على خطى «السيجارة» الإلكترونية، تسير المخدرات الرقمية، التي تُعد – حسب المختصين، ووفقاً للدراسات المتخصصة- أخطر، بمراحل، من المخدرات التقليدية. ماهي المخدرات الرقمية؟ وما علامات متعاطيها؟ وما هي الطرق الوقائية منها؟ فضلاً عن علاجها. المخدرات الرقمية (Digital Drugs) هي منتج يُروّج له عبر بعض المواقع العالمية، حيث يتم تحميل ملف (MP3) من تلك المواقع على جهاز المتعاطي، ذلك الملف يحتوي على موجات صوتية، غير سمعية، تنساب إلى الأذن عبر السماعات، فيسمع المتعاطي تردداً عبر إحدى أذنيه، يختلف عن التردد الذي يسمعه عبر الأذن الأخرى، تلك الترددات المختلفة مبنية على تقنية قديمة تسمّى «النقر في الأذنين»، اكتشفها العالِم الألماني، هنري دوف، عام 1839 م، وعند سماع تلك الترددات، يقوم الدماغ بإحداث موجات دماغية تؤثر على الحالة النفسية والمزاجية للإنسان، تجعله يشعر بذات الشعور الذي يشعر به متعاطي المخدرات التقليدية. هذا النوع الفتاك من المخدرات يصل إلى المتعاطي بسهولة، فقط، مجرد حصوله على جهاز حاسب آلي وسماعات، وفي أي مكان، يستطيع أن يتعاطى، بالإضافة إلى ثمن المنتج البخس – من 3 إلى 30 دولاراً- مما يجعله في متناول المراهقين، حتى من ذوي الدخل المحدود، هذه السهولة في انتشاره، قد تزيد، بلا شك، من خطورته، عندما يصل إلى شريحة أكبر. على الرغم من محدودية حالات الإدمان في الشرق الأوسط، إلاّ أن وصوله إلى بعض البلدان المجاورة يشعرنا بمستوى الخطورة التي قد يتعرض لها شبابنا، من الجنسين، لذلك فإن مجرد وصول ذلك النوع من المخدرات، يدق ناقوس الخطر عند المسؤولين لإصدار التشريعات والإجراءات اللازمة لحجب تلك المواقع، التي تروّج للمخدرات الرقمية، كإجراءات احترازية. إنْ رأيتَ ابنك ينزوي في مكان قَصِي، من المنزل، وعلى رأسه طوق بسماعتين، فالحذر، الحذر، فقد يكون يتعاطى هذا النوع من المخدرات وأنت لا تدري، وقد لا تنتبه إلاّ وهو في مرحلة الإدمان، عندما تظهر عليه أعراض الصرع والتشنجات، فتبدأ، حينها، رحلة طويلة مع الرقاة والعيادات النفسية. «الله يستر»!