تفاصيل تغيب عن أعين قاصدي بيت الله الحرام من زوار ومعتمرين وحجاج , هم يجدون -كما العادة- السجاد الأخضر المعبق برائحة الورد الزكية مفروشاً بعناية وترتيب داخل أروقة المسجد الحرام وساحاته , يؤدون عليه فرائضهم وسننهم , يبللونه بدموعهم الراجية الآيبة ؛ وهذه غاية سعت إليها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي من خلال إنشاء إدارة مختصة تعتني بالسجاد نظافةُ وتطهيراً وتعقيماً وتعطيراً . سماها معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس إدارة التطهير والسجاد. حيث إن سجاد المسجد الحرام يمّر يومياً بخمس مراحل داخل مستودع إدارة التطهير والفرش بكدي , تنطلق مرحلته الأولى بإزالة الغبار والنمش من على السجاد عبر ماكينة حديثة متطورة , ثم المرحلة الثانية وهي غسيل السجاد بمواد المنظفات والمواد المعقمة والمطهرات توضع على جهاز آلي حديث يعمل بكفاءة وسرعة عالية دون الحاجة إلى الكوادر البشرية . ثم يتم شطفها ووضعها على جسر متحرك ينقلها إلى المرحلة الثالثة. وفي المرحلة الثالثة يجفف السجاد عبر آلة سريعة ذات جودة عالية تتسع لثلاث سجاجيد تجفف في غضون دقيقة ونصف إلى دقيقتين. وما أن ينتهي العمال والقائمون من تجفيف السجاد حتى يتم نشره وتركه تحت أشعة الشمس , ويبقى يوماً كاملاً وفي موسم الشتاء يظّل يومين . وفي آخر مرحلة يؤخذ السجاد ويكنس بعناية لإزالة الأغبرة لمزيد من الإتقان والجودة والنظافة , ثم يرشّ عليه رذاذ الورد . وهكذا تنتهي عملية الغسيل والتطهير. ويفيد المشرف على مغسلة السجاد والمستودع سعادة الأستاذ محمد العتيبي أنّ المستودع يستقبل يومياً 200 سجادة , وأنّه حين يتم فرز السجاد يتم إجراء معالجة وصيانة لبعض السجاجيد بشكل دوري تحت أيدي مدربة سخّرت أيديها لتسهل على القاصدين أداء مناسكهم.