المجوس كلمة معربة للكلمة الفارسية (مكوس)، وتعني كل من يعتقد في الديانة المجوسية، كما تعني كهنة المعبد المقدس. ومعتقد المجوسية يتضمن وجود إلهين: إله الخير وإله الشر، ولها ثلاثة مذاهب: الزرادشتية والمانوية والمزدكية. وقد تبنى المجوس الزرادشتية التي أتى بها «زرادشت»، وتتضمن تمجيد وعبادة النار، وبنظرهم أن زرادشت نبي. وتروي كتب المجوس نبوءة صادرة من زرادشت تقول: «الملك سيزول عن الفرس إلى العرب ثم يعود إلى الفرس من جديد». وكهنة ثورة إيران اليوم يسعون ويعملون لتحقيق هذه النبوءة. يذكر أنه بعد فتح العرب لبلاد فارس هرب كهان المجوس إلى الهند طلبا لمساعدة كهنة الهندوس ضد العرب، فكان أن نصح الهندوس زعماء المجوس أن يعودوا ويظهروا إسلامهم وأن يستبدلوا مسميات دين المجوس بمسميات إسلامية، وأن يعملوا تحت غطائها حتى يستعيدوا دولتهم، دولة كسرى. ومع أن كامل إيران أسلمت وظهر فيها علماء عظام، مثل أبو بكر الرازي وابن سيناء، إلا أن المجوسية ظلت منتشرة وعبادة النار مستمرة في سجستان وكرمان وخراسان ومناطق في أرمينيا وأذربيجان إلى عهد الدولة العباسية، هذا الأمر ساعد كثيرا على نمو الحركات الباطنية وانتشارها من الأماكن المذكورة إلى غيرها، فتظاهر القوميون من الفرس والموالي منهم في العراق بالإسلام، وهم في الحقيقة لم يعتنقوه، إنما ادعوا التشيع وحب آل البيت رغبة منهم لتخريب الإسلام الذي دفع العرب لفتح بلادهم وإسقاط دولتهم، مع أنهم في الحقيقة أبطنوا معتقداتهم المجوسية، دين آبائهم، وأخفوها باعتناقهم الإسلام ظاهريا فقط، ولهذا ظهر تأثير المجوسية في غلاة الشيعة منهم، وما زال إلى اليوم في إيران، اعتماد (14) يوما عطلة عيد النار، ويوم واحد لعطلة عيد الفطر، ويوم واحد لعطلة عيد الأضحى. بدأ القوميون المجوس مبكرا الدس والكيد للعرب والإسلام، وبدأوا بعمل ما يقسم العرب ويشق الإسلام عن طريق اختراع الأكاذيب والروايات والأحاديث والحكايات والخزعبلات، مستغلين الخلاف بين الإمام علي ومعاوية رضي الله عنهما فأصبحت وكأنها حقائق، فتم اعتمادها في إيران وتصديرها للعراق، وجاءت أسر مجوسية فارسية إلى العراق بمساعدة البرامكة لنشر هذه الحقائق المزورة، فبدأ الشعوبيون الفرس يغذون الحقد على العرب بذلك لشق صفهم وإثارة الفتن بينهم. وظاهر ذلك بوقوفهم مع الإمام علي، وكانوا يهدفون من وراء ذلك أيضا إلى وقوف بعض العرب ضد آل البيت ليزيد ذلك من شق صفهم. كما زاد المجوس في تماديهم ضد العرب والإسلام بأن طعنوا برموز الإسلام: النبي عليه الصلاة والسلام، وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وخالد بن الوليد وأبي عبيدة بن الجراح ومعاوية رضي الله عنهم. وقللوا من شأن العرب ورموزهم ونسبوا لهم كثيرا من السلبيات والإساءات. وخلال الأحداث الجارية في سورية نبش الإيرانيون قبر معاوية ونبشوا قبر خالد بن الوليد، الذي حرر جنوبالعراق من الفرس خلال خلافة أبي بكر الصديق، وأرسل خطابا لكسرى يدعوه للإسلام أو سيغزوه ويفتح بلاده بالقوة، عند ذلك طلب كسرى المساعدة ضد العرب من إمبراطور الصين الذي اعتذر قائلا: «ليس لي بأناس لو أرادوا هد الجبال لهدوها». طوال التاريخ لم يفت على القوميين المجوس فرصة إلا وساعدوا فيها أعداء العرب والإسلام. فأبو مسلم الخراساني ساعد في القضاء على الدولة الأموية، والبرامكة الفرس كان لهم هدف القفز على الحكم في الدولة العباسية لتحقيق المآرب الفارسية وساعدوا كل من يعمل ضد العرب والإسلام، وفي بغداد قام الطوسي (عالم ديني) وابن العلقمي (وزير الخليفة المستعصم بالله)، وهما فارسيان، بمساعدة التتار في القضاء على الدولة العباسية، وإسماعيل الصفوي (الفارسي) أقام الدولة الصفوية وقتل الملايين من الفرس السنة، وقد حارب الدولة العثمانية لإشغالها عن تحويل أوروبا إلى الإسلام، بعد أن وصل جيشها فيينا عاصمة النمسا، وهجوم الصفويين على العثمانيين يعتبر أيضا من باب نصرة الأوروبيين ضد المسلمين. وقد جاءت مؤخرا الثورة «الإسلامية» في إيران لتتفوق قولا وعملا على ما سبقها من ممارسات وأعمال مجوسية قومية ضد البلاد العربية والإسلامية، طبقا لنصيحة كهنة الهندوس، ويشهد على ذلك واقع الحال، والله أعلم.