المملكة رئيساً للمنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة «الأرابوساي»    "التجارة" تكشف مستودعًا يزور بلد المنشأ للبطانيات ويغش في أوزانها وتضبط 33 ألف قطعة مغشوشة    وفد عراقي في دمشق.. وعملية عسكرية في طرطوس لملاحقة فلول الأسد    مجلس التعاون الخليجي يدعو لاحترام سيادة سوريا واستقرار لبنان    الجمعية العمومية لاتحاد كأس الخليج العربي تعتمد استضافة السعودية لخليجي27    وزير الشؤون الإسلامية يلتقي كبار ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة    الإحصاء: إيرادات القطاع غير الربحي في السعودية بلغت 54.4 مليار ريال لعام 2023م    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    استمرار هطول أمطار رعدية على عدد من مناطق المملكة    استخدام الجوال يتصدّر مسببات الحوادث المرورية بمنطقة تبوك    الذهب يرتفع بفضل ضعف الدولار والاضطرابات الجيوسياسية    استشهاد خمسة صحفيين في غارة إسرائيلية وسط قطاع غزة    السعودية وكأس العالم    الفكر الإبداعي يقود الذكاء الاصطناعي    «الإحصاء»: 12.7% ارتفاع صادرات السعودية غير النفطية    حلاوةُ ولاةِ الأمر    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    الحمدان: «الأخضر دايماً راسه مرفوع»    المملكة ترحب بالعالم    رينارد: مواجهة اليمن صعبة وغريبة    وطن الأفراح    حائل.. سلة غذاء بالخيرات    "الثقافة" تطلق أربع خدمات جديدة في منصة الابتعاث الثقافي    "الثقافة" و"الأوقاف" توقعان مذكرة تفاهم في المجالات ذات الاهتمام المشترك    أهازيج أهالي العلا تعلن مربعانية الشتاء    حملة «إغاثة غزة» تتجاوز 703 ملايين ريال    شرائح المستقبل واستعادة القدرات المفقودة    نجران: «الإسعاف الجوي» ينقل مصاباً بحادث انقلاب في «سلطانة»    الأبعاد التاريخية والثقافية للإبل في معرض «الإبل جواهر حية»    أمير نجران يواسي أسرة ابن نمشان    63% من المعتمرين يفضلون التسوق بالمدينة المنورة    منع تسويق 1.9 طن مواد غذائية فاسدة في جدة    العناكب وسرطان البحر.. تعالج سرطان الجلد    5 علامات خطيرة في الرأس والرقبة.. لا تتجاهلها    أسرتا ناجي والعمري تحتفلان بزفاف المهندس محمود    فرضية الطائرة وجاهزية المطار !    «كانسيلو وكيسيه» ينافسان على أفضل هدف في النخبة الآسيوية    في المرحلة ال 18 من الدوري الإنجليزي «بوكسينغ داي».. ليفربول للابتعاد بالصدارة.. وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    لمن لا يحب كرة القدم" كأس العالم 2034″    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    تدشين "دجِيرَة البركة" للكاتب حلواني    مسابقة المهارات    إطلاق النسخة الثانية من برنامج «جيل الأدب»    نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء    واتساب تطلق ميزة مسح المستندات لهواتف آيفون    المأمول من بعثاتنا الدبلوماسية    أفراحنا إلى أين؟    آل الشيخ يلتقي ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة    اطلاع قطاع الأعمال على الفرص المتاحة بمنطقة المدينة    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    الدرعان يُتوَّج بجائزة العمل التطوعي    اكتشاف سناجب «آكلة للحوم»    دور العلوم والتكنولوجيا في الحد من الضرر    خادم الحرمين وولي العهد يعزّيان رئيس أذربيجان في ضحايا حادث تحطم الطائرة    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    مفوض الإفتاء بجازان: "التعليم مسؤولية توجيه الأفكار نحو العقيدة الصحيحة وحماية المجتمع من الفكر الدخيل"    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    إطلاق 66 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نظرة عامة عن مكة المكرمة (الموقع والسكان)
نشر في مكة الآن يوم 15 - 01 - 2014

هي مدينة مقدسة لدى المسلمين، بها المسجد الحرام، والكعبة التي تعد قبلة المسلمين في صلاتهم. تقع مكة في الحجاز في المملكة العربية السعودية، وهي عاصمة منطقة مكة المكرمة، تبعد عن المدينة المنورة حوالي 400 كيلومتر في الاتجاه الجنوبي الغربي، وعن مدينة الطائف حوالي 120 كيلومترا في الاتجاه الشرقي، وعلى بعد 72 كيلومترا من مدينة جدة وساحل البحر الأحمر، وأقرب الموانئ لها هو ميناء جدة الإسلامي، وأقرب المطارات الدولية لها هو مطار الملك عبد العزيز الدولي. تقع مكة المكرمة عند تقاطع درجتي العرض 25/21 شمالا، والطول 49/39 شرقا، ويُعتبر هذا الموقع من أصعب التكوينات الجيولوجية، فأغلب صخورها جرانيتية شديدة الصلابة. تبلغ مساحة مكة المكرمة حوالي 550 كم2،منها 88 كم2 مأهولة بالسكان، وتبلغ مساحة المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد الحرام حوالي 6 كم2، ويبلغ ارتفاع مكة عن مستوى سطح البحر حوالي 330 مترًا.
يرجع تاريخ تأسيس مكة إلى أكثر من 2000 سنة قبل الميلاد، وكانت في بدايتها عبارة عن قرية صغيرة تقع في واد جاف تحيط بها الجبال من كل جانب، ثم بدأ الناس في التوافد عليها والاستقرار بها في عصر النبي إبراهيم والنبي إسماعيل، وذلك بعدما ترك النبي إبراهيم زوجته هاجر وابنه إسماعيل في هذا الوادي الصحراوي الجاف، وذلك امتثالاً لأمر الله، فبقيا في الوادي حتى تفّجر بئر زمزم، ثم وفدت بعد ذلك أولى القبائل التي سكنت مكة وهي قبيلة جرهم[5] إحدى القبائل اليمنية الرحّآلة، وقد بدأت خلال تلك الفترة رفع قواعد الكعبة على يد النبي إبراهيم وابنه إسماعيل.
يبلغ عدد سكان مكة بحسب إحصائيات عام 2007، حوالي 1700000 نسمة موزعين على أحياء مكة القديمة والجديدة. تضم مكة العديد من المعالم الإسلامية المقدسة، لعل من أبرزها المسجد الحرام وهو أقدس الأماكن في الأرض بالنسبة للمسلمين، ذلك لأنه يضم الكعبة المشرفة قبلة المسلمين في الصلاة، كما أنه أحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال، وذلك حسب قول النبي محمد: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى"،بالإضافة إلى ذلك، تعد مكة مقصد المسلمين في موسم الحج والعمرة إذ أنها تضم المناطق التي يقصدها المسلمون خلاله وهي مزدلفة، منى وعرفة.
