من المعروف أن الديمقراطية هي شكل من أشكال الحكم السياسي يقوم بالأساس على التداول السلمي للسلطة وحكم الأكثرية ، ولكن عند دراستنا لتاريخ حكم الإسلاميين ووصولهم للسلطة في بعض الدول نجد محاربة من قبل الغرب ومن العلمانيين للحركات الإسلامية ومنعها بشتى الوسائل والطرق للوصول إلى الحكم والسلطة . في عقد الثمانينيات وفي دولة الجزائر بالتحديد أعلن رئيسها آنذاك " الشاذلي بن جديد " عن انتخابات تشريعية حرة ونزيهة ، أشادت بهذه الخطوة دول أوروبا وأمريكا وفرنسا المستعمر الأم لدول المغرب العربي في سبيل تحقيق الديمقراطية المنشودة في الجزائر والتي ربما سوف تكون في المستقبل نموذج ديمقراطي يُحتذى به من قبل الدول العربية ودول العالم الثالث . حدثت الانتخابات بحضور مراقبين دوليين وتصدرت " جبهة الإنقاذ الإسلامية " المشهد وحققت المفاجأة غير المتوقعة في تلك الانتخابات الحرة والنزيهة وكانت قريبة جدا من تكليفها بتشكيل الحكومة المنتخبة ، ولكن أوروبا وعلى رأسها فرنسا أبدت عدم رضاها من نتائج تلك الانتخابات وأعلنت أنها تخشى من وصول الإسلاميين إلى السلطة في الجزائر فتم إسقاط حكم " جبهة الإنقاذ " الإسلامية بانقلاب عسكري مُدبر و مدعوم من أوروبا ومن فرنسا بالتحديد وبدأت الحرب المعلنة على جبهة الإنقاذ في محاولة لمحوها من الخريطة السياسية الجزائرية . ما حدث في الجزائر يشبهُ إلى حدِ كبير ما حدث ويحدث الآن في مصر ، الرئيس محمد مرسي ممثل حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين جاء إلى السلطة في ظل انتخابات رئاسية شرعية تمتد إلى أربع سنوات ، ولكن بعد مرور السنة الأولى فقط أُطيح به من سُدة الرئاسة بانقلاب عسكري للجيش تحت مباركة معظم الدول الغربية . التجربتين الجزائرية والمصرية في الانقلاب على الإسلاميين ومحاولة إقصائهم من المشهد السياسي يدُل على تدخل صريح وواضح للدول الغربية العلمانية في دعم قوى المعارضة لإسقاط حكم الإسلاميين ومنع وصولهم إلى سُدة الرئاسة مرة أخرى . تركي محمد الثبيتي https://twitter.com/trk1400