شراء أو بناء منزل يعتبر من القرارات المالية المهمة في الحياة، وعملية صعبة تتطلب الكثير من الحكمة والواقعية، فهو من أكبر عمليات الإنفاق التي يقوم بها غالبية الأفراد في حياتهم، والصعوبة تتمثل في الحاجة إلى التخطيط وتوفر المال والوقت وكفاية البحث والتفكير حتى يكون المنزل في النهاية استثماراً موفقاً. ولكن الواقع الذي نراه أن هذه العملية لا تتم بالشكل المطلوب بدليل الاضطرار أحياناً إلى إجراء تعديلات مكلفة ومستمرة به، ربما لأن البيت كان يلبي احتياجات الأسرة في فترة ما ولم يعد كذلك الآن، أو لأن مواصفاته كانت تقليداً لبيوت آخرين ظروفهم مختلفة، وقد يضطر البعض إلى تأخير السكن فيه لسنوات، أو بيعه تحت وطأة الالتزامات المالية، أو بسبب ضغوط عمليات الصيانة والنظافة الأمر الذي أدى إلى إهمال وهجر أجزاء منه. أخذ البيئة المحيطة والحاجات الأساسية بالاعتبار أهم خطوة في امتلاك بيت خصوصاً مع الظروف الاقتصادية الراهنة والحاجة إلى أخذ كل وجهات النظر بالاعتبار، ومن الضروري توفر برامج ومراكز ومواقع تسدي النصائح وتمنح المعلومات والخبرات للأشخاص الذين يرغبون في امتلاك بيوت تساعدهم على الاختيار الأصلح، وهو أسلوب متبع في بلدان كثيرة. بعض العروض التلفزيونية العالمية التي تدور حول شراء المنازل يمكن أن يتعلم الأشخاص منها الكثير حتى ولو كان جزء منها غير واقعي، فمن خلال الحوارات التي تدور بين العقاري والراغب في الشراء يستفيد المشاهد من بعض الأفكار مثل: ما الذي يجب أن يتوفر في البيت؟ وكم تتطلب صيانته؟ ومانوع المشكلات التي يمكن أن تواجه الشاري؟ ومدى توافقه مع أسلوب حياته وملاءمته لاحتياجاته وللميزانية المقررة له؟ وماهي ميزاته الإضافية وكيف توظف كل ميزة؟ بجانب كيفية تهيئة أي بيت للبيع في حالة الرغبة. المنزل مكان من المفترض أن يقضي الإنسان فيه وقتاً رائعاً، ولذلك من المهم أن يمثل روح مالكه وذوقه الخاص وليس ذوق الآخرين، وأن يستفيد ويستمتع بكل جزء فيه، فهو وطنه ومسرح ذكرياته كما قال ابن الرومي: ولي وطن آليت إلا أبيعه وألا أرى غيري له الدهر مالكا عهدت به شرخ الشباب ونعمة كنعمة قوم أصبحوا في ظلالكا فقد ألفته النفس حتى كأنه لها جسد إن بان غودرت هالكا