التسمية:
عُرفت مكة عبر العصور المختلفة بأكثر من خمسين اسماً وكنية،[ وعلى هذا فإن أصل تسمية مكة مجهول تقريبا، لكن تعددت الفرضيات حول أصل التسمية، فقيل أنها سميت مكة لأنها تمكّ الجبارين أي تذهب نخوتهم، ويقال أيضا أنها سميت مكة لازدحام الناس فيها. يقال أن مكة عرفت بهذا الاسم لأن العرب في الجاهلية كانت تقول بأنه لا يتم حجهم حتى يأتوا الكعبة فيمكون فيها أي يصفّون صفير المكأو، وهو طائر يسكن الحدائق، ويصفقون بأيديهم إذا طافوا حولها. ويرى آخرون أنها سميت بكة لأنه لا يفجر أحد بها أو يعتدي على حرماتها إلا وبكت عنقه. يقول البعض أنها سُميت مكة لأنها كانت مزاراً مقدساً يؤمه الناس من كل الأنحاء للتعبد فيه. أما كلمة بك فتعني في اللغة السامية الوادي، وقد ورد في بعض الكتابات القديمة مدينة تسمى مكربة، وذهب الباحثون إلى أن هذه المدينة هي مكة.
اسم مكة مذكور في القرآن عدة مرات فسميت مكة في سورة الفتح في الآية: (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا)، وسميت بكة في سورة آل عمران في: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ)، سميت أم القرى في سورة الأنعام في: (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا) وسميت أيضا البلد الأمين في سورة التين في: ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2)وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) )، هذا بالإضافة إلى أسمائها الأخرى مثل البلدة والبيت العتيق والحاطمة وأم زحم وغيرها.
من الأسماء الأخرى لمكة، أو الجبال والبرية المحيطة بها، هي فران أو برية فران، وهو اسم مألوف في المصادر العربية القديمة وكذلك في العهد القديم. تنص التقاليد العربية والإسلامية أن فران المذكورة إنما يُقصد بها الحجاز كله، وأن موقع مكة هو المكان حيث نزل النبي إسماعيل بن إبراهيم وامه هاجر. يقول ياقوت الحموي أن "فران" كلمة عبرية عُرّبت مع مرور الوقت بفعل التمازج والتفاعل بين العرب واليهود في بعض مواقع شبه الجزيرة العربية. من الأسماء الأخرى لمكة في التوراة: تل فران، وهو اليوم اسم لتل يقع على تخوم المدينة
تاريخ مكة:
يرجع تاريخ تأسيس مكة إلى أكثر من 2000 سنة قبل الميلاد، أي أنها كانت موجودة قبل قيام النبي إبراهيم والنبي إسماعيل برفع أساسات الكعبة، وكانت مكة في بدايتها عبارة عن بلدة صغيرة سكنها بنو آدم إلى أن دمرت، بحسب المعتقد الإسلامي، أثناء الطوفان الذي ضرب الأرض في عهد النبي نوح، وأصبحت المنطقة بعد ذلك عبارة عن واد جاف تحيط بها الجبال من كل جانب، ثم بدأ الناس في التوافد عيها والاستقرار بها في عصر النبي إبراهيم والنبي إسماعيل، وذلك عندما تفّجر بئر زمزم عند قدمي النبي إسماعيل، بعدما ترك النبي إبراهيم زوجته هاجر وولده إسماعيل في هذا الوادي الجاف. وبعد ذلك جاء ركب من قبيلة جرهم فسكنوا مكة، وكانوا أول أناس يسكنوها، وقامت قبيلة جرهم خلال فترة حكمهم لمكة بدفن بئر زمزم، وأكلوا مال الكعبة الذي يُهدى لها، واستمرت قبيلة جرهم في مكة حتى نهاية القرن الثالث الميلادي عندما استطاعت قبيلة خزاعة السيطرة عليها وتولي أمرها وطرد قبيلة جرهم منها. استمرت خزاعة في مكة ما يقارب ثلاثمائة سنة، وقام سيدها عمرو بن لحي بعبادة الأوثان، فكان أول من غيّر دين النبي إبراهيم وعبد الأوثان في شبه الجزيرة العربية.
انتقل أمر مكة بعد ذلك من يد خزاعة إلى قريش وهي إحدى القبائل العربية التي تنتسب إلى كنانة من مضر، تحت أمرة "قصي بن كلاب" جد النبي محمد الرابع،[ وقام ببناء دار الندوة ليجتمع فيها مع رجال قريش، وقام قصي بن كلاب قبل وفاته بتقسيم أمور الحرم على أولاده الأربع، فكانت سقاية البيت والرفاة والقيادة من نصيب ولده "عبد مناف بن قصي" الجد الثالث للنبي محمد. بعد وفاة "عبد مناف بن قصي" تولى قيادة قريش ابنه "هاشم بن عبد مناف"، وبعد وفاته تولى القيادة وسقاية الحرم "عبد المطلب بن هاشم" الذي قام بحفر بئر زمزم مرة أخرى. في ذلك الوقت كان "ابرهة الحبشي" ملك اليمن قد بنى كنيسة القليس ليحج إليها الناس جميعاً، فلما لم يجد إقبالاً على هذه الكنيسة، خرج بجيشه المصحوب بالفيلة يريد تدمير الكعبة ليجبر العرب على الحج إلى كنيسته، وعندما وصل إلى مكة أبت الفيلة التقدم نحو الكعبة، وعندها أرسل الله طيوراً أبابيل تحمل معها حجارة من سجيل فدمرت أبرهه وجيشه، وفق المعتقد الإسلامي، وقد سُمي هذا العام بعام الفيل وهو العام الذي ولد فيه النبي محمد.
كانت الجزيرة العربية قبل الإسلام عبارة عن مجموعة من القبائل البدوية، وكانت أغلبها تدين بالوثنية مع أقلية تدين باليهودية والمسيحية. وُلد النبي محمد بمكة في عام الفيل الذي يوافق عام 570، وفي القرن السابع الميلادي ظهر الإسلام في مكة على يد النبي محمد، وبدأ في دعوة الناس إلى الدين الجديد، فأسلم معه أبو بكر الصديق وخديجة بنت خويلد وعلي بن أبي طالب. كانت الدعوة الإسلامية في بدايتها سرية لمدة ثلاثة سنوات،وكانت الاجتماعات تتم في دار الأرقم حتى أمر الله النبي بالجهر بالدعوة بين الناس، وكانت تلك الدعوة سبباً في إغضاب سادة قريش، فأعد المشركون كافة الأساليب لإحباط هذه الدعوة، فقاموا بتعذيب المسلمين وإيذاء النبي بكافة الوسائل، فكان عم النبي أبو طالب بن عبد المطلب يؤازره ويدافع عنه. لما اشتد أذى المشركين للمسلمين الضعفاء أمر النبي المسلمين بالهجرة إلى الحبشة، فهاجر بعضهم إلى هناك، حيث رحب بهم "النجاشي" ملك الحبشة ونصرهم. وبعد ازدياد الأذى بالمسلمين وبالنبي، أمرهم الأخير بالخروج إلى يثرب، ثم قام النبي بعد ذلك بالهجرة إلى هناك، وذلك بعدما اتفق مع وفد قبيلتي الأوس والخزرج على نصرته وحمايته.
