دخل هذا الإدمان الآخر من الجيل الجديد والذي قد عرف بالمخدرات الرقمية العالم العربي في الأعوام القليلة الماضية ، كما ظهر حاليا بحسب ما قراناه وسمعنا عنه في بعض القنوات والصحف الإخبارية من بعض الدول العربية المجاورة , مما أدى إلى استنفار الجهات المعنية حكومية كانت أم مدنية , وذلك لدرء خطره عن الشباب والمراهقين خصوصاً , وتقوم المخدرات الرقمية أو Digital Drugs والتي تنساب من الأذنين على شكل نغمات لتصل إلى الدماغ وتؤثر على ذبذباته الطبيعية ، وتُدخل متعاطيه إلى عالم آخر من الاسترخاء , وتتم تجارة هذا النوع من المخدرات عبر الإنترنت ، وتأخذ منتجاته على شكل ملفات صوتية (mp3) تحمل أولاً بشكل مجاني كعينة تجريبية ، وغالباً ما تحقق غرضها وتوقع المستمع إليها ضحية الإدمان , كذلك يوجد للمخدرات الرقمية قواعدها الخاصة وبإمكان أي جرعة زائدة أن تفتك بدماغ المستمع , كما يجب على المتعاطي أن يجلس في غرفة خافتة الإضاءة ، ويطفئ جميع الأدوات الكهربائية التي يمكن أن تسبب تشويشاً أو إزعاجاً ، كما أن عليه أن يرتدي ثياباً فضفاضة ويضع سماعات ، ويكون بحالة استرخاء شديد ، ثم يغمض عينيه ويشغل الملف الصوتي , وتعمل المخدرات الرقمية على تزويد السماعات بأصوات تشبه الذبذبات والأصوات المشوشة ، وأما الجانب المخدر من هذه النغمات فيكون عبر تزويد طرفي السماعة بدرجتين مختلفتين من الترددات الصوتية … الخ , لذلك يشدد القيمون على أن تكون السماعات ذات جودة عالية ومن نوع "ستريو" كي تحقق أعلى درجات الدقة والتركيز, كما تعتمد المواقع التسويقية لهذه المخدرات لجذب وإقناع الشباب ببعض الحجج الصحيحة ، ككون هذه المخدرات لا تحتوي على مواد كيميائية قد توثر فسيولوجيا على الجسم وأنها تؤثر إيجاباً عليه ، حيث تشعر متعاطيها بالاسترخاء أو بالحركة المفرطة والنشاط , وتنشر هذه المواقع خبرات لأشخاص كانوا قد تعاطوا المخدرات الإلكترونية في وقت سابق ، فيكتبون عن تجربتهم الناجحة لها وعدم تأثرهم سلباً بها ، وتعرض "منتجاتها" بأسعار تنافسية تشجيعية على عكس المخدرات التقليدية مما يجعلها في متناول الجميع , وعليه وحول كل ما سبق ذكره .. فإنه يجب علينا تدارك وصولها أو انتشارها وذلك بالحرص والانتباه بعدم وضع جهاز الحاسوب في غرفة الأطفال ، بل يجب أن يكون في مكان مفتوح سهل الرقابة ، ويجب تشجيع الأبناء على الاندماج في أنشطة اجتماعية وتطوعية تفرغ طاقاتهم بشكل إيجابي وتمنحهم شعوراً بتقدير الذات ، ويجب بناء روابط إنسانية مع الأبناء خاصة في فترة المراهقة بما يضمن مصارحتهم والبوح لتجاربهم غير الآمنة بدون خوف من العقاب , وفي الختام .. فإن الدولة وفقها الله مازالت تتخذ العديد من الإجراءات الاحترازية في سبيل التوعية بأضرار المخدرات بشكل عام وبكافة أنواعها وهي مستمرة أيضا في التوعية على مدار العام خاصة على المدارس , وبتطرقها إلى أساليب مستحدثة في التوعية لتتناسب مع كافة الأعمار , كما أن لوسائل الإعلام الدور الإيجابي والفعال للقيام بتوعية الشباب بأن موضوع المخدرات الرقمية هو مجرد وهم يؤدي لفقدان المال وإلى إضرار الجهاز السمعي ليس أكثر , وكونه يعد بحالة نفسية قبل أن يكون إدمان آخر من الجيل الجديد . سامي أبودش كاتب مقالات . https://www.facebook.com/sami.a.abodash