أكد مدير عام الإدارة العامة لمكافحة عدوى المنشآت الصحية بوزارة الصحة الدكتور عبدالله بن مفرح العسيري، أن تسجيل حالة إصابة بفيروس كورونا في جدة لممرض يعمل في مستشفى الملك عبدالعزيز لا يثير المخاوف، حيث إن جميع الفحوصات التي أجريت على المخالطين أثبتت سلامتهم، وبالتالي فإن الأمر لا يدعو للقلق، مبينا أن الحالات المصابة التي سجلت في المملكة محدودة والإجراءات التي تقوم بها وزارة الصحة للحد من انتشار هذا الفيروس تتماشى مع المعايير العلمية والعالمية، لافتا إلى أنه اتضح أن هذا الفيروس غالبا ينتقل عن طريق الرذاذ التنفسي من المصابين إلى الأصحاء، ولا يوجد علاج نوعي أو لقاح خاص به والعمل مستمر للوصول إلى معلومات أكثر عنه على كافة المحافل العلمية داخل المملكة وعلى مستوى العالم. انتشار كورونا وعن انتشار وتسجيل أكبر نسبة إصابة بفيروس كورونا في المملكة مقارنة بدول العالم قال: البحث المكثف للمرض في المختبرات الإقليمية ساعد على اكتشاف الحالات، حيث يلاحظ أن أكثر الحالات المسجلة كانت لحالات مخالطة لحالة مؤكدة وفي داخل الأسرة الواحدة وهو ما يعزز فرضية أن المخالطة للمريض الحامل للفايروس يساعد على انتقال العدوى للمحيطين به، وقد أجرينا إلى الآن في المختبرات الإقليمية الأربعة في جدة والرياض والدمام والمدينة المنورة حوالي 15 ألف فحص على مستوى مناطق المملكة وهو ما يؤكد أن البحث المكثف ساعد على اكتشاف الحالات المصابة أكثر لدينا مقارنة بدول العالم، كما أشير إلى وجود مختبرات إضافية في مستشفيات خارج قطاع وزارة الصحة تجري أيضا فحوصات كورونا ومنها مستشفيات التخصصي والحرس الوطني والخدمات الطبية بأرامكو السعودية. علاقة الإبل وعن علاقة الإبل بفيروس كورونا مضى الدكتور عسيري قائلا: استمرت الدراسات على فيروس كورونا بعد اكتشافه لأول مرة داخل المملكة عام 2012، حيث اكتشف الباحثون من أمريكا والمملكة أن الفيروس كان منتشرا في الإبل داخل المملكة منذ سنوات طويلة، وكان وقتها محصورا فيها دون أن ينتقل للبشر. وأصدر الباحثون من المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية ومن جامعة الملك سعود والوكالات الأخرى تقريرا مشتركا، وأعلنوا بأن التقرير يحوي على أكثر من مائتي عينة من دم الإبل تم الحصول عليها من كافة المناطق داخل المملكة، واكتشفوا أن 74 % من الإبل تحمل مضادات لفيروس كورونا مما يعني إصابتها بهذا الفيروس في مرحلة ما من مراحل حياتها. وأكد الباحثون أن العثور على فيروس كورونا في جسم الإبل على نطاق واسع يعطي نتائج هامة للسيطرة على انتشاره، وبالإضافة إلى ذلك، اكتشف الباحثون أن الفيروس يتواجد في الجهاز التنفسي بشكل أساسي وليس في البراز، وهذا يقدم أساسا هاما لدراسة مسارات الانتقال بين البشر والحيوانات. كما أشير في هذا الصدد إلى أن هناك دراسات جديدة في المملكة للتأكد من علاقة الإبل بنقل العدوى للإنسان، منها دراسة خاصة بدماء الإبل للتأكد من وجود مضادات الفيروس، ودراسة أخرى للتأكد من دور الإبل في نقل المرض للإنسان، حيث تكمن المشكلة