تسود اليمن حالة من الحراك السياسي الشديد بين القوى السياسية في الأثناء نتيجة لعملية التقاسم الحاصلة للحقائب الوزارية بين مختلف القوى، وسط انفلات أمني وسيطرة جماعة الحوثي على سبع محافظات يمنية. وتدور نقاشات حادة اليوم الثلاثاء في اجتماع مع القوى السياسية برئاسة عبد ربه منصور هادي الرئيس اليمني في كيفية توزيع الحقائب الوزارية بين المكونات السياسية بما فيها جماعة الحوثي. وأفادت مصادر متطابقة أن جماعة الحوثي هي من تسببت في عرقلة الإعلان رسميا لتشكيلة الحكومة الجديدة في اليمن، نتيجة لإصرارها على أن تكون الوزارات السيادية (الدفاع، والداخلية، والمالية) من نصيبها بطريقة مباشرة او غير مباشرة، رغم أن القوى السياسية اتفقت في وقت سابق أن الوزرات السيادية مستقلة ومن حصة الريس عبدربه منصور هادي. وكانت صحيفة الشرق الأوسط نقلت يوم أمس من مصادر رفيعة أن عرقلة إعلان تشكيل الحكومة الجديدة تسببتها جماعة الحوثي في اصرارهم على أن تكون الوزارات السيادية من نصيبها. وتُشكل جماعة الحوثي حاليا قوة سياسية فرضتها قوتها العسكرية التي اجتاحت بها محافظات يمنية عدة من بينها العاصمة اليمنية صنعاء التي لا زالت مسيطره عليها منذ 21 سبتمبر الماضي. وفيما شعرت القوى السياسية الأخرى بقدرة جماعة الحوثي الضغط على تشكيلة الحكومة هدد اللقاء المشترك والمكون من ستة أحزاب سياسية من بينها حزب الاصلاح (إخوان مسلمين) هدد بالانسحاب من الحكومة القادمة إذا ما تجاهل الرئيس هادي اتفاقية السلم والشراكة التي تقضي بالتساوي في حصص الحكومة بينها وبين الحوثيين. ووفقا لمصادر حصلت عليها وصحيفة "مكة الآن" فإن هناك بوادر للاتفاق على تشكيلة الحكومة القادمة وهي أن يكون لحزب المؤتمر الذي يرأسه علي عبدالله صالح الرئيس السابق لليمن وزارة الاتصالات والشباب والخدمة المدنية والتعليم العالي والشئون الاجتماعية والتخطيط والتعاون الدولي والمغتربين والثقافة ووزير الدولة، وأن اللقاء المشترك سيحصل على حقائب الصحة والكهرباء والتعليم الفني والسياحة والأوقاف والنقل والمياه والزراعة ووزير للدولة.. فيما ستحصل جماعة الحوثي على حقائب التربية والنفط والإعلام والعدل وحقوق الإنسان والشئون القانونية، وأما الحراك الجنوبي سيحصل على وزارة الإدارة المحلية والشئون القانونية والأشغال والتجارة والصناعة وشئن المرأة ووزير للدولة. على صعيد آخر شهدت محافظات يمنية اشتباكات مسلحة بين جماعة الحوثي ومسلحين من تنظيم القاعدة وسط اليمن. وقال سكان محليون أن الاشتباكات بين جماعة الحوثي ومسلحين من القاعدة تجدد اليوم مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين في منطقة رداع بمحافظة البيضاء وسط اليمن. ولا تزال حالة التوتر قائمة في مناطق أخرى بين الحوثيين وقبائل يمنية. وكانت مجلس الوزراء السعودي في اجتماع له يوم أمس الاثنين الأحداث التي تجري في اليمن واصفاً إياها ب"الدامية". ووفقاً لوكالة الأنباء السعودية «واس» فقد عبر المجلس عن أسفه لأعمال العنف في اليمن، حيث دعا المجلس في الجلسة التي عُقدت برئاسة الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، اليمنيين بجميع أطيافهم السياسية والمذهبية إلى تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الفئوية الضيقة. وقال إنه يجب الحرص على عدم المساس بالشرعية في البلاد وعدم خدمة مصالح من لا يريد خيراً لليمن الشقيق وشعبه، في إشارة منه إلى إيران ودعمها للحوثيين.