قرأت كما قرأ غيري التصريحات التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي بشأن انتقال حكومة دبي من مرحلة الحكومة الالكترونية إلى مرحلة الحكومة الذكية حيث قال : ( الحكومة الذكية هي مرحلة ما بعد الحكومة الالكترونية ... نريد أن نصل للناس لا أن يصلوا إلينا ... سنصلهم عبر هواتفهم الذكية ... ) ، وقال أيضا : ( حكومة المستقبل حكومة لا تنام ... تعمل 24 ساعة في اليوم 365 يوم في السنة ... مضيافة كالفنادق ... سريعة في معاملاتها ... قوية في إجراءاتها ... ) . لابد أن أتطرق الآن لتعريف الحكومة الالكترونية وهو النظام الذي تتبناه الحكومات باستخدام الشبكة العالمية ( الانترنت ) في ربط جميع المؤسسات بعضها ببعض ، وربط خدماتها بالأفراد ، ووضع المعلومة في متناولهم بهدف الارتقاء بجودة العمل والأداء . أول من استخدم مصطلح "الحكومة الالكترونية " هو الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتونفي عام 1992 م في إحدى خطاباته . ولا ننسى ان دولة الإمارات لها السبق على مستوى المنطقة بالتحول للحكومة الالكترونية في عام 2000م وحصلت على المركز السابع على مستوى العالم في خدمات الحكومة الالكترونية . مدينة دبي خاصة ودولة الإمارات على وجه العموم تمتلك أفضل بنية تحتية في قطاع الاتصالات في العالم وهي الآن تنطلق نحو تطبيق الحكومة الذكية في مؤسساتها ووزاراتها . بالتأكيد نحن سعيدين بكل ما يحصل لمدينة دبي من تطور ونهضة وتقدم في شتى المجالات ونتمنى أن نرى بعض ما عندهم عندنا ، ولكن أعتقد أن هناك فارق كبير وشاسع بيننا وبينهم ، دبي يزورها سنويا 15 مليون زائر ، ويقوم اقتصادها على الخدمات والاستثمارات والتجارة ، وأصبحت تستغني عن النفط ، بل أن لديها دخل يفوق الكثير من الدول النفطية ، ونحن مازالت بعض وزاراتنا ومؤسساتنا تمارس الوسائل التقليدية ولا تريد أن تكون مواكبة للتطور والتقدم مما يجعل تلك الوسائل في طي النسيان ، مؤسساتنا الحكومية تعاني من الروتين والبيروقراطية والفوضى والإهمال ومن أخطاء يرتكبها بعض الموظفين ويدفع ثمنها المراجع وحده . هل سوف تواكب وزاراتنا ومؤسساتنا وسائل التكنولوجيا الحديثة وتسابق الزمن قبل أن يسبقها أم سوف تبقى تعيش تحت ظل البيروقراطية والحكومة التقليدية الكلاسيكية . تركي محمد الثبيتي https://twitter.com/trk1400