عبدالرحمن حسن جان سطر زميلي الفاضل الأستاذ عبدالمحسن محمد الحارثي ، الكاتب القدير بصحيفة مكة الآن الأكترونية ، مقاله القيم بعنوان : مرشدو المدارس ورواد النشاط .. طاقات بشرية ومالية مهدرة ، كما عودنا في مقالاته القيمة والتي أحرص على متابعتها للاستفادة مما تخطه أنامله الذهبية سلمه الله . وإني كمتخصص في مهنة الخدمة الاجتماعية التي عرفها عالم الخدمة الاجتماعية ماكس سيبورن ، بأنها طريقة مؤسسية اجتماعية لمساعدة الناس على الوقاية من المشكلات الاجتماعية وعلى علاج هذه المشكلات وتعمل على تقوية وظائفهم الاجتماعية ، فالخدمة الاجتماعية تمارس من خلال مؤسسات ( والمدارس إحدى هذه المؤسسات ) وهذه المؤسسات تقدم الخدمات الإنسانية وهي فن تكتيكي وعلمي للممارسة وهي تقوم بمهام مجتمعية يحتاج إليها المجتمع . لقد أوردت التعريف السابق لتعريف القاريء الكريم بهذه المهنة التي قد تكون غير معروفة لدى بعض العامة وربما بعض المسئولين . وبعد فإني أتفق مع الكاتب الفاضل على أن عمل ستون ألفا من المعلمين والمعلمات الفضلاء بدور المرشد الطلابي ورائد النشاط بمدارس التعليم العام في المملكة العربية السعودية تمثل فعلا طاقات مهدرة وثقل اقتصادي على ميزانية الوزارة ومن ثم الدولة ، وكم كنت أتمنى من الكاتب ذكر لماذا هم كذلك طاقات مهدرة … إلخ ، أقول لأنهم ليسوا متخصصين في مهنة الخدمة الاجتماعية ، إلى أن أشار الكاتب أنه ليس بالدور الذي يتطلب تفريغهم ودعى إلى إعادتهم إلى تخصصاتهم كمعلمين ، وهنا أقول للزميل الفاضل أنك قد أصبت كبد الحقيقة بما أشرت إليه ، وبذلك تكون فعلا هدرا للاقتصاد في ظل رؤية 2030 م ، ثم أردف قائلا : وأنه لا بد أن نعمل ما فيه صلاح لأبنائنا وبناتنا ، وهنا أقول نعم صدقت ولتحقيق ذلك يلزم تعيين المتخصصين من خريجي الخدمة الاجتماعية بالمدارس بمسمى وظيفي ( أخصائي اجتماعي مدرسي ) لكونه المؤهل أكاديميا للقيام بعمل المرشد الطلابي ورائد النشاط . ومع احترامي لرأي الكاتب الذي لا أتفق معه في هذه الجزئية بما اقترحه من إنشاء وحدات إرشادية متنقلة في كل إدارة تعليم تزور المدارس بصفة نصف شهرية لتعرض عليهم قضايا الطلاب والمعلمين الذين يحتاجون إلى نصح وإرشاد حتى لو تطلب الأمر زيارة الطالب في بيته والبحث في مشكلته وإيجاد الحلول المناسبة لحالته ، سواء كانت نفسية أم اجتماعية أم تعليمية ولها الصلاحيات الكاملة في اتخاذ ما تراه مناسبا للطالب … فقط نحتاج إلى العمل الجاد والمخرج الحسن ، وهنا أقول أن جزء هاما من دور الأخصائي الاجتماعي المدرسي يتمثل في المعايشة والملاحظة اليومية لاكتشاف مشكلات الطلاب ، كما أن إنشاء تلك الوحدات غير مجدي لا سيما إذا عمل بها المعلمين والمعلمات . والسؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا لم تستحدث وزارة التعليم حتى الآن وظيفة بمسمى أخصائي اجتماعي مدرسي أو تعليمي وذلك أولا أسوة بالدول التي سبقتنا في ذلك منذ سنوات طويلة وثانيا أسوة بوزارة الصحة التي استحدثت مسمى لوظيفة أخصائي اجتماعي طبي منذ عشرات السنين للعمل في المستشفيات العامة والتخصصية والمراكز الصحية ، وقد لا يخفى على الجميع دورهم الفعال في إعادة تأهيل المرضى وتمكين تكيفهم وإندماجهم الاجتماعي والعمل على تحسين الظروف الصحية والبيئية ، وكذلك وزارة التنمية الاجتماعية التي استحدثت مسمى الأخصائي الاجتماعي في مؤسساتها الاجتماعية وكذلك السجون والمحاكم وغيرها من المجالات الأخرى . إذن الأخصائي الاجتماعي المدرسي في حالة وجوده في المدارس سيقوم بإعادة تأهيل الطلاب وتمكين تكيفهم وإندماجهم الاجتماعي والعمل على تحسين الظروف التعليمية والبيئية . وبذلك بإذن الله نكون قد عملنا على ما فيه صلاح لأبنائنا وبناتنا بتوفير لهم المتخصصين لتناول قضاياهم الاجتماعية وبذلك ستكون الطاقات البشرية والمالية غير مهدرة لميزانية الوزارة . وهذا رابط مقال الكاتب : http://www.makkah-now.com/357545.html