حماد الثقفي صدق بن الرومي حين شعر بأفئدتنا وغنى لنا أبيات دامت بأرواحنا: وَلِي وَطَنٌ آلَيْتُ أَلاَّ أَبِيعَهُ وَأَلاَّ أَرَى غَيْرِي لَهُ الدَّهْرَ مَالِكا عَهِدتُ به شرخَ الشبابِ ونعمةً كنِعْمَةِ قومٍ أصبحوا في ظِلالكا فقد ألِفَتْهُ النفسُ حتَّى كأنه لها جسدٌ إنْ بانَ غودِرْتُ هالكا أجل، 89 عاماً بناها الجسد السعودي جيلاً يتلوه جيل، مُسطراً مسيرة ملحمية تتشابك خطوطها وتتقاطع وطن واحد والثبات على المبادئ، ووضوح الأهداف، والإيمان، منذ أن أسسها آباؤنا المُؤسسون، مُحتفين بتاريخه المجيد شامخًا، مُنتشيًا، حاملاً ذكرى الفخر والشجاعة، عبر أزمنة تزفُ بُشرى هذا اليوم الوطني الأخضر المجيد لكل من بالبلاد ومن هو لنا بالوعيد.. دولة ملوكها أهل إقدام وكرم، وأمن الجار، مُنذ التأسيس الشريف الذي انطلق في عهد الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز والاحتفاء الجلي بهذا اليوم، ليكون مُناسبة عالقة في الأذهان والمشاعر والوجدان للمواطن والمُقيم، حاملاً، معانٍ وآفاق لا حدود لها، بإنجازات دولة مُهابة من عام 1351ه ، الموافق 23 -9- 1932م يوماً لإعلان قيام هذا الكيان العظيم، ومن نعم الله على المملكة أنْ قيّض الله لها اليوم ملكاً على شاكلة أبيه قائداً للحزم والعزم، ترتكز سياسته على مبادئ الأخوة والإنسانية والتساوي في معاملة المواطنين بغض النظر عن الانتماء القبلي أو الطائفي، قلم نرى أنّ حكومة في العالم قد أعزّت شعبها، وعملت على راحته مثل ما تُقدّمه المملكة لشعبها من اهتمام ورعاية، وما تشهده المملكة من نهضة عمرانية وعلمية وتطوير بمختلف المجالات برهاناً على ذلك عبر رؤيتنا الشبابية2030التي تناغمت وفكر ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وعدم الاعتماد على دفة السياسة النفطية بما يحقق استقرار الاقتصاد العالمي لمصلحة إنسانها السعودي، وإثراء السياحة الوطنية، وتهيئة المناخ الاستثماري بالمملكة، مع الحفاظ على هويتنا وشريعتنا السمحاء. إنهم ملوكنا سماتهم لا قرين لهم، رجال تحلّوا بالصبر والأناة والحكمة والرشاد، وحملوا مشعل الحق والعدل والاعتدال، فكانوا ممَّنْ قيل فيهم: “إن لله رجالاً إذا أرادوا أراد”. فكانوا هم عزتنا تعزيز لوحدتنا، وتحفيزاً لرؤيتنا الواعدة، لتكون المملكة جامعة حاضنة راعية لمن يعيش على أرضها الشريفة ومساندة لكل العرب، مُدافعة عن قضاياهم بمواقف خالدة ضد قوى الغطرسة والبغي والعدوان بالمنطقة، وما يرموننا به، فكانوا حالمين، قادرين على الرد في وقته، وهذا ليس إلا القليل من مفاعيل هذا اليوم ونتائجه. إنّ الإيمان بالوطن، والحفاظ عليه في السراء والضراء، هو سلوك يجسّد ما تختزنه الأفئدة وخلجات النفوس الكريمة من حب وتفانٍ وولاء واستقامة والتزام المبادئ الإسلامية والمثل العربية الأصيلة، التي تمثل المقوم الأساس في بلورة نهج المواطن السعودي، وهذه القيم المشتركة هي ما تشكل في الواقع، شخصية المواطن السعودي وعقيدته الأخلاقية.