أصبحت عملية قبول خريجي الثانوية العامة في الجامعات شبح يطاردهم ، هم وأسرهم وقض مضاجعهم وبدد فرحتهم بنجاحهم وتخرجهم وتفوق بعضهم إلى عناء وحزن بل ويظلون يتوجسون من الاختبارات التحصيلية والقدرات خلال فترة دراستهم وربما من بداية مراحلهم الدراسية والأدهى من ذلك امتداد تلك المعاناة كما جاء في الخطة المستقبلية لوزارة التربية والتعليم الجاري تجربتها حالياً لتطال فلذات اكبادنا منذ نعومة أظفارهم بحيث تطبق تلك الاختبارات بين جميع المراحل الدراسية فلن ينقل الطالب أو الطالبة من مرحلة دراسية إلى المرحلة التي تليها حتى يجتاز تلك العقبة فتخيلوا أن خريج الابتدائية لن يلتحق بالمرحلة المتوسطة إلا بشق الأنفس وإن لم يستطع يكتفي بتلك الشهادة التي لا تسمن ولا تغني من جوع وحتى وإن كان متفوقاً وحاصلاً على تقدير ومعدل مرتفع وبالتالي تضيع تلك الجهود طوال سنة دراسية وتذهب سدى ويتحطم الطالب نفسياً ويُقتل طموحه . وفي تصوري أن تلك الاختبارات ليست بعادلة ولا مقياس دقيق لعدة اعتبارات كون الطالب قد يجيب على أسئلة الاختبارات بطريقة تحتمل الصواب وتحتمل الخطأ لعدم التأكد من الاجابة الصحيحة أو كما يقال بالعامية ( يا صابت يا خابت ) فيحالفه الحظ ويحصل على نسبة عالية , ومن جانب آخر تفاوت الكفاءة بين المعلمين فكيف سيكوّن الطلاب حصيلة علمية إذا كان عطاء بعض المعلمين منخفض ومعلوماتهم ضحلة وتوصيلهم للمعلومات ضعيف وربما تخطى بعضهم بعض الدروس المقررة إما تقاعساً منه وإما لأنه أضاع بعض الحصص لغيابه أو انشغاله بالتسلي بوسائل التقنية الحديثة أثناء الحصة الدراسية وتنتهي السنة الدراسية ولم يكمل لطلبته المقرر وبالتالي يتخرج الطالب بحصيلة علمية وقدرات ضعيفة بسبب ذلك التفاوت بين المعلمين من حيث الخبرة وأسلوب توصيل المعلومات والحصيلة المعرفية والحرص والأمانة والإخلاص وبالطبع يكون الطالب هو الضحية . وأما من لم يحالفهم الحظ يتاح لهم الابتعاث الخارجي ويفتح لهم الباب على مصراعيه فيغترب كلا من الطالب أو الطالبة لأجل الحصول على مقعد في الجامعة وربما تعرض بعضهم لصدمة ثقافية في سن مبكرة وتعرض البعض الآخر لمخاطر وانحرافات سلوكية وقد يحالف بعضهم الفشل ويعود للوطن بخفي حنين ناهيك عن تكبد الدولة رعاها الله لتكاليف الابتعاث وكان بالإمكان الاستعاضة عن ذلك بزيادة عدد جامعات المملكة وإلى أن يتم ذلك يمكن مضاعفة الكوادر التدريسية من خلال استقطابهم إلى الجامعات السعودية واستغلال الامكانيات المتاحة في الفترة المسائية لاستيعاب ضعف عدد الطلبة في الفترة الصباحية بحيث تكون هناك فترتين صباحية ومسائية وكل فترة مستقلة عن الأخرى بهيئتها التدريسية وبطلابها وفي ذات الوقت التخطيط على المدى البعيد بتكثيف عملية ابتعاث المعيدين من أبناء الوطن ليتولوا العملية التدريسية ، وأتصور في هذه الحالة سيكون هناك توفير للمال والجهد والوقت من الابتعاث للخارج وكذلك حماية لأبناء الوطن من التبعات السلبية للاغتراب . أخصائي اجتماعي أول عبدالرحمن حسن جان