قال الشيخ الدكتور علي بن عباس حكمي عضو هيئة كبار العلماء، "إن على خطباء المساجد والدعاة ألا يتطرقوا في خطبهم ودروسهم إلى المسائل الخلافية والسياسية، وألا يسيروا نحو عواطفهم، فإن نصرتهم أي جانب ستثير الرأي الآخر"، واصفا هذه المواضيع ب "الخاصة"، التي لا تناسب عامة الناس، داعياً إياهم إلى تجنب الحديث في هذا الباب. وأوضح الشيخ حكمي أن خروج خطباء المساجد والدعاة بآراء خاصة في منابر المساجد، والسير نحو العواطف خطأ، مشيراً إلى أن خطبة الجمعة توجيه عام، لأن الخطيب يواجه عامة الناس، فلا بد للخطيب أن يراعي أفكارهم وعقولهم ليفهموا منه، ولا يدخلوا في المسائل السياسية، فهي مسائل خاصة، ومحل اختلاف في الفكر. وأضاف عضو هيئة كبار العلماء " قول الإنسان قولاً خاصاً لعامة الناس يضر ولا ينفع، ينبغي له أن يتجنب هذا الباب، ويحث الناس على الأمور التي تخص كل فرد بذاته، كالحديث في العقيدة والعبادة والسلوك، فإن على الخطيب والداعية المحافظة على أمن البلد وأمن الناس ولا يتطرق إلى المسائل الخلافية ومسائل السياسة، فالكل مختلف فيها، فأي جانب سيذهب إليه سيثير الجانب الآخر، فعليه تجنب ذلك". يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أهمية اقتصار الخطب على مفهوم الوعظ والإرشاد، وتذكير الناس بأحكام الدين والفضائل، وأن يلتزم الخطيب بعدم الخوض في مسائل السياسة أو العصبية أو الحزبية، أو التعرض لأشخاص أو دول أو مؤسسات تصريحاً أو تلميحاً. وأوضح الحكمي أهمية الخطباء في تعزيز الأمن الفكري، مبيناً أن الدعوة الإسلامية جاءت لتعزز الأمن الفكري، وتعزيز أمن المسلم في عقيدته، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- جاء لتحقيق ذلك، فعلى الخطيب التركيز على هذا الجانب، ويجعله من أهم مهماته. وأشار إلى أن المسجد في الإسلام هو الركيزة للدعوة والإرشاد، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعلم صحابته في المسجد، فهو منطلق للخير والدعوة ولبلاغ الرسالة للأمة، ومن ذلك تعزيز وحدة المسلمين، وكيفية تعامل المسلم مع غير المسلم، وكل قيمة من القيم في التاريخ انطلقت من المسجد. وزاد الحكمي، أن "الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما خطب خطبته الشهيرة في حقوق الإنسان كان من المسجد، فالمسجد المنطلق لكل القيم الإنسانية، ومن هنا ينبغي للخطيب مراعاة هذه القاعدة، وأن يكون معبراً عما كان يقوله الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويأمر به، ويحث عليه". وكان نحو 100 خطيب وإمام مسجد وجامع قطعوا على أنفسهم عهداً على تبيان الأفكار الضالة، والتحذير من الفرقة والانشقاق، والوقوف ضد كل من يريد سوءا بالوطن وأهله، ومساندة قادة البلاد ورجال الأمن في محاربة هذه الأفكار وأصحابها. وشمل البيان الختامي لملتقى "دور المسجد في تعزيز القيم الوطنية"، الذي نظمه فرع وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض، ترسيخ القيم والمبادئ الشرعية والوطنية في نفوس أبناء هذا الوطن المبارك، مشيراً إلى أن للمساجد مكانة سامية ومنزلة رفيعة في نفوس المسلمين. وأوضح البيان أن من رسالة المسجد الدعوة إلى اللحمة الوطنيّة والتراحم فيما بين أفراد المجتمع وأبناء الوطن الواحد، حيث يعد المسجد من أهم مؤسسات المجتمع الدينية والتعليمية والتربوية والاجتماعية، والتحذير من خطورة التطرف. وشدد مسؤولون في "الشؤون الإسلامية" على أن على الدعاة والخطباء وأئمة المساجد واجبا عظيما، فمهمتهم عظيمة في درء الفتن والتحذير منها، لافتا إلى أن السعودية قائمة على كتاب الله وسنة الرسول، مبيناً أن الأئمة هم خط الدفاع الأول عن الدين والوطن.