؤمن في الدنيا والآخرة . الدُّعاء والصدقة صِنوان ، لذا أكثر منهما ، ولا تيأس ، فإنّهُما يأتيان مهرولان ، ولا تدري بهما ، إلا وقد أجاب الله ، في دُنياك قبل آخرتك . نحنُ لم نُخلق للبقاء ، فالدائم الله ، فاصنع من رُوحك أثراً ، يطيب به فعلك ، ويبقى من بعدك!!