عبدالمحسن محمد الحارثي الأديان الإلهيّة لم تكن في قاموس المجوس ، ولم يكن لهم ديانة سوى ( الزرادشتيّة) منذ القرن الثالث الميلادي، وهو الدين المجوسي الرسمي للإمبراطوريّة الفارسيٌة ، ومعابد النار هي السائدة. وفي عهد صدر الإسلام ، وبقيادة الخليفة الثاني عمر بن الخطّاب ( الفاروق) – رضي الله عنه- طالت الفتوحات الإسلامية عرش كِسرى وأسقطته. إنّ الحقد والكراهيّة المجوسية للإسلام والمسلمين- وخاصّة العرب- باتت سجيتهم ، وعلامة فارقة في جبين كُل فارسي، وذاب الفُرس في مفاصل الدولة الأمويّةواستقرّ ماؤه في العصر العبّاسي عندما تغلب العُنصر الفارسي على العُنصر العربي . لقد شوّهوا صُورة آل البيت بعد أنْ اختطفوا التشيُّع العربي إلى التشيُّع الفارسي ، وغيّروا صفة تسامح وخيريّة آل البيت ، وجعلوه ثوباً لعُنصرِيّتهم ، وأحقادهم على الشيخين وعُثمان وأهليهم ، وكانت نظرتهم للعرب نظرة دُونيّة متعنصرة ضد كُل ما هو عربي. إنّها البوابة الدينية التي اختطّتها أيادي العبث المجوسي التي لا تزال ترسم الطريق لحُلُم العودة لإمبراطوريتهم المزعومة. وتُعدُّ ولاية الفقيه بدعة في الفقه الشيعي الفارسي ، لم يُؤمن بها منذُ ألف عام غير المُجدِّد والمنظِّر لها خُميني في أبحاثه قدّمها عندما كان في النجف إبّان لجوءِه فيها قُرابة أربعة عشر عاماً . إنها الرُؤية الخُمينيّة في كُتيّباته الصغيرة تحت عنوان:( الحُكُومة الإسلامية) والتي شعارها : التصدير ، لثورة إسلامية تجوب الوطن العربي كقُوّة احتلال ؛ لتشييع الوطن العربي ، هذا التشيُّع المُزيّف الوهمي الذي انخدع به الكثيرون من الشيعة العرب. المحافظاتالإيرانية عددها 31 ولكنٌ تصريح رجل الدين الإيراني ( مهدي طالب) أن سوريا تُمثِّل المحافظة 35 الإيرانية ، وهي محافظتهم الإستراتيجيّة. هُنا نتساءل : من هي المحافظة 32و 33 و 34 ؟ وبالعودة إلى الأحداث نجد أنّ العراق 32 ولبنان 33 والبحرين 34. هذا ما تتصوّره عُقولهم وقادتهم ، ولكنّ الحزم أبى من أن تُعلن المحافظة 36 في اليمن ، فقد كانت عاصفة الحزم من عاصمة الحزم لهم بالمرصاد ، وأوقفت هذا التمدد الفارسي في البلاد العربية ، وتم تشفير ولاية الفقيه ، وإيقاف شعار ( الموت لأعداء ولاية الفقيه) إلى أجل غير مُسمّى . إنّ الأحداث تتسارع ، والمواقف الدُولية تتغيّر ، والواقع يفرض المأمول ، ويرفض المفروض.. ويُحتِّم توجيه البوصلة إلى طهران كعاصمة للإرهاب العالمي ؛ لمواجهتها دُوليّاً . لقد أوشكت ، بل كادت أنْ تقع واشنطن في مفخّخات المجوس ، وتفتقد حُلفائها الإستراتيجيين في منطقة الشرق الأوسط ، وكادت أنْ تخسر حُلفائها بوقوفها مع إيران الذي يدين بالولاء والحلف مع ألد أعداء أمريكا ألا وهي رُوسيا. فهل تحريفة واشنطن أنّها وعت خُطورة تحالفها مع حليف عدوِّها الأوّل ؟!! أقول : أنّ جلب المصالح تغلّب على درء المفاسد على عكس القاعدة الفقهية.