يظهر لنا بعض ضعاف النفوس , أو من يعانون أمراض نفسية ويبتلى بهم المجتمع . فمن وراء الكيبورد وخلف الأسماء المستعارة تصاغ الشخصيات ,وتتعدد المهن فبعضهم يدعي أنه طبيب والآخر معلم والآخر مهندس وعالم وأديب ومثقف ورياضي الخ.....وهكذا كما يروق لهم لعب الأدوار. فهنا جانب من سلبيات الشبكة العنكبوتية قد يبتلى به البعض ,ويدخل في دائرة هو في غنى عنها فيمرر عن طريقها ماتحمله القلوب المريضة من أمور مغرضة غير صحيحه ,وماهي الا وفق رغبات وأهواء أصحابها . فنجد من يعد نفسه ناقدا وأديبا, ونجد من يعد نفسه محاورا فصيحا ومصلحا داعيا الى اجتماعيا ويهديك إلى الخير , ونجد جميع هذه الشخصيات التي لاتمت للحقيقة بصلة ماهي إلا حالات نفسية لاتستطيع الإفصاح ,أو المواجه إلا من خلف ستار, او من غياهب الجب, او من جحور مظلمة لايسكنها غيرها . اختلفنا ام اتفقنا في اللفظ فالمضمون واحد. فيقولون مالايفعلون وكما يقال الذنب ماحاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه غيرك. لذلك لايستطيع الإفصاح عن نفسه , أ و هويته لأنه أعتاد على هذا الخلل ,وعلى هذه التراكمات النفسية ,فبعض من سلبيات المجتمع قد انجبت لنا هذا الرعيل المتهالك المغرض الذي ينادي بالإصلاح فظاهره خير وباطنه فساد وظلام هالك . فهنا أتساءل عن محاسبة هذه النفس البشرية التي جبلت على السوء, فيما تقول وفيما تطرح وفيما تعتذر . هذه النفس التي لاتملك ماتقول غير القلم وأوراق متناثرة وشخصيات مزيفة وماهي إلا أقلام مأجورة لأهوائها وأهواء الغير . وكل إناء بما فيه ينضح , فإلى متى وإلى متى يغزونا ضعاف النفوس بفكرهم المنحرف وسياستهم السقيمة والعقيمة ,وصدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال إذا لم تستحي فأصنع ماشئت. والحياء شعبة من شعب الإيمان. وكما قال ابن القيم الجوزيه رحمه الله : فيابائعا هذا ببخس مُعجَّلِ .. كأنك لا تدري بلى سوف تعلم فإن كنت تدري فتلك مصيبة .. وإن كنت لاتدري فالمصيبة أعظم فأسأل الله تعالى الهداية والشفاء العاجل لمن يعاني من هذه الحالات الحرجة , وماهي إلا انفصام في الشخصية كما يسميه الأطباء , أو تراكمات نفسية تخلو من المبادئ والقيم , والحمدلله على نعمة العقل ونعمة الإسلام . أ.أحمد حمزة فودة مدرسة الفلاح الإبتدائية بمكة المكرمة