كشفت دراسة سعودية حديثة عن وجود تأثير لوسائل التقنية الحديثة «جوالات، فضائيات، انترنت» على طبيعة العلاقة العاطفية بين الزوجين، مبينة أن هنالك اتفاقاً تاماً من قبل مفردات عينة الدراسة على أنه يمكن للزوجة تقليل الآثار السالبة للاستخدام المفرط لوسائل الحداثة على العلاقات الزوجية. وخرج البحث بتوصيات عديدة منها حث الأزواج على إشباع الحاجات العاطفية المفقودة، مما يقلل من البحث عنها من خلال وسائل التقنية الحديثة، وحثهم على طلب الاستشارة من متخصص في العلاقات الاجتماعية أو الحالات النفسية في وقت مبكر في حال كان أحد الزوجين واقعًا تحت سلطان إدمان الإنترنت أو القنوات الفضائية أو الجوال، مما قد يوقف الأمر عند ضرر أخف. نتائج الدراسة الدراسة أعدتها الباحثة «نورة بنت مرشد الدليمي» بعنوان «التحديث والعلاقات الزوجية - دراسة حول تأثير التكنولوجيا على العلاقات الزوجية»، أجرتها على المعلمات السعوديات العاملات بمدارس التعليم العام بمحافظة الخرج، مستخدمة العينة العشوائية المتعددة المراحل في اختيارها لعينة الدراسة. وتبيّن من الدراسة أن (87.5%) من المعلمات المتزوجات -عينة الدراسة بمحافظة الخرج- يوجد بمنازلهن قنوات فضائية، و(83.1%) منهن يشاهدنها بانتظام، و(39.6%) منهن يفضلن مشاهدة قنوات البرامج الدينية والثقافية، وجاءت موافقة قلة منهن على أن مشاهدة القنوات الفضائية تؤثر سلباً على العلاقات الزوجية، بينما تبين أن (35.6%) منهن يرين أن من أخطر مضار الانترنت «العزلة والانطوائية»، و(35.4%) منهن يرين أن من مضارها فقدان التواصل مع الأزواج، حيث اتضح أن (71.5%) من عينة الدراسة يملكن جهاز حاسوب، و(57.6%) منهن يستخدمن الانترنت بانتظام، و(77.9%) منه بلغ متوسط عدد الساعات التي يقضينها في استخدامهن للإنترنت يوميا (أقل من ساعة)، كما اتضح أن من آثار الانترنت السلبية على علاقاتهن الزوجية انتشار ظاهرة كذب الزوجات على أزواجهن، واعتقادهن أنهن يلاقين اهتماماً أكبر من أصدقاء الإنترنت مما يحصلن عليه من أزواجهن، ومن العوامل الإيجابية يرين أن الانترنت يشكل فرصة حقيقية لمشاركتهن بفعالية أكثر في مجالات عديدة، ويتيح لهن مجالات اهتمام مشتركة، بينما لا توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين استخدام الانترنت وعوامل تأثيرها على العلاقة بين الأزواج وهي هروب الزوجات إلى الانترنت عند حدوث خلافات، وانتشار ظاهرة غرف الدردشة قد يؤدي إلى الخلل في العواطف، وتؤدي الانترنت إلى استحداث أنماط من التفاعل بين الأزواج لم تكن موجودة، وحديث الزوجات مع أزواجهن عن مغامراتهن وصداقاتهن في الانترنت، وإنفاق الأسرة مالا أكثر مما يجب بسبب الاستعمال الزائد للإنترنت. أما عن أثر استخدام الهاتف الجوال على العلاقات الزوجية فقد وافق متوسط العينة على وجود آثار له علماً أن (98.1%) من مفردات عينة الدراسة يملكن جهاز هاتف جوال ،كما أن (99.0%) منهن لديهن (من 1 -2 جوال). توصيات ومقترحات وقد خرجت الدراسة بتوصيات يمكن أن تساعد على الاستخدام الأمثل لوسائل التقنية الحديثة وتعظم من فوائدها الإيجابية، وتقي وتحد من آثارها على العلاقة بين الأزواج من ذلك وضع الكمبيوتر أو التلفاز في مكان مفتوح «باعتبار أن الدراسة بينت أن المنزل هو مكان استخدام التقنية الأكثر»، حتى تكون المتابعة بصورة طبيعية بعيداً عن التلصص أو التفتيش واستخدام بعض البرامج وحجب المواقع السيئة، ومن الأفضل أن تكون بمشاركة واقتناع أفراد الأسرة ، كما حثت الأزواج على المصارحة الوجدانية والعاطفية لا الجدلية بينهم، وتحديد ما ينقصهم من احتياجات، وكذلك دعت إلى تصميم برامج توعوية تهدف إلى تسليط الضوء على تقنية الإنترنت والقنوات الفضائية والجوال في البيوت، وأثرها على العلاقات الأسرية في المجتمع السعودي، خاصة علاقة الأزواج ببعضهم بعضا وعلاقتهم بالأبناء وأثر استخدام الإنترنت على ميزانية الأسرة والتحصيل الدراسي للأبناء، مع تصميم برامج توعوية تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية الاستعانة بأصحاب الاختصاص في حال حدوث مشكلات بين الأزواج. وناشدت التوصيات الأزواج لخلق نظام أسري يقوم بتنظيم استخدام الإنترنت والجوال ومشاهدة القنوات الفضائية، وفرض قدر من الرقابة تساعد على الاستفادة من الآثار الإيجابية لتلك التقنية كزيادة فرص التفاعل والالتقاء بين منسوبي الأسرة، للتعريف بثقافات الشعوب الأخرى، وكذلك المساعدة في الحصول على معلومات في مختلف المجالات، وأيضاً العمل على الانشغال بما يعود على الأزواج بالنفع، وتنمية مهارات التواصل بينهما مع الاهتمام بتقوية الجانب الإيماني والوازع العقدي، المتمثل في الخوف من الله والمراقبة، وتربية الضمير الداخلي، وتركيز الأزواج على حماية الأطفال من الآثار الضارة لوسائل التقنية الحديثة في الطفولة المبكرة من سن سنتين إلى سبع سنوات مع القناعة باستخدامها مع المشاركة والتوجيه، مع الابتعاد عن الأسباب التي تجعلهم يستخدمون وسائل التقنية الحديثة استخداماً سيئاً، كتساهل الأسرة، وقلة التربية الإيمانية، والرفقة السيئة، لأنهم هم أزواج المستقبل. ودعت الباحثة إلى ضرورة أن تتضمن مناهج التعليم موضوعات عن أنماط التنشئة الاجتماعية السليمة وعن التعامل السليم والراشد مع وسائل التقنية الحديثة وذلك للحد من الآثار السالبة لها وتعظيم الاستفادة من إيجابياتها، كما دعت وسائل الإعلام الرسمية المقروءة والمكتوبة والمشاهدة تصميم برامج لحماية الأسرة والمجتمع من الآثار الضارة بالدين، و نشر العقائد الفاسدة والأفكار المنحرفة، ومن الآثار النفسية الضارة كانتشار العبث بالأعراض والضعف البدني والعقلي والفكري، ومن الآثار العقلية الضارة كإدمان المخدرات، وإدمان مشاهدة الأفلام وعدم إعمال العقل، التي تبث من خلال وسائل التقنية الحديثة.