ابراهيم فضلون في كل عام من الثالث والعشرين من سبتمبر لاستحضار أمجاد الماضي وبطولاته، وما بذله الآباء والأجداد من جهد مضن وعمل دؤوب حتى يورثوا للأجيال التي تليهم منجزات وحدة وطنية وهي مناسبة كذلك لإدراك إيجابيات الواقع ومنجزاته والدفع باتجاه مستقبل أزهى وأبهى. قارة كبرى وحدها رجل مع مجموعة رجال بكلمة “لا إله إلا الله محمد رسوله” على صهوات الخيل وظهور الإبل، ما أجملها من ذكرى وما أروع أن نعيشها بقوة وفخر وأمن ورخاء، وقراءة لصفحات الماضي الجميل والواقع السعيد والمستقبل المشرق بحول الله، والنهضة المستمرة والحزم الذي لا يتوقف لردع الأعداء. رحل المؤسس والوطن في أيدٍ أمينة قيادة وشعباً اصطفاهم الله فكانوا رجال أوفياء حتى أصبح لأرض الحرمين الشريفين في كل مجال ريادة وبكل محفل عالمي حضور وتأثير ومكانة وشموخ، بفضل من الله ثم المُضي على نهج الملك الصالح عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، واستعانته بالله ثم برجاله الأوفياء زالت كل المخاطر وتوحدت صفوف الوطن وبدأت شمس الأمن وعيشة الإنسان بكرامة تشرق على كل شبر من هذه الأرض الطاهرة، وسار على ذلك أبناؤه الملوك رحم الله الأموات وحفظ لنا الملك سلمان، أمينه ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان. يحق لنا كسعوديين أن نحتفل أكثر من ذي قبل فهي داخليا قد سجلت هذا العام ميزانية ضخمة وتاريخية غير مسبوقة في تاريخ البلاد، وخارجيا فرضت نفسها كقوة إقليمية كبرى شهد لها العالم، فنجح رهانها في مصر على قوة الدولة هناك، وأن تقف في وجه أقوى حلفائها الغربيين حين رأت تخبط سياساتهم هناك وظفرت ونجح الشعب المصري في مهمة تخليص البلاد والعباد من شرور جماعة تكره الأوطان وتمجد الانتماءات الحزبية، المعادية للسعودية ودول الخليج والإسلام سواء في سدة الحكم أم قبل ذلك بعمليات التغلغل السرية الخطيرة وما سوريا والعراق واليمن وليبيا منها ببعيد، وقد توالت مواقف السعودية في ذات السياق وقدمت كل أنواع الدعم السياسي والعسكري واللوجيستي. إن الأمن والأمان من أهم مرتكزات أية دولة بالعالم، فالمملكة العربية السعودية كل أيامها أعياد وطمأنينة وهدوء ورخاء، نراها في صفحات التلاحم والفخر والثقة في وجوه الجميع، فالكثير يغبطنا على إنجازاتنا ذات النهضة الشاملة التي لم تزل تسير قاطرتها وفق رؤيتها 2030 على قدم وساق في كل المجالات وعمليات التطوير المتدرج والمدروس تشمل القطاعات الأكثر أهمية وحيوية للمواطنين. علينا أن نكون أوفياء للعبقري والقائد العالمي الكبير الملك عبدالعزيز بالحفاظ على أرضنا وطاعة ولي أمرنا سلمان الحزم -وفقه الله-، فالوطن كلمة واحدة، لكنه مساحة كبيرة وحدها المؤسس على الحق والحكم العادل سائلين الله للوطن دوام الرخاء والأمن والازدهار. وصدق بن الرومي حين شعر بأفئدتنا وغنى لنا أبيات دامت بأرواحنا: وَلِي وَطَنٌ آلَيْتُ أَلاَّ أَبِيعَهُ وَأَلاَّ أَرَى غَيْرِي لَهُ الدَّهْرَ مَالِكا عَهِدتُ به شرخَ الشبابِ ونعمةً كنِعْمَةِ قومٍ أصبحوا في ظِلالكا فقد ألِفَتْهُ النفسُ حتَّى كأنه لها جسدٌ إنْ بانَ غودِرْتُ هالكا