عبدالمحسن محمد الحارثي لِماذا يظهر هذا الحِقد وتلك الكراهية على السعوديّة في الأزمات العربية والإسلامية ؟! أهو نوع من الحسد أم الغيرة ؟! ولو افترضنا أنّهُ حَسَد.. فحتماً أنّهُ حسد مذموم ؛ وهو اعتراف من الحسود بدُونيّته. . وعادةً ما يكون هذا الحسود ظالماً ويتراءى للناس في ثوب المظلوم ، وهذا ما يعمل عليه أعداء السعودية ، فأقصى أهدافهم هو زوال نعمة المحسود .. . إنّ الحاسد دائماً يميلُ لونه إلى الشُّحوب ، وكلامه إلى النميمة وتزييف الحقائق. فكيف بمن يحمل قلبهُ الحسد والحقد والغيرة ، ويُوظِّف قلمه وبُوقه لِأعداء عدوّه ؛ فإنّهُ – لا محالة- سوف يُبدع ويتفنن في الخِطاب الدنيء والرّديء والمُقزّز للفِطر الإنسانية ، فمهما صال وجال في ميادين الكلمة ، وساحات الفضاء ؛ فلن يلتفت أحد لهذا الهِراء الإعلامي و لم يُلقِ لهُا السعوديون بالاً ، ولم يستسلموا لتلك الاستفزازات والإملاءات ؛ لأن في الخُصران قطْعٌ في المُصران .. . الغيرة أيّاً كانت سياسية أو اجتماعية إذا دخلت على الإنسان أخرجت ما في رأسهِ من حِقد دفين ، وكُرهٌ مُبين ، وغِيرة مُلتهبة .. يقول الإمام علي – رضي الله عنه- ( قليلّ من الحقِّ يدفع كثيراً من الباطل، كما أنّ قليلَ النارِ يحرق كثير الحطب). يقول تعالى لمثل هؤلاء الناقمين ( وهمُّوا بما لم ينالوا، وما نقموا إلّا أنْ أغناهُم الله ورسوله من فضله). إنّهُ مرض عضال قد أصاب قلوبهم ، وأخرجه الله تعالى من أفئدتهم ، إذْ قال تعالى ( أم حسِب الذين في قُلوبهم مرض أنْ لنْ يُخرِج اللهُ أضغانهم، ولو نشاء لأريناكُهُم فلعرفتهم بسيماهم، ولتعرفنَّهُم في لحن القول، والله يعلمُ أعمالهُم) . إنّ هؤلاء الشرذمة من المندسين في العباءة العربية يسعون في التحريش والإفساد بين بني عرب ؛ لتغيير قُلوبهم وتغييب عواطفهم الدينية واستمالتهم .. يقول النبي محمد – صلّى الله عليه وسلم- ( إنّ الشيطان قد يئس أن يعبُدُه المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم). إنّ كُلّ ذي نعمة محسود ، ويتحول ذلك الحسد إلى حِقد .. يقول الشاعر: كُنْ كالنخيل من الأحقاد مُرتفِعاً @ يُؤْذى بِرجمٍ فيُعطي خير أثمارِ. واصبرْ إذا ضِقتَ ذرعاً والزمان سطا@ لا يحصلُ اليُسْرَ إلا بعد إعسارِ . وتلك المواقف من الحسد ما هي إلّا ضرب من النّفاق، فالمنافق يحسد ، والمؤمن يغبط -كما قال عليه أفضل الصلاة والتسليم – . ونصيحتي بأنْ نُعذّب الحُسّاد بالإحسان إليهم ، فهي ليست من ضعف وإنما من قُوّة إيمان ، وأنْ لا تتغير ثوابتنا ، بل نُعالج ما هو سلبي ، ونُعزّز ما هو إيجابي، وكما نصت عليها المادة الخامسة والعشرون من النظام الأساسي للحكم السعودي التي تقول:( تحرص الدولة على تحقيق آمال الأمة العربية والإسلامية في التضامن ووحدة الكلمة ، وعلى تقوية علاقاتها بالدول الصديقة ). وتنص المادة التاسعة والثلاثون من نظام الإعلام ما نصه ( تلتزم وسائل الإعلام والنشر، وجميع وسائل التعبير بالكلمة الطيبة…) .