تشرفت أمس بحضور مؤتمر اتحاد الروهنجيا أراكان، والذي انعقد بمنظمة التعاون الإسلامي يومي الأحد والاثنين، واستمعت إلى عدد من جلسات الحوار والنقاش التي شارك فيها أكثر من 60 منظمة روهنجية تعمل على نصرة قضية مسلمي الروهنجيا، وعدد من الخبراء والمهتمين بقضيتنا، وللحقيقة سعدت كثيراً بهذا المؤتمر لأسباب عدة تأتي في مقدمتها اجتماع كلمة الروهنجيين قاطبة على العمل تحت مظلة هذا الاتحاد الذي أنشأته منظمة التعاون الإسلامي في 30 مايو 2011م بهدف جمع المنظمات والهيئات المناصرة لشعب الروهنجيا الذين يعانون منذ أكثر من ستين عاماً من ظلم واضطهاد البوذيين لهم في موطنهم بأراكان بورما، وفي مناطق مختلفة من العالم حيث يعيشون البؤس والشقاء في مخيمات اللاجئين وبعضهم في السجون والملاجئ، وما يلاقونه من عناء في أرض الشتات إلا في بعض الدول التي احتضنتهم وأحسنت إليهم وتأتي في طليعتها المملكة العربية السعودية . شاهدت خلال المؤتمر عدداً كبيراً من قيادات المنظمات الروهنجية التي غصت بهم قاعة المؤتمر، وهذا أمر مفرح للغاية أن يسعى كل هؤلاء لمناصرة قضيتهم والدفاع عن حقوقهم المسلوبة، حيث كان عدد المنظمات الروهنجية وقت إنشاء اتحاد الروهنجيا 25 منظمة، وقفز العدد إلى أكثر من الضعف وهو مؤشر جيد يدعو للتفاؤل؛ ولكن لابد أن يسعى الاتحاد في توظيف هذه المنظمات وتأهيلها بشكل منظم، وتكليفها بالمهام التي يمكنها القيام به، وتصنيف اهتماماتها لكي تغطي كافة احتياجات الشعب الروهنجي في العالم، ويساعدها على تحقيق أهدافها ويفتح لها آفاق العمل الجاد على أرض الواقع، عبر برامج ومشاريع عملية وخطط استراتيجية تؤمن بالعمل والإنجاز والمثابرة. وأما بالنسبة للميثاق الذي اعتمده الاتحاد بعد مشاورة كافة المنظمات وأخذ آرائهم وتعديلاتهم على مواده وبنوده، بإشراف كوكبة من خبراء الأنظمة والقوانين فإني أعتبر هذه الخطوة من منظمة التعاون الإسلامي أقوى خطوة لإرساء دعائم هذا الاتحاد ورسم معالم العمل الجاد وترتيب الصفوف، وكم كان سروري بالغاً حين رأيت مشاركات المنظمات قاطبة وهي تقوم بالتعديل والإضافة والحذف في بنود ومواد الميثاق كخطوة تفاعلية لبناءٍ مشتركٍ واعد. ورغم كل الانجازات التي نراها بحمد الله على أرض الواقع لخدمة قضيتنا ورغم هذا الاتحاد الذي شارك في بنائه معظم المنظمات الروهنجية بإشراف منظمة التعاون الإسلامي إلا أنه من المؤسف جداً أن نرى بعض المواقع الالكترونية، وبعض الأفراد من ذوي الميول الانفرادية في العمل؛ يحاولون تشويه صورة هذا الاتحاد، وذرّ الرماد في عيون العامة والدهماء، وتضخيم بعض الأخطاء ونشرها والحط من رموز العمل في الميدان، ومع ثقتي بأن كل هذه المحاولات البائسة نابعة من حسد أو شعور بالغرور أو رغبة في الانتقام إلا أنه من الواجب علينا جميعاً أن ننبه هؤلاء إلى أن ما يقومون به لا يخدم القضية وأن الوحدة والاتحاد أسٌ أساس في نجاح أي عمل وليعلم هؤلاء أن تصيد الأخطاء وانتقاد الذوات - وإن ألبسوها لبوس النقد الهادف وخدمة القضية - لا تخدم في النهاية إلا أعداءنا ولا تحقق إلا أهداف من يتربصون بنا وبمنجزاتنا .. شكراً لمملكة الإنسانية .. شكراً لمنظمة التعاون الإسلامي .. شكراً لكل المنظمات الروهنجية .. شكراً لكل الشرفاء الذين ساهموا ونصروا وتبنوا . بقلم: صلاح عبدالشكور مدير المركز الإعلامي الروهنجي