ذكرت إحدى الصحف بأن إحدى الأمانات التابعة لوزارة بإحدى المدن قامت بعملية سفلتة وإعادة ترميم لعدد من الطرقات وتتيع ثغراتها ومصائدها وردمها لأن أحد الوزارء سيرعى أحد الإحتفالات في قطاع ما. وبمجرد اقتراب الموعد بدأت هذه التعديلات السريعة العاجلة من أجل أن لا يشعر ذلك المسؤول بشيء يريبه أو يرى إحدى مصائد الطرقات (الحفريات) فيثور عليهم ويغضب ويحقق معهم في هذا الأمر لأن هذا سيؤثر على أنفسهم ومصالحهم التي من أجلها يعملون. لو نظرنا لأغلب قطاعاتنا الحكومية والخاصة في أنحاء مملكتنا الغالية لوجدنا كثيرا من هذه التصرفات الخبيثة موجودة وتظهر كما ذكرت آنفا وقت قدوم الكبراء والمسؤولين حيث ترى شعلة من النشاط والحيوية والحركة والإتقان وعدم الإهمال وبمجرد مغادرة المسؤول تنقلب الأمور رأسا على عقب بل وأسوأ مما كانت عليه وسنضرب أمثلة من واقعنا المعاصر. أول هذه الأمثلة طرقاتنا الجميلة الرائعة بالمصائد المزينة بالترقيع والإرتفاع والهبوط والحفريات الجانبية والتشجير السيئ نعاني منها كل يوم فهي مرهِقة ومركباتنا منها مرهَقة والمسؤول عن هذه المشاريع يسير عليها وكأن شيئا لم يكن حتى إذا أتى ذلك الوزير أو ذلك المسؤول ألذي اعلى منه سلطة قام ولم يقعد ولم يهدأ له بال ولم يقر له قرار حتى يمهد الطرق التي سيسير عليها المسؤول ليرضى عنه وليشعره بأنه أمين وينفذ المشاريع بكل دقة واحتراف. ترك مصلحة المواطن وخان الأمانة التي تولاها بل وخادع المسؤول بهذه الطريقة وهكذا تعود الأمور لمسارها القديم. ولكن بودي أن يأتي ذلك المسؤول فجأة ودون سابق إنذار ويأخذ جولة وصولة ثم يعلن عن مجيئه مرة أخرى ليرى الفرق وليرى نفاق ذلك المسؤول الذي تحت مسؤليته. وثاني هذه الأمثلة التي سأذكرها من خلال فترة تواجدي بالجامعة حينما عقد ذلك المؤتمر وعقدت تلك الندوة وأتى ذلك المسؤول السياسي الذي من الخارج لزيارة الجامعة تحولت الجامعة لجمال لم يسبق له مثيل وتلألأت كالنجوم وظهرت كأنها العروس في ليلة زفافها وفي اليوم التالي وإذا بها عادت لما كانت عليه من السوء في كثير من الأمور وفي قطاعات عدة تتأخر معاملتك أو ترى سوء التنظيم وسوء التعامل وسوء الإستقبال والتخاطب وبمجرد أن يأتي المسؤول فانظر إلى سرعة إنجاز معاملتك وإنظر لحسن التنظيم وجماله واستمع لحلاوة اللسان وعذوبة الكلام وحفاوة الإستقبال، إنهم يعملون من أجل مصالحهم ومن أجل أن يمدحه المسؤول ويرضى عنه ويتقرب منه ويوصي عليه لاحقا كثير من الحقوق هضمت وكثير من الأمور ضيعت لأن المسؤول لا يأتي كل يوم حتى يجتهدوا ويعملوا وكم عانى الكثير من المواطنين من هذا العبث وهذا الإهمال وإذا اشتكى أتى المسؤول فرى العمل يسير بكل أريحية فتجاهل شكوى المواطن لأنه رأى ما لم يراه المواطن رأى الوجه المزيف لموظفيه بينما رأى المواطن الوجه الحقيقي لهؤلاء. لا أدري ما هو الحل مع مثل هؤلاء الذين في عملهم لا يصدقