قال بيل دي بلازيو رئيس بلدية مدينة نيويورك، أمس (الثلاثاء)، إنّ التفشي الفتاك لداء المحاربين القدماء الذي أودى بحياة سبعة أشخاص بالمدينة، دفع بالسلطات إلى التفويض بعمليات تفتيش واسعة النطاق لتطهير أبراج التبريد الخاصة بشبكات التكييف المركزي. كما أفاد دي بلازيو في مؤتمر صحافي بنيويورك ومعه ماري باسيت مفوضة الصحة بالمدينة، أنه منذ العاشر من يوليو (تموز) الماضي، أصاب المرض -وهو نوع حاد من الالتهاب الرئوي- 86 شخصًا في ساوث برونكس، وهي واحدة ضمن أفقر الضواحي في الولاياتالمتحدة. وقد ترتفع أعداد الوفيات لأن عمليات تطهير أبراج التبريد بدأت متأخرة، فيما تصل فترة حضانة المرض إلى عشرة أيام. وتسبب المرض ببكتريا (ليغيونيلا) التي توجد في بعض شبكات الصرف الصحي والمراحيض العامة وحمامات البخار وصهاريج المياه الساخنة وأبراج التبريد وغيرها. وينتشر المرض من خلال استنشاق بخار ماء ملوث بالبكتريا ولا ينتقل من شخص لآخر. وشرعت ادارة الصحة بالمدينة في التفتيش على 22 مبنى في برونكس منها 17، بها أبراج تبريد ورُصدت البكتريا في خمسة مبان فيما تجري عمليات التطهير في المباني الخمسة جميعها في ضاحية ساوث برونكس. وأفاد دي بلازيو بأنّه سيقترح تشريعا هذا الاسبوع للحيلولة دون حدوث اصابات جديدة من خلال اجراء عمليات تفتيش دورية على أبراج التبريد واصدار توصيات جديدة بالرد السريع على الاصابات وفرض جزاءات على عدم مراعاة اللوائح. قائلًا: «منذ زمن طويل يجري الاستهانة بمخاطر داء المحاربين القدماء. سنكون أكثر شدة في التعامل مع هذه المشكلة». وأضاف أنّه على يقين من أنّ المدينة قد رصدت المصادر الاصلية لتفشي المرض؛ لكنه أقر بالتقاعس عن تسجيل جميع ابراج التبريد بالمدينة وتعهد بتصحيح الخطأ. وقال مسؤولو الصحة بالمدينة إنّ شبكة مياه الشرب لم تتأثر بالتفشي. وجميع من توفوا بالمرض كانوا من كبار السن أو يعانون من مشاكل صحية منها أمراض الرئة المزمنة والربو وانتفاخ الرئة والالتهاب الشعبي المزمن. والموجة الحالية من المرض -التي يصفها المسؤولون بأنّها غير معهودة- تزيد بواقع خمس مرات عن عدد الحالات التي سجلت في آخر موجة اصابات أسفرت عن اصابة 12 شخصا في برونكس في ديسمبر (كانون الاول) عام 2014. وقالت المراكز الاميركية لمكافحة الامراض والوقاية منها أنّ الاصابة بالمرض تشيع في فصل الصيف ومطلع الخريف وتتضمن أعراضه ارتفاع درجة الحرارة والسعال والصداع وآلام العضلات.