بعد هجرة النبي محمد إلى المدينة المنورة، حدثت بعض المعارك بين المسلمين وقريش، كانت أولها غزوة بدر عام 2ه، الموافق 624م، والتي انتهت بانتصار المسلمين، ثم غزوة أحد، وبعد ذلك غزوة الخندق عام 5ه، حتى جاء شهر شوال عام 6ه، الموافق 628م، فخرج النبي مع بعض المسلمين في اتجاه مكة لأداء العمرة، وعندما وصلوا إلى منطقة الحديبية رفضت قريش دخول النبي محمد وأصحابه إلى المدينة، وعقدوا بعد ذلك صلح الحديبية الذي نص على وقف القتال وعودة النبي وأصحابه للعمرة في السنة المقبلة، وحرية القبائل في الدخول في تحالف إما مع النبي وإما مع قريش. بعد عقد الصلح اختارت قبيلة خزاعة التي تقطن مكة الانضمام إلى حلف النبي، فيما دخل بنو بكر في حلف قريش، وقد كانت بين القبيلتين حروب قديمة، فأراد بنو بكر أن يأخذوا بثأرهم القديم من خزاعة، فأغاروا عليها ليلاً وقتلوا منهم الكثير وذلك بمساعدة قريش نفسها، فلما علم النبي بذلك أمر بالاستعداد لفتح مكة وكان ذلك سنة 8ه، ولما وصل النبي محمد إلى مكة بجيشه دخلها بدون أي قتال، وهدم الأصنام، وعفا عن أهل مكة من المشركين. وعيّن عتاب بن أسيد أميراً على مكة، وقد أقام النبي فيها تسعة عشر يوماً فقط، ثم غادرها عائداً إلى المدينة المنورة
منذ فتح مكة وحتى بعد وفاة النبي محمد عام 11ه، الموافق 634م، تولى إدارة مكة زعماء قريش ومرت مكة بمرحلة من الاستقرار منذ بداية خلافة أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب، وانتهت باغتيال عثمان بن عفان عام 35ه، الموافق سنة 655م، وبدأت مرحلة عدم الاستقرار في خلافة علي بن أبي طالب مرت خلالها الدولة الإسلامية بالكثير من الفتن والحروب، أبرزها موقعة الجمل، موقعة صفين، ومعركة النهروان، وخلال هذه المرحلة اغتيل علي بن أبي طالب، وتولى معاوية بن أبي سفيان الخلافة عام 41ه، الموافق سنة 661م. ولما توفي معاوية كانت مكة مركزاً لانطلاق المعارضة لحكم الأمويين، وذلك عندما رفض الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير مبايعة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان للخلافة، وقد انتهت هذه المعارضة بمقتل الحسين بن علي في معركة كربلاء، ومقتل عبد الله بن الزبير في مكة بعد هجوم الحجاج بن يوسف الثقفي عليها ومحاصرتها عام 73ه، الموافق عام 692م. قام الأمويون خلال حكمهم لمكة بالعديد من الإصلاحات مثل شق الطرق، والاهتمام بالأمور الدينية والعلمية، ولعل أبرز هذه الإصلاحات كان عام 91ه عندما تم توسعة المسجد الحرام وتسقيف أروقته على يد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان.
عاشت مكة تحت حكم الخلافة الأموية حتى عام 132ه، الموافق سنة 750م، عندما قامت الخلافة العباسية على يد أبي العباس عبد الله السفاح، وقد اهتم العباسيون بعمارة المسجد الحرام حيث تم توسعة المسجد في عهد أبي جعفر المنصور،ولعل أبرز الأحداث التي مرت بها مكة في هذه الفترة استيلاء القرامطة عليها وسرقتهم للحجر الأسود عام 317ه، الموافق عام 929م، ولكن تمت إعادته عام 330ه، الموافق سنة 941م. بعد خروج مكة من نفوذ الدولة العباسية، خضعت المدينة لسيطرة الكثير من الدول مثل الدولة الإخشيدية، الدولة الفاطمية، الدولة الأيوبية، والدولة العثمانية التي كان من أهم انجازاتها إنشاء سكة حديد الحجاز، إلى أن حكم الهاشميون الحجاز واستمروا فيه حتى عام 597ه، الموافق سنة 1200م، عندما أجلاهم الأشراف من مكة وتولوا حكمها وإدارتها. بقي الأشراف حكاماً لمكة على أن يكون ولائهم للدولة التي تسيطر على منطقة الحجاز، وقد استمر حكم الأشراف لمنطقة الحجاز حتى قيام الدولة السعودية الثالثة على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود عام 1351ه، الموافق عام 1932م
في يونيو من عام 1916 اندلعت الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف حسين بن علي حاكم مكة ضد الدولة العثمانية التي كانت تسيطر على الحجاز، وبمساعدة من بريطانيا وذلك أثناء الحرب العالمية الأولى،وتمكن أفراد القبائل الذين انضموا إلى الثورة من تفجير خط سكة حديد الحجاز بمساعدة ضابط المخابرات البريطاني "إدوارد لورنس"، وبهذا منعوا وصول الدعم العثماني إلى الحجاز، وانتهت هذه الحركة بطرد الجيش العثماني من الحجاز، بعد ذلك أعلن الشريف حسين بن علي عن قيام مملكة الحجاز. واستمرت هذه المملكة قائمة حتى دخل الملك عبد العزيز آل سعود مكة في 17 ربيع الأول 1343ه، الموافق 16 أكتوبر 1924، مع جيشه وجيوش حلفائه من الإخوان بقيادة فيصل الدويش أمير قبيلة مطير من نجد، وذلك بعد انتصارهم على جيش الشريف حسين بن علي، وهرب الشريف حسين بعد ذلك إلى جدة ومنها إلى العقبة التي يحكمها ولده عبد الله الأول بن الحسين. بعد ذلك تولى الشريف علي بن الحسين حكم مكة لفترة استمرت عاماً واحداً، ثم هرب إلى العراق، وتم تعيين الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز آل سعود كأول أمير على مكة من أسرة آل سعود.
اهتم القادة السعوديون منذ عهد الملك عبد العزيز وحتى الآن بتطوير مكة وتوسعة وتحسين المسجد الحرام، فتمت توسعة المسجد في عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود عام 1375ه، الموافق سنة 1955م، ثم في عهد الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود، ونتجت عن هذه التوسعة زيادة الأماكن المخصصة للمصلين من 50 ألف مصل إلى 300 ألف مصل، واستغرق إنجاز هذه التوسعة حوالي عشر سنوات. مرت مكة في العصر الحديث بالعديد من الأحداث البارزة مثل حادثة الحرم المكي حيث قامت جماعة التكفير والهجرة السلفية المتشددة بقيادة المدعو جهيمان العتيبي باقتحام المسجد الحرام في 1 محرم 1400ه، الموافق 20 نوفمبر 1979م، ومعه 200 مسلح في محاولة منهم لقلب نظام الحكم في السعودية، وسيطر المسلحون على إذاعة المسجد الداخلية وتحصنوا في المآذن وأغلقوا أبواب الحرم واستمر الحصار لمدة أسبوعين كاملين حتى اقتحمت قوات الأمن السعودية المسجد الحرام في 14 محرم 1400ه، الموافق 4 ديسمبر 1979، بمساعدة فرقة قوات خاصة باكستانية وفريق استشاري فرنسي، وتم استعادة السيطرة على المسجد، وأسفرت حصيلة العمليات عن مقتل 255 شخصاً وإصابة ما يقارب 560 آخرين.
