- شاكر الحارثي تمكنت قوات الدفاع المدني المشاركة في موسم الحج هذا العام أن تستبق كل خطر قد يهدد سلامة ضيوف الرحمن وأن تتخذ من الإجراءات الوقائية ما يحد من هذه المخاطر على ضوء الرصد والتحليل لمسبباتها والتخصص الدقيق في مواجهتها باستخدام أحدث المعدات والتقنيات. ويرجع نجاح خطة الدفاع المدني لمواجهة الطوارئ في حج هذا العام والذي شهدت به المنظمات الدولية للحماية المدنية والدفاع المدني -بعد توفيق الله سبحانه وتعالى - إلى القدرة الفائقة لرجال الدفاع المدني على الإنتشار السريع والمدروس في جميع المواقع المعرضة للمخاطر والإستفادة من خبرات مواسم الحج الماضية واستيعاب كافة المستجدات والمتغيرات في مناخ العاصمة المقدسة والمشاعر، وطبيعتها الجغرافية، وكذلك المشروعات الجديدة التي نفذتها الدولة لخدمة ضيوف الرحمن، والقدرة على الإفادة من التقنيات الحديثة في أداء المهام بما في ذلك تنفيذ برامج التوعية الوقائية بعد دراسة شاملة لسلوكيات الحجاج والتي تختلف باختلاف مستوياتهم التعليمية والثقافية والاجتماعية وتقاليد الدول والمجتمعات التي جاءوا منها. وعلى ضوء أعمال رصد وتحليل المخاطر المحتملة في الحج أمكن تحديد 13 خطراً افتراضياً تضمنتها الخطة العامة لأعمال الدفاع المدني لمواجهة الطوارئ في حج هذا العام شملت مخاطر الأمطار الغزيرة والسيول في منطقة المشاعر والعاصمة المقدسة، والانهيارات الصخرية في المناطق الجبلية، وصولاً إلى مخاطر الزحام الذي ينتج عن اجتماع الحجاج في أماكن محدودة وفي أوقات بعينها لأداء مناسك الحج، و كل ما يعطل سير الحياة الطبيعية خلال موسم الحج. وبنفس درجة الدقة في اختيار القوى البشرية كان تحديد حجم ونوعية القوى الآلية من المعدات والآليات للعمل خلال موسم الحج بما يتناسب مع نوعية المخاطر المرصودة سلفاً وبما يلبي الإحتياجات الميدانية لرجال الدفاع المدني لأداء مهامهم بأعلى درجات الكفاءة والفاعلية. وتجلى ذلك خلال استعراض استعدادات الجهات المشاركة في أعمال الحج والذي شرفه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية، رئيس لجنة الحج العليا والذي قدم صورة حقيقية للتطور الكبير في آليات الدفاع المدني والتي ضمت عدد كبير من المعدات الجديدة والمتطورة والتي شاركت في أعمال الحج هذا العام لأول مرة، ومعدات تم تصنيعها خصيصاً للدفاع المدني السعودي من قبل شركات عالمية منها آليات مكافحة حوادث المواد الخطرة والسيارات المزدوجة لأعمال الإطفاء والإنقاذ، بالإضافة إلى سيارات السلالم والسنوركل، والتي يصل ارتفاع بعضها إلى ما يزيد عن 58 متراً وأبراج الإضاءة المتنقلة وآليات تطهير وتهوية الأنفاق. وتواصلت منظومة الأداء المتميز للدفاع المدني في الحج ونجاحها بمحاصرة المخاطر وسرعة التدخل في مواجهتها باستخدام أحدث تطبيقات ثورة الاتصالات والمعلومات في مراكز عمليات الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة والمشاعر لاختصار زمن الوصول لمواقع الحوادث إلى أدنى الحدود الممكنة وشملت أنظمة تحديد موقع المتصل آلياً ونظام المعلومات الجغرافية والذي يتيح إمكانات هائلة في رصد مواقع الحوادث وتحديد أفضل طرق الوصول إليها، ونظام تتبع المركبات واستخدام الهواتف الذكية في رصد المخاطر ونقل معلومات تفصيلية عنها إلى عمليات الدفاع المدني، وكذلك ربط المنشآت الحيوية والاستراتيجية بالعاصمة المقدسة آلياً بعمليات الدفاع المدني، بنظام الاستشعار عن بعد لأي حوادث قد تقع في هذه المنشآت فور حدوثها، بخلاف توفير أنظمة الاتصال المتطورة للتواصل بين عمليات الدفاع المدني والوحدات الميدانية في مواقع تمركزها بالعاصمة المقدسة والمشاعر