في أن الأعراض لا تظهر حتما على الإبل، فقد تظهر أعراض تنفسية أو لا تظهر ، وبالتالي فإن إجراء المزيد من الدراسات يؤكد جميع الفرضيات ولكن في كل الأحوال هناك اشتراطات صحية ينصح بها للتعامل مع المواشي بشكل عام في الحظائر أهمها ارتداء الكمامة الواقية والابتعاد عن الحيوانات التي تظهر عليها الأعراض المرضية. دراسات الخفافيش وعن الدراسات الجديدة في جانب احتضان الخفافيش لفيروس كورونا، أجاب الدكتور عسيري: سبق أن أوضحنا أن فريقا من الباحثين من وزارة الصحة تمكن بالتعاون مع جامعة كولومبياالأمريكية من عزل فيروس كورونا الجديد المسبب للالتهاب الرئوي الحاد من إحدى العينات التي تم جمعها سابقا من الخفافيش بالمملكة، وذلك في اكتشاف علمي مهم، كما أن فحص البلمرة الجزيئية الخاصة بالفيروس تم إجراؤها على عينات جرى جمعها من 96 خفاشا حيا تمثل سبع فصائل مختلفة، وأيضا 732 عينة من مخلفات الخفافيش في المناطق التي سجلت فيها حالات مؤكدة للمرض بالمملكة، حيث أظهرت عينة واحدة من خفاش حي آكل للحشرات وجود تركيبة جينية مطابقة 100 % لفيروس كورونا الجديد المسبب للالتهاب الرئوي الحاد، الذى شخص في أول حالة سجلت بالمملكة، وأظهرت الدراسة أيضا وجود فيروسات متعددة أخرى من فصيلة كورونا في 28 % من العينات التي تم فحصها. ومن هنا خلص الباحثون إلى أن الخفافيش قادرة على احتضان العديد من الفيروسات مثل فيروس الكلب والسارس والهندرا، وأن وجود تركيبة مطابقة لفيروس كورونا الجديد المسبب للالتهاب الرئوي الحاد يجعلها أيضا حاضنا محتملا لهذا الفيروس، ونظرا لامتداد الحالات المؤكدة بين البشر في رقعة جغرافية واسعة فإن احتمال وجود الفيروس في حيوانات أخرى قوي جدا، ويحتاج الأمر إلى مزيد من الأبحاث الموسعة، كما أشار الفريق إلى أهمية دراسة طريقة انتقال الفيروس من المصدر الحاضن إلى الإنسان (من الحيوانات التي يمكن أن تكون وسيطا بين الخفاش والإنسان). وخلاصة القول إن الخفافيش قد تكون الحاضن الأول للفيروس بينما الحيوانات الأخرى المستأنسة وخاصة الإبل حاضن ثانوي ينقل العدوى للإنسان. المختبرات الإقليمية وردا على سؤال عن عدم توفر تحاليل كورونا في مختبرات المستشفيات واقتصار الأمر على المختبرات الإقليمية قال: أولا إمكانية الأخطاء واردة في مختبرات المستشفيات ولتفادي ذلك ولدقة التشخيص والخبرات التي تتعامل مع العينات يلزم توحيد هذه الفحوصات النادرة في مختبر إقليمي محصور في مكان واحد ، كما أن ذلك يفيد أيضا في رصد الحالات ودراستها حيث إن المختبرات الإقليمية تعد مختبرات عالمية ومرجعية. إرشادات وقائية وخلص الدكتور عسيري إلى القول «الوقاية خير من العلاج»، لذا يجب على كل فرد في المجتمع اتباع الإرشادات العامة للنظافة الشخصية وبالذات عند السعال والعطاس وغسل اليدين واستخدام المناديل عند التعرض للأنفلونزا العادية، وتجنب أماكن الازدحام فكل هذه العوامل كفيلة بمنع انتقال الفيروس من شخص مصاب لآخر سليم، إضافة الى ارتداء الكمامة الوقائية وتغييرها بصفة دورية عند التواجد في الأماكن المزدحمة.