لم يكن استيلاء جهيمان وجماعته على المسجد الحرام الحادث البارز الوحيد في تاريخ مكة الحديث، ففي 31 يوليو 1987 قام بعض الحجاج الإيرانيين بمظاهرات عارمة أثناء موسم الحج منددة بالولايات المتحدة عُرفت بأحداث مكة 1987،وقاموا بسد الطرقات وإحراق السيارات ومنع الحجاج الآخرين والأهالي من الذهاب إلى وجهاتهم،[ فحاول بعض الحجاج التدخل لتهدئة الإيرانيين وفض المظاهرات لكنهم رفضوا هذا المطالب،[ ثم بدأ المتظاهرين في التوجه إلى المسجد الحرام رافعين شعارات الثورة الإسلامية في إيران وصور مرشدها العام آية الله الخميني، فتدخلت قوات الأمن السعودية لإنهاء تلك التظاهرات
أسفرت هذه المواجهات بين قوات الأمن السعودية والمتظاهرين الإيرانيين عن مقتل 402 شخصاً (275 من الحجاج الإيرانيين، 85 من السعوديين، 45 حاجاً من بلدان أخرى)، وعن إصابة 649 شخصاً (303 من الحجاج الإيرانيين، 145 من السعوديين، 201 حاجاً من بلدان أخرى)
الجغرافيا:
تقع مكة ضمن تشكيلات الدرع العربي المكون من صخور متحولة، صخور جوفية اندساسية، وصخور جرانيتية، أما الأودية فتغطيها ترسبات الحصى والرمل، ومعظم هذه الأودية التي تتشكل منها مكة تتبع في تكوينها حركات الصدوع والانكسارات التي مرت بالدرع العربي خلال الأزمنة الجيولوجية القديمة. يبلغ ارتفاع مكة ما بين 250 متراً إلى 350 متراً فوق مستوى سطح البحر، ويمكن تقسيم تضاريس مكة إلى ثلاثة أقسام كالتالي:
القسم الغربي ويتراوح ارتفاعه ما بين 200 إلى 250 متراً، وترتفع فيه بعض قمم الجبال وتصل إلى 400 متر.
القسم الأوسط ويتراوح ارتفاعه فوق 300 متر وتبرز فيه عدد من الجبال التاريخية منها جبل خندمة، الذي يصل ارتفاعه إلى 420 متراً، وجبل أبي قبيس الذي يصل ارتفاعه إلى 372 متراً، وجبل ثور الذي ترتفع قمته إلى 759 متراً.
* القسم الشرقي يتميز بارتفاعه الذي يزيد عن 400 متر، وبه قمم جبلية يزيد ارتفاعها عن 800 متر مثل جبل الطارقي الواقع في شرق مشعر منى، والذي يبلغ ارتفاعه 900 متر وهو أعلى قمة في جبال مكة
يسود مكة المناخ الصحراوي مثل أغلب مدن شبه الجزيرة العربية، ونظراً لوجود مكة بالمنطقة المدارية، وبُعدها النسبي عن ساحل البحر الأحمر فهي تتميز بمناخ جاف نسبياً، وترتفع درجة حرارتها كثيراً في فصل الصيف فتصل في شهر يونيو إلى ما يقارب 47° مئوية، أما في فصل الشتاء فتختلف مكة عن باقي مدن الجزيرة العربية، فهي تتميز بمناخ دافئ وتترواح درجة الحرارة بين 25° مئوية نهاراً و 17° مئوية ليلاً، أما الأمطار فيكثر هطولها في شهور نوفمبر، ديسمبر، ويناير ويبلغ المعدل السنوي لهطول الأمطار في مكة ما بين 25 و 80 مليمترا. بالنسبة للرياح فتهب من الاتجاهات الشمالية والشمالية الغربية والجنوبية الغربية، وتبلغ متوسطة سرعتها ما بين 3 و 36 عقدة. بالنسبة للرطوبة فهي متوسطة أغلب أوقات السنة ويبلغ متوسط معدلها ما بين 32 و 57%..
الأودية والجبال:
جبل النور: من أبرز معالم مكة، إذ يضم غار حراء[60] وهو الغار الذي كان يتعبد به النبي محمد قبل البعثة، وفيه أيضاً نزل الوحي، يبلغ ارتفاع هذا الجبل 642 متراً[60] وتبلغ مساحته حوالي 5250م2.
جبل ثور: أحد جبال مكة ومن أبرز معالمها، يضم غار ثور الذي مكث فيه النبي محمد وصاحبه أبو بكر ثلاث ليال أثناء الهجرة إلى يثرب،[61] يبلغ ارتفاع قمته 728 متراً، ويمتد من الشمال إلى الجنوب على مسافة 4123 متراً.
جبل عمر: أحد جبال مكة، يتم حالياً إزالة أجزاء واسعة منه لإقامة مشروع يضم العديد من الفنادق والواحدات السكنية، يسمى مشروع تطوير جبل عمر.
جبل خندمة: أحد جبال مكة يقع في الجهة الجنوبية الشرقية من المسجد الحرام، يمتد في اتجاه طولي من الشمال إلى الجنوب بطول يتجاوز 3 كيلومترات، ويبلغ عرض الجبل بالأجزاء الوسطى حوالي 800 متراً.
جبل عرفة: أحد جبال مكة يقع على بعد 20 كيلومتر شرق المدينة، ويعد من أهم معالم مكة، إذ تُقام عنده أهم مناسك الحج وهي يوم عرفة التي تكون في يوم التاسع من شهر ذو الحجة.
جبل أبي قبيس: أحد جبال مكة، يقع في الجهة الشرقية من المسجد الحرام، سُمي بهذا الاسم لأن رجلاً يدعى "أبو قبيس" أول من قام بالبناء فوقه، ويبلغ ارتفاعه حوالي 420 متراً.
جبل قعيقعان: يُسمى أيضاً "جبل قرن"، يقع في الجهة الغربية من المسجد الحرام، يمتد من حارة الباب إلى القرارة، ويبلغ ارتفاعه حوالي 430 متراً.
تضم مكة الكثير من الأودية بحكم موقعها في شبه الجزيرة العربية، ومن أبرز هذه الأودية:
وادي فاطمة
وادي نعمان
وادي عرنة
وادي عبقر
وادي فخ
وادي محسر
وادي الجن
وادي ضيم
وادي بكة
وادي التنعيم
وادي حنين
وادي سرف
السكان :
يبلغ عدد سكان مكة بحسب إحصائيات عام 2007، حوالي 1,700,000 نسمة موزعين على أحياء مكة القديمة والجديدة. تنقسم الأسر في مكة إلى نوعين: أسر نووية وأسر ممتدة، تبلغ نسبة الأسر الممتدة في مكة حوالي 11% من إجمالي الأسر، في حين تبلغ الأسر النووية نسبة 89% الباقية، وفيما يتعلق بتوزيع السكان حسب الجنسية، فإن حوالي 75% من سكان مكة من السعوديون، وأن نسبة 25% الباقية هم من غير السعوديين. وتُعتبر الجالية بارما هي أكبر جالية من بين غير السعوديين في مكة، حيث تمثل 19% من إجمالي غير السعوديون، وتحتل أكبر ثماني جاليات في مكة 75% من الإجمالي، وهم اليمنيون، الباكستانيون، المصريون، البورماويون، البنغاليون، النيجيريون، السودانيون، والماليون.
يبلغ متوسط حجم الأسرة في مكة خمسة أفراد تقريباً، وهذا يعني على وجه التحديد أن كل 10 أسر في مكة تضم 52 فرد في المتوسط. وتتراوح أحجام النسبة الأكبر من الأسر بين فردين إلى سبعة أفراد، حيث تمثل هذه الأحجام 73.2% من الإجمالي، أما الأسر ذات الحجم الكبير التي تضم أكثر من عشرة أفراد فنسبتها لا تتجاوز 4% فقط. تسكن النسبة الأكبر من أسر مكة في شقق بعمارات أو منازل، حيث تبلغ هذه النسبة ما يُقارب 64.4%، وتبلغ نسبة من يقيمون في منازل شعبية 13% تقريبا، وهناك نسبة 10% من الأسر تسكن في فلل مستقلة. 20% من مساكن مكة تبلغ مساحتها أقل من 100م2، وحوالي 64.6% من المساكن مساحتها أقل من 200م2، أما المساكن التي تبلغ مساحتها 400م2 وأكثر فتمثل نسبة 15% تقريباً. تبلغ نسبة السكان الذين يقيمون في مساكن ملك لهم 46% تقريباً من إجمالي عدد السكان، وتبلغ نسبة من يقيمون في مساكن مستأجرة حوالي 51%، وتبلغ نسبة السكان الذين تصل إليهم مياه الشبكة العامة للشرب حوالي 76% من الإجمالي، في حين أن 24% يحصلون على المياه من الآبار وعربات النقل وبعض المصادر الأخرى.
الاقتصاد:
أفاد موقع مكة الاستراتيجي بوصفها محطة للقوافل بين الشمال والجنوب أيام الجاهلية في إمساكها بزمام التجارة بين أطراف شبه الجزيرة العربية وبين الطرفين المتنافسين، أي الفرس والروم، كما أفادت مكة من الأسواق التي أقامتها للتجارة ولاتخاذها منتديات أدبية، وتمتعت مكة بظروف اقتصادية جيدة إلى حد ما من خلال مزاولتها للتجارة الداخلية والخارجية، وتمكن أهلها من تحقيق ثروات كبيرة من هذه التجارة عوضتهم عن فقر البيئة التي تحيط بالمدينة، وقد استطاع تجار مكة إنشاء علاقات تجارية مع كل من الأحباش والمصريين مستفيدين من اقترابها من البحر الأحمر، حيث استخدموا سفناً تجارية تعمل لحسابهم. استخدم أهل مكة في تجارتهم النقود المتداولة في تلك العصور وهي الدينار الدرهم.
يعتمد اقتصاد مكة الحديث بشكل رئيسي على محورين أساسيين هما المواسم الدينية والإنفاق الحكومي، يُشكل موسم الحج والعمرة مصدر دخل أساسي لأهل مكة، وتُعد السلع والخدمات التي توفرها مدينة مكة لزوار المسجد الحرام، بمثابة صادرات غير منظورة، إذ أن أغلب زوار مكة يحرصون على شراء بعض الذكريات أو الهدايا لأحبائهم. أما المحور الآخر في الاقتصاد المكي هو الإنفاق الحكومي. تُقدّر الميزانية السنوية التي تخصصها الحكومة السعودية لأمانة العاصمة المقدسة بحوالي 50 مليون دولار أمريكي، يتم صرفها في الخدمات الأساسية من بنية تحتية، تطوير وتنفيذ المخططات التنموية، بناء المساكن، تشييد الطرق، فضلاً عن العناية بالمسجد الحرام والمشاعر المقدسة وما تتضمنه من توسعات وتجديدات وإصلاحات.
المشاريع الاقتصادية
مشروع تطوير منطقة الشامية: هو أحد المشاريع المقامة حالياً في حي الشامية، يهدف هذا المشروع إلى تطوير بيئة عمرانية تتناسب مع طبيعة المسجد الحرام، والتكامل مع المخطط الهيكلي لتطوير المنطقة المركزية لمكة، وإعادة هيكلة شبكة الطرق بغرض توسيع ساحات الحرم لاستيعاب أكبر عدد من المصلين وتأمين السلامة العامة للمقيمين والزائرين،وذلك عن طريق فصل حركة المشاة عن حركة السيارات، خروج آمن وسريع لحشود الحجاج من الجهة الشمالية للحرم، والتخفيف من ضغط التطوير العمراني في المنطقة الواقعة على حدود الحرم مباشرة.
مشروع جبل عمر: يُقام هذا المشروع فوق جبل عمر في الاتجاه الغربي من المسجد الحرام، ويُغطي مساحة تبلغ حوالي 230000 متر مربع، ويحد الموقع شرقا شارع إبراهيم الخليل والذي يلتف شمالا ليصبح أم القرى، ويهدف هذا المشروع إلى تعمير المناطق المطلة على الحرم بمكة، وتملك العقارات المطلة على الحرم وتطويرها وإدارتها واستثمارها وتأجيرها، وتنفيذ كافة الأعمال الهندسية والمعمارية اللازمة للمسح والتشييد والبناء والصيانة والهدم، وتوفير المساحات السكنية والتجارية الملائمة مع ما تتطلبه من مرافق وخدمات.
مشروع جبل خندمة: هو أحد المشاريع المقامة حالياً في مكة، يمتاز موقع جبل خندمة بقربة من الحرم إذ تقع أرضه بين الدائرين الأول والثاني، ويتمتع بإطلاله على الناحية الغربية للحرم والمسعى، وتبلغ مساحة المشروع الأساسية 125 ألف متر مربع، يطل السفحان الشمالي والغربي من الجبل على الدائري الثاني ومدينة مكة ويطل الجانب الجنوبي منه على أنفاق طريق الملك عبد العزيز وشارع أجياد السد والطريق الدائري الأول.
توسعة الملك عبد الله للمسجد الحرام: تشمل إضافة ساحات شمالية للحرم بعمق 380 مترا تقريبا وأنفاقاً للمشاة ومحطة للخدمات بمساحة ثلاثمائة ألف متر مسطح تقريباوقد تم تكليف مجموعة بن لادن السعودية بتنفيذ أعمال التوسعة، ويتم حالياً إزالة قرابة 1000 عقار لصالح هذا المشروع الهادف إلى زيادة الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام. المنطقة التي شملتها قرارات الإزالة تأخذ شكلا هلاليا تبدأ من فندق نجد بالغزة مروراً بالقرارة وقلعة فلفل ومدرسة عرفات حتى مركز الهلال الأحمر بحارة الباب، وهذه المنطقة ذات طبيعة جبلية بها فنادق ودور سكنية يصل ارتفاعها بحده الأقصى 20 طابقاً وتلاصق المسجد الحرام، وسيتم تنفيذ مشاريع قطع صخري بهذه المنطقة.
التقسيم الإداري:
تُقسم مكة إدارياً إلى عشرة بلديات فرعية هي:
بلدية أجياد الفرعية: وتمتد من شعب عامر شمالا إلى مواقف كدي جنوباً، ومن أجياد السد وأنفاق الملك عبد العزيز شرقاً حتى شارع إبراهيم الخليل غرباً. وتضم أحياء المسفلة، أجياد، الطندباوي، وجبل عمر.
بلدية الشرائع الفرعية: تمتد من بلدية الجموم وبلدية العمرة شمالاً، إلى الجبال الفاصلة بين العزيزية والشرائع جنوباً، ومن نطاق بلدية الشرائع الفرعية شرقاً، إلى بلدية المعابدة وبلدية العمرة غرباً. وتضم حي الشرائع.
بلدية المعابدة الفرعية: تمتد من شارع الحجو ومخطط السفياني شمالاً، إلى مناطق الروضة والششة جنوباً، ومن جسر المعيصم ووادي جليل شرقاً، إلى مناطق ريع ذاخر، الجميزة غرباً. وتضم أحياء الجميزة، ريع ذاخر، الخنساء، الملاوي، جبل النور، المعيصم، وادي جليل، الغسالة، شارع الحج، الششة، الروضة.
بلدية العزيزية الفرعية: تمتد من الششة وأسواق بن داوود شمالاً، إلى طريق الهدا والطريق الدائري الرابع جنوباً، ومن قمم الجبال الفاصلة بين المشاعر المقدسة والعزيزية شرقاً، إلى بطحاء قريش وجبل ثور غرباً. وتضم أحياء العزيزية، المرسلات، الجامعة، النسيم، العوالي.
بلدية المسفلة الفرعية: تمتد من الطريق الدائري الثاني وطريق أم القرى شمالاً، إلى الطريق الدائري الثالث ماراً بمواقف حجز السيارات بكدي جنوباً، ومن طريق الأمير متعب بن عبد العزيز شرقاً، إلى الطريق الدائري الثالث غرباً. وتضم أحياء المسفلة، النكاسة، كدي القديمة، الهجرة، جبل غراب، حي الحسنان.
بلدية العتيبية الفرعية: تمتد من شارع الحج مع امتداد الطريق الدائري الثالث عبر المنفذ حتى سوق الحجاز شمالاً، إلى أنفاق السليمانية حتى تقاطع شارع المنصور مع طريق أم القرى جنوباً، ومن السليمانية وجبل السيدة شرقاً، إلى مخطط الصبان ومخطط القزاز غرباً. وتضم أحياء الحجون، الأندلس، العتيبية، البيبان، الشهداء، الزهراء، النزهة، الضيافة، الزاهر.
بلدية الشوقية الفرعية: وتمتد من الطريق الدائري الثالث شمالاً، إلى حدود بلدية الليث جنوباً، ومن حي العزيزية شرقاً، إلى طريق جدة السريع ومنطقة الشميسي غرباً. وتضم أحياء الزهور، الكعكية، العكيشية، الأشراف، السبهاني، الخالدية، الشوقية، المحمدية، الشافعي، إسكان الملك فهد، الهدا، الوسيق، بطحاء قريش، الهجرة، كدي، الحسينية، ولي العهد، السلولي، أم الكتاد، الرأفة، الخياط، بن يعقوب، المروة.
بلدية الغزة الفرعية: تمتد من الطريق الدائري الثاني شمالاً إلى المسجد الحرام جنوباً، ومن جبل خندمة شرقاً حتى شارع المنصور والتقاطع مع شارع أم القرى غرباً. وتضم أحياء شعب عامر، شعب علي، القرارة، النقا، حارة الباب، الشامية، جرول، التيسير، ميدان الغزاوي، القشلة، حارة السادة، الروائع.
بلدية العمرة الفرعية: تمتد من حجز السيارات النوارية شمالاً، إلى وزارة الحج سابقاً جنوباً، ومن طريق أم الجود شرقاً، إلى منطقة الشميسى وطريق مكة جدة السريع. ويضم هذا البلدية العديد من المعالم مثل طريق مكة جدة السريع، بوابة مكة على هذا الطريق، مسجد التنعيم، ومصنع كسوة الكعبة في أم الجود.
بلدية بحرة الفرعية: تمتد من شارع مخطط بن لادن شمالاً، إلى شارع مصنع العمودي جنوباً، ومن شارع الحديقة شرقاً، إلى شارع مدرسة بحرة الثانوية غرباً.
وتُقسم كل بلدية من هذه البلديات إلى أحياء، وتتميز أحياء مكة بتنوعها بين أحياء تاريخية تمتد جذورها إلى حقب الجاهلية مازلت تحتفظ بأسمائها وأخرى حديثه نشأة مع التطور العمراني.
الحدائق العامة والأماكن الترفيهية
تضم مكة الكثير من الحدائق العامة، يبلغ عددها ما يقارب 193 حديقة بإجمالي مساحة 728200م2، منها 170 حديقة تضم ألعاباً للأطفال من أهم الحدائق العامة الموجودة في مكة، حديقة المسفلة، تبلغ مساحتها حوالي 23000م2 وتقع في حي المسفلة، حديقة الرصيفة، حديقة شبه الجزيرة العربية وهي واحدة من أكبر حدائق مكة حيث تبلغ مساحتها حوالي 170000م2، وتقع على الطريق الدائري الثالث، حديقة بدر، الحديقة الرخامية، حديقة الكعكية، ومشتل أمانة العاصمة المقدسة وهو المصدر الأساسي للأشجار والنخيل في حدائق مكة، وتبلغ مساحته حوالي 225000م2. بالنسبة للأماكن الترفيهية فتضم مكة العديد من الملاهي الترفيهية من أهمها ملاهي بدر، حديقة الطفل، ملاهي المسفلة، ملاهي الحكير، وملاهي أطفال سوق الحجاز، وملاهي درة النعمان.
الأسواق والمراكز التجارية
يقوم اقتصاد مكة بشكل رئيسي على بيع السلع والمنتجات لأهل المدينة والحجاج والمعتمرين، لذا تكثر الأسواق المركزية والمراكز التجارية فيها من أبرز هذه الأسواق:
سوق العتيبية (وهو من أشهر الأسواق في المملكة العربية السعودية، يقع في منطقة العتيبية، شارع الحجون العام على امتداد طريق الحجون(.
– سوق الضيافة، يقع في حي النزهة علي امتداد طريق الحجون
– سوق العزيزية المركزي، يقع في شارع العزيزية العام
– سوق ذي المجاز، يقع بالقرب من سوق العزيزية
– سيتي بلازا، يقع بالقرب من سوق العزيزية
– سوق شارع منصور، تقاطع شارع أم القرى مع الحفائر
– سوق شارع الستين، يسار الداخل إلى مكة من جهة الغرب طريق مكةجدة السريع
.الفنادق :
تضم مكة الكثير من الفنادق، وتتركز بعضها داخل المنطقة المركزية حول المسجد الحرام، ومن أهمها: برج الفندق (أبراج البيت)، وفندق أبراج مكة هيلتون، وفندق مكة هيلتون، وفندق دار التوحيد إنتركونتيننتال، وفندق مكة إنتركونتنينتال، وفندق أم القرى جراند ماركيور، وفندق مكة شيراتون، وفندق مكة ميترو بوليتان بالاس.
المساجد :
تضم مكة الكثير من المساجد، منها ما هو قديم، ومنها ما هو حديث وفيما يلي بعض أبرز مساجد المدينة بخلاف المسجد الحرام:
مسجد التنعيم: هو أحد مساجد مكة، يقع على حدود طريق المدينة المنورة، يُعتبر مسجد التنعيم أحد مواقيت الإحرام لأهل مكة، تُقدر المسافة بينه وبين المسجد الحرام بجوالي 6 كيلومترات.
مسجد نمرة: أحد مساجد مكة، يقع في عرفة، وقد صلى في موضعه النبي محمد يوم عرفة في حجة الوداع، وتُقام فيه صلاتا الظهر والعصر جمعاً في يوم عرفه أثناء موسم الحج.
