بقلم فوزي بليله الورقة الثالثة ( طفلة الثلاث سنوات) ورقة اليوم ورقة حزينة… فيها ذكريات مؤلمة… طفلة مثل الوردة… تنظر إليها تظن أنها ملاك… جاءت من قسم الطوارئ… بعد سقوطها من على درج منزلها… إنه القدر… هناك من يسقط من أدوار عالية… ولا يُصاب بخدش… بينما هي أُصيبت بنزيف داخلي… مما أدى إلى فقدانها للوعي… حضرت من قسم الطوارئ وسط دموع أمها… وثورة غضب من والدها ضد والدتها… ناعتاً إيها بالإهمال… طبعاً قسم العناية اصبح خلية نحل… هناك من جهز جهاز التنفس الصناعي… وآخر جهز جهاز مراقبة ضربات القلب… وهناك من جهز جهاز المنظار الحنجري… وآخر جهز أنبوبة القصبة الهوائية… ليأتي طبيب التخدير… ويضع أنبوبة القصبة الهوائية عن طريق فم الطفلة… ويتم بها غلق مجرى التنفس ويصبح التنفس عبر جهاز التنفس الصناعي… وتم سحب التحاليل والعينات المطلوبة… وتم عمل أشعة على الصدر للتأكد من وضع جهاز التنفس الصناعي… وتم تركيب أنبوبة أنفية معدية وهي عبارة عن أنبوب يتم تركيبه من الأنف ليصل إلى المعدة… ومن ثم يتم وصل هذه الأنبوبة بجهاز الشفط وذلك لشفط الدماء من المعدة… وتم ارسال استدعاء لاستشاري المخ والأعصاب… وتم فحص الحالة من قبله… وأفاد بأن الطفلة ماتت دماغياً… وذلك بعد أن قام بعمل اختبار وفحوصات طبية للتأكد من الوفاة الدماغية… وتم عرض الحالة إلى طبيب آخر… ليؤكد تقرير طبيب المخ والأعصاب… كنا عندما ننظر إليها نُصاب بالحزن… ولكنه القدر ونحن نؤمن بالقدر خيره وشره… طفلة ذات ثلاث أعوام… وبدماغ ميت… وسط غيبوبة… لا نستطيع أن نقدم لها أي شيء… سوى الدعاء… وظلت على حالتها… ومضى اليوم الأول… وجاءت والدتها ووالدها لزيارتها… ومازال الحزن يعتصر قلبيهما… ومضى اليوم الثاني… وهي مازالت بغيبوبتها… وعلى أجهزة التنفس الصناعي والشفط ومراقب ضربات القلب… وها نحن باليوم الثالث… هذا اليوم هو موعد لقائها بربها… نعم لقد رحلت… بعدما تركت فينا حزناً… وأثرت بمشاعرنا… نحن خلقنا… ولا نعرف بأي أرض نموت… ولا باي عمر… نسير على كف القدر… ونؤمن بخيره وشره… كما الدنيا تفرحنا… فإنها تحزننا… وحياتنا بين حلوها ومرها… وليس بأيدينا سوى الصبر… نعم مؤلم هو الفراق… ولكن هذه إرادة رب العباد… هو يقضي بأمورنا… ولا يقضي إلا بالخير… حتى ولو كان الأمر حزين… فاصبر أيها الانسان واحتسب… ودمتم سالمين،،،