أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي المسلمين بتقوى الله وإصلاح العمل , وقال في مستهل خطبته : إن الرضا عن الله تعالى, مقام جليل من مقامات أولياء الرحمن, ومنزلة عالية يحققها الموفقون من عباد الكريم المنان, وهو يعني رضا العبد بفعل ما أمر به, وترك ما نهي عنه, وقبوله بما هو فيه من السراء والضراء. وأردف فضيلته : "والجزاء من جنس العمل, فمن رضي عن الله, رضي الله عنه, ورضوان الله على عبده, أعظم من الجنة ونعيمها, وأن من ينظر في سيرة أنبياء الله تعالى, يجد أن مدار حياتهم كلها في طلب مرضاة الرب جل جلاله, فهذا كليم الله موسى عليه السلام, يسارع إلى مرضات ربه ويقول: ((وعجلت إليك رب لترضى)), وأما نبينا صلوات ربي وسلامه عليه, فهو أرضى الناس بالله, وأرضاهم لله, وأكثرهم طلباً لمرضاة الله, وكان ذلك جلياً في أقواله وأفعاله". وأضاف فضيلة الشيخ قائلا: "إن للرضا عن الله تعالى مقاماً عظيماً, يوجب الله تعالى لصاحبه الجنة, فقد قال صلى الله عليه وسلم لأبي سعيد الخدري: (( يا أبا سعيد, من رضي بالله رباً, وبالإسلام ديناً, وبمحمد نبياً, وجبت له الجنة)), فإن من رضي بالله تعالى رباً وجد حلاوة طاعته, ولذة في البعد عن معصيته, ومن رضي بالإسلام ديناً وجد سعادةً في اتباع سنته والتزام هديه". وأشار المعيقلي قائلاً: إن الفوز برضا الرحمن, هو أسمى المطالب وأعظمها, وأجل الغايات وأكملها, فهي الأمنية التي ملكت قلوب المؤمنين, والأمل الذي استحوذ على نفوس الصادقين, وإن من أعظم أسباب رضى الرحمن, توحيده جل جلاله, والاعتصام بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, ومن موجبات رضى الله عن العبد, المحافظة على الصلوات, وامر الأهل بأدائها. مستطرداً فضيلته : "وإن أولى الناس بحسن المعاملة وطيب الكلام, من كان سبباً في وجودك بين الأنام, فأقصر الطرق لرضا الرحمن, بل وأعظمها وأجلها وأجملها هو رضا الوالدان, وكيف ينسى المسلم هذا الباب العظيم, والنبي صلى الله عليه وسلم جعل رضا الوالدين مقترناً برضا الرحمن, ومن فضل الله ومنته على عباده, أن جعل تحصيل رضاه بأيسر العبادات, فمن حمد الله وشكره على النعم, فاز برضا المنعم".