مسجد الإجابة: أحد مساجد مكة، يقع في حي المعابدة بشعبة الأجابة على يسار المتجه إلى منى، ولقد صلى في موضعه النبي محمد، تم بناءه في القرن الثاني الهجري.
مسجد البيعة: أو مسجد العقبة، أحد مساجد مكة، بناه أبو جعفر المنصور سنة 144ه في موضع البيعة حيث قام النبي محمد بالاجتماع مع الأنصار عندما بايعوه بيعة العقبة.
مسجد الراية: أحد مساجد مكة، هو من المساجد التي صلى بها النبي، بنى المسجد في المرة الأولى عبد الله بن عباس، ثم بناه بعد ذلك الخليفة العباسي "المستعصم بالله" سنة 640ه.
المستشفيات
تضم مكة ما يقارب 14 مستشفى و 81 مركزا صحيّا، موزعة على أحياء مكة المختلفة، ويعمل بهذه المراكز والمستفيات حوالي 1375 طبيب. فيما يلي أهم مستشفيات مكة:
– مستشفى أجياد
– مستشفى الملك عبد العزيز
– مستشفى الملك فيصل
– مستشفى النور
– مستشفى الششة
– مستشفى حراء.
– مستشفى أم القرى الطبي
– مستشفى منى الطوارئ
– مستشفى منى الجسر.
– مستشفى التخصصي (مدينة الملك عبدالله)
– مستشفى النساء والولادة (مدينة الملك عبدالله الطبية) تحت الإنشاء

معالم مكة
معالم أخرى
بالإضافة للمعالم سالفة الذكر هناك أيضًا: مسجد التنعيم الذي يقع على حدود طريق المدينة المنورة. يُعتبر مسجد التنعيم أحد مواقيت الإحرام لأهل مكة. حيث دعا النبي محمد "عبد الرحمن بن أبي بكر" فقال له: "اخرج بأختك من الحرم إلى التنعيم فلتهل بالعمرة ثم لتطف بالبيت، فإني أنتظركما هاهنا". يقع المسجد في الجهة الشمالية الغربية من المسجد الحرام، وتُقدر المسافة بينه وبين الحرم حوالي 6148 متراً. كذلك هناك مسجد نمرة الذي يقع في عرفة، وقد صلى في موضعه النبي محمد يوم عرفة في حجة الوداع، وتقام فيه صلاتا الظهر والعصر جمعا في يوم عرفه أثناء موسم الحج، ويستمع فيه الحجيج إلى خطبة عرفات، والمسجد الآن من المساجد الضخمة، وإن كان لا يكفي كل الحجاج الذين يصل عددهم الآن إلى مليونين حاج تقريباً، وهذا المسجد ليس كله من عرفات، فالجزء الغربي منه – وهو الجزء الذي به محرابه ومنبره – لا يدخل ضمن حدود عرفات، لكن الصلاة فيه جائزة.
المطارات
مدينة الحجاج بمطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة.
مطار الملك عبد العزيز الدولي: هو مطار دولي يقع على بعد 19 كيلومتراً شمال مدينة جدة، الميناء الأول في السعودية. بدأ بناء المطار في عام 1974، وتم افتتاحه رسمياً في إبريل من عام 1981. تبلغ مساحة أرض المطار حوالي 105 كم2، ويُعتبر مطار الملك عبد العزيز البوابة الجوية الرئيسية لمكة والتي عن طريقها يصل الحجاج والمعتمرين نظراً لعدم وجود مطار خاص بمكة.
مطار الطائف الإقليمي: هو مطار إقليمي يبعد عن مدينة الطائف حوالي 30 كيلومتر، باتجاه الشرق، كما يبعد عن مكة مسافة 70 كيلومترا، وقد شهد المطار هبوط أول طائرة للملك عبد العزيز آل سعود، وتزداد أهمية المطار بحكم قربه من مكة والمشاعر المقدسة، إضافة إلى أهمية مدينة الطائف كأحد مصائف السعودية.
الأنفاق والطرق السريعة
الأنفاق
تمتلك مكة شبكة من الأنفاق المنتشرة في جميع أنحائها وذلك بحكم طبيعتها الجبلية، يبلغ عددها 50 نفقاً للسياراتوعشرة أنفاق للمشاة، بطول 26 كيلومترا، ومن أبرز هذه الأنفاق: أنفاق أجياد السد، مجموعة أنفاق شعب عامر، مجموعة أنفاق باب الملك، مجموعة أنفاق طريق المشاة المعيصم، مجموعة أنفاق جسر الملك خالد، مجموعة أنفاق الفيصلية، ومجموعة أنفاق السليمانية، وغيرها الكثير.
الطرق السريعة
مدخل مكة على طريق مكةجدة السريع.
بالنسبة للطرق، تمتلك مكة شبكة من الطرق السريعة تربطها بباقي مدن منطقة مكة المكرمة أو بالمناطق الأخرى، أما أبرز هذه الطرق:[100] طريق الهدا (والمؤدي إلى مدينة الطائف)، وطريق السيل الكبير (والمؤدي إلى مدينة الطائف)، وطريق مكةجدة السريع، وطريق مكةالمدينة المنورة السريع، وطريق مكةجيزان السريع، وطريق مكة الدائري.
القطارات
قطار الحرمين السريع: سيتم ربط مكة بالمدينة المنورة من خلال مشروع قطار الحرمين السريع، وهو مشروع خط سكة حديدية كهربائي يربط بين منطقتي مكة والمدينة المنورة مروراً بمحافظتي جدة ورابغ بطول 450 كيلومترا، وسيتم في المرحلة الأولى من المشروع بناء خمس محطات ركاب، منها محطتان في مكة، ومحطتان في مدينة جدة في كل من مطار الملك عبد العزيز الدولي ووسط المدينة،والمحطة الخامسة ستكون في المدينة المنورة.
قطار المشاعر المقدسة: هو مشروع خط سكة حديدية يربط مكة بالمشاعر المقدسة منى، عرفة، ومزدلفة، تبلغ كلفة المشروع نحو 6.7 مليارات ريال سعودي، وبدأ تنفيذ المشروع منذ بداية عام 2009 من خلال الشركة الصينية لإنشاء السكك الحديدية. تبدأ المحطات الأولى للقطار داخل مكة، ثم يمر القطار بثلاث محطات في مشعر عرفات ومثلها في مشعر مزدلفة ثم أول مشعر منى ووسطه وتكون المحطة الأخيرة عند جسر الجمرات.
الثقافة والتعليم
تأثرت ثقافة مكة بثقافات الحجاج والمعتمرين الذين يتوافدون عليها سنوياً، وبالتالي فهي تمتلك تراثاً ثقافياً غنياً. أولى الصحف التي تم جلبها إلى مكة كانت عام 1885 على يد الوالي العثماني "عثمان نوري باشا"، وفي عهد الأشراف تم طباعة أول جريدة رسمية لمكة وسميت "جريدة القبلة"، وتوسعت هذه الجريدة في العصر السعودي الحديث وأصبحت تسمى "صحيفة أم القرى" إحدى أكبر الصحف السعودية الرسمية. إضافة إلى الصحف تضم مكة مقرات العديد من المنشآت والمؤسسات والمنظمات، فهي تضم مركز تليفزيون مكة التابع للتليفزيون السعودي والذي دُمّر تماماً في حريق اندلع به في 24 يونيو 2009. كما تضم مكة المقر الرئيسي لرابطة العالم الإسلامي وهي منظمة إسلامية عالمية تقوم بالدعوة للإسلام وشرح مبادئه وتعاليمه. ونظراً للمكانة المقدسة التي تتمتع بها مكة في العالم الإسلامي فقد اختيرت كعاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2004.
اللهجة الأساسية التي يتحدث بها سكان مكة هي اللهجة الحجازية، ويتحدث بهذه اللهجة أيضاً سكان جدة، والمدينة المنورة باستثناء الطائف ولو أنها حجازية لكن لهجة أهلها تختلف إلى حد ما. كان للأسواق الأدبية التي أقيمت في مكة قبل الإسلام أثر عظيم في إثراء لغة قريش وشيوعها، وعندما جاء القرآن باللغة العربية ولهجة قريش، سادت لهجة أهل مكة غيرها من اللجهات، مما كفل لها القوة والتفوق. كانت أسواق مكة أيضا مجالاً للنشاط الاقتصادي والاجتماعي والفكري وتبادل الآراء، مما أضاف مادة خصبة للهجة أهل مكة، وعلى مر العصور أثر الاختلاط السكاني الذي ساد مكة في لغة أهلها العربية، فكثر فيها الدخيل من الألفاظ الفارسية والتركية والهندية، وفي العصر الحاضر ونتيجة للحركة التجارية المزدهرة التي تسود موسم الحج، يجيد الكثير من أهل مكة العديد من اللغات كالإنجليزية والفارسية والأردو
تُقام في مكة العديد من المهرجانات والنوادي الأدبية والثقافية، من أبرز هذه المهرجانات "مهرجان مكة خير" وهو مهرجان يُعقد سنوياً وتنظمه شركة جدة للمعارض الدولية، ويضم المهرجان فعاليات ثقافية واجتماعية ورياضية مثل ندوات الشعر والأدب والألعاب الترفيهية وعروض الطيران الشراعي. كما يُعقد في مكة العديد من الندوات والنوادي الأدبية والثقافية مثل نادي مكة الثقافي الأدبي بالنسبة للمطبخ المكي يتميز بتنوعة لأختلاف الحضارات والأجناس المستوطنة مثل الأكلات الهندية والبخارية والأندنونسية وغيرها. وتُعد وجبة الكبسة وجبة الغداء الأساسية في المائدة المكية بالإضافة إلى المندي، بجانب تلك الوجبات تعتبر الشاورما وجبة ذات شعبية لدى الشباب في مكة. تنتشر مطاعم الوجبات السريعة في مكة وهي كثير لعل من أبرزها ماكدونالدز، دجاج كنتاكي وسلسلة مطاعم البيك، أيضاً تنتشر في مكة بعض المطاعم الإندونيسية ،الهندية، الباكستانية، المصرية، والتركية.
التعليم
كان التعليم في مكة في عصر الجاهلية يتم في الكتاتيب، إلا أن أغلبية سكان مكة في ذلك الوقت كانوا من الأميين، وفي عهد الإسلام انطلقت أول مدرسة من دار الأرقم حيث كانت الدعوة الإسلامية سرية لأوائل المسلمين. استمر أسلوب التعليم في مكة عبر الحلقات سائدا لفترة من الزمن، غير أن الحركة التعليمية في مكة نمت وتزايدت مما ساعد على ظهور التعليم المدرسي، فأنشئت حول المسجد الحرام مدارس عدة في الربع الأخير من القرن السادس الهجري من أبرزها مدرسة الزنجيلي، طاب الزمان، الأرسوفي، وقد استمر إنشاء المدارس حتى بلغ عددها قرابة ثلاثين مدرسة مع نهاية القرن الحادي عشر الهجري
تضم مكة العديد من المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية من أبرزها: مدرسة الرحمانية الابتدائية، ومدارس المعرفة الأهلية لجميع المراحل، ومدرسة ابن القيم الابتدائية، ومدرسة سفيان الثوري الابتدائية، ومدرسة مالك بن أنس الابتدائية، ومدرسة الهجرة المتوسطة، ومدرسة عمير بن الحمام المتوسطة، ومدرسة ابن خلدون المتوسطة، ومدرسة الملك عبد العزيز المتوسطة، ومدرسة الحسين بن علي الثانوية، ومدرسة الملك خالد الثانوية، ومدرسة مكة الثانوية، ومدرسة أم القرى الثانوية، ومدرسة أبو أيوب الأنصاري الثانوية.
الجامعات
تضم مكة جامعة واحدة فقط هي جامعة أم القرى. تضم الجامعة 19 كلية، تحتوي على 310 قاعة دراسة، ويبلغ عدد الطلاب والطالبات الملتحقين بها ما يُقارب 17153 طالب.
الرياضة
يعد نادي الوحدة أكثر النوادي شعبية في مكة، تأسس سنة 1945، وهو نادي ذي اختصاصات متعددة، رياضية واجتماعية وثقافية. تضم مكة العديد من المراكز والنوادي الرياضية موزعة على كافة الأحياء، مثل نادي الرشد الرياضي. توجد في مكة مدينة الملك عبد العزيز الرياضية وتبعد عنها حوالي 12 كيلومترا، وهي مدينة رياضية متكاملة أفتتحت عام 1984، وتضم ملعب رئيسي وهو ستاد الملك عبد العزيز الخاص بنادي الوحدة، وتضم كذلك مسبح أولمبي، وصالة رئيسية مخصصة لألعاب كرة سلة، كرة يد، كرة طائرة، التنس الأرضي، كمال الأجسام، الملاكمة، والمصارعة، الكاراتيه، الجودو، التايكوندو، ولعبة الجمباز.
تضم المدينة أيضًا بيتًا خاصًا للشباب وصالة لكبار الشخصيات والزوار، وقد شهدت المدينة حفل افتتاح دورة ألعاب التضامن الإسلامي التي أقيمت في السعودية في إبريل من عام 2005.
أعلام مكة
محمد بن عبد الله، نبي الإسلام وخاتم الأنبياء، ولد في عام الفيل، نزل عليه الوحي وكلف بالرسالة في سن الأربعين.
أبو بكر الصديق، صحابي ممن رافقوا النبي محمد منذ بدء الإسلام، ويعتبر الصديق المقرب له، أول الخلفاء الراشدين.
بلال بن رباح، أحد الصحابه، كان عبدا من عبيد قريش أعلن إسلامه فعذبه سيده أمية بن خلف فابتاعه أبو بكر الصديق وأعتقه.
عمر بن الخطاب، ثاني الخلفاء الراشدين، أحد العشرة المبشرين بالجنة، أول من عمل بالتقويم الهجري.
عثمان بن عفان، ثالث الخلفاء الراشدين، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن السابقين إلى الإسلام.
علي بن أبي طالب، ابن عم النبي محمد وصهره، رابع الخلفاء الراشدين، بويع بالخلافة سنة 35 ه.
عمرو بن العاص، أحد الصحابه، داهية من دهاة العرب، وصاحب رأي وفكر، دخل في الإسلام بعد غزوة الخندق.
أسامة خياط، إمام وخطيب المسجد الحرام، وهو خلف لأبيه عبد الله خياط في إمامة الحرم، ولد في حي حارة الباب في فبراير 1956.
عبد الباري الثبيتي، إمام المسجد الحرام سابقاً، وإمام المسجد النبوي حالياً، ولد في مكة عام 1960.
المصدر :
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%83%D8%A9


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.