صرّح معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، بأنه تنبثق أهمية غسيل الكعبة المشرفة من مكانة الحرمين الشريفين في هذا الدين، ومنزلة الكعبة المشرفة في نفوس المسلمين ، ومن الاهتمام الخاص من القيادة الرشيدة بهما،وبكل ما يتعلق بالحرمين الشريفين، وما يولونه إياها من الاهتمام والرعاية والحرص والعناية، وحرصاً على تطبيق ما جاءت به الشريعة المطهرة، وما حثت عليه نصوص الكتاب والسنة من تعظيم البيت وتطهيره كما في قوله تعالى ( وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ) سورة الحج (26)وقوله سبحانه (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ) سورة الحج (32). وما جاءت به السُنة الغرّاء بتطبيق هذا النهج الرباني، حيث كان الاهتمامبغسل الكعبة سنة نبوية،وسيرة مصطفوية، فعلها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوم فتح مكة حينما دخل عليه الصلاة والسلام مع أصحابه الكعبة المشرفة ، وقام بغسلها تطهيراً لها، معنوياً، وحسياً، كما نقلت ذلك كتب الحديث والأثر،والتاريخ والسيّر . وسار على هذه السنة النبوية الصحابة–رضوان الله عليهم- والأئمة والخلفاء والولاة عبر التاريخ، فلم تزل الكعبة المشرفة والمسجد الحرام عموماً محل عنايتهم واهتمامهم حتى منّ الله على هذه البلاد المباركة بالإمام المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود —رحمه الله وطيب ثراه— فأولى البيت العتيق عناية ورعاية فائقتين وتشرّف — رحمه الله —بغسل الكعبة المشرفة مرارا ولم يزل هذا الأمر الجليل محل اهتمام ولاة الأمر في هذه الدولة المباركة من بعده فهي مأثرة من مآثرها ومفخرة من مفاخرها ولا زالت هذه السنة الحميدة قائمة حتى هذا العهد الزاهر الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود—حفظه الله وأيده —حيث يجد الحرمان الشريفان الرعاية الكاملة ، والعناية الفائقة من جميع الوجوه وبكل الخدمات والتسهيلات ، إعماراً وتطويراً، خدمةً وتطهيراً،وقد تشرف بغسلها—حفظه الله —مراراً، وأناب أمير منطقة مكةالمكرمة عدة مرات ،ويتتوج أيده —أيده الله—مراسم تغسيل الكعبة حيث يقوم هو ومرافقوه من الأمراء والعلماء وسدنة بيت الله الحرام وضيوف المملكة من أقطار العالم الإسلامي وعدد من المواطنين وقاصدي بيت الله الحرام بغسل الكعبة المشرفة في مشهد مهيب، وموقف عجيب ، ومناسبة دينية عظيمة، و لحظة تاريخية مجيدة ،يتم من خلالها غسل الكعبة من داخلها وتدليك جدرانها بقطع القماش المبللة بماء زمزم الممزوج بدهن العود والورد فيتضوع الشذا ويتضمخ الندى في لحظات إيمانية عظيمة لها آثار في النفوس خالدة ومنافع للمسلمين باقية دينياً ودنيوياً وأخروياً . هي الكعبة الغراء ما أضوع الشذى وما أطهر الجدران بالنور تغسل ويتشرف صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود —أمير منطقة مكةالمكرمة بالقيام بهذه المهمة الجليلة نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين —حفظه الله —وأشرف شخصياً على مراحل غسلها، وشاركت الجهات الحكومية والأمنية بهذه المناسبة الكريمة، وتقوم الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بالإعداد لهذا المحفل العظيم الذي يجسّد اهتمام القيادة الرشيدة بالحرمين الشريفين ويعكس مدى الاهتمام البالغ في خدمتهما وتطهيرهما وتعظيمهما . وتشرف الرئاسة بالإعداد المبكر والجهد المتواصل لهذا الحدث الكبير وتعد له إعداداً متميزاً يليق بهذه المناسبة الشريفة، حيث تقوم بتجهيز ماء زمزم الممزوج بماء الورد وطيب العود وأنواع متعددة من أفخر الطيب وأزكاه وأفوحه وأشداه وجميع مستلزمات الغسيل لتخرج هذه المناسبة بالصورة اللائقة والأنموذج المشرق لهذه الدولة المباركة وقيادتها الرشيدة .وبهذه المناسبة الإسلامية العظيمة فإني يسرني ويسعدني باسمي واسم زملائي منسوبي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أن أتقدم بوافر الشكر والعرفان والتقدير والامتنان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ولسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولسمو ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة ولصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة على ما يولون الحرمين الشريفين والكعبة الغراء من فائق العناية ، وبديع الرعاية، وعلى ما تتمتع به الرئاسة من لدنهم—حفظهم الله— من الحرص والاهتمام والدعم والتشجيع والمؤازرة ، جعل الله ذلك في موازين أعمالهم الصالحة، وزادهم من الخير والهدى والتوفيق بمنّه وكرمه إنه جواد كريم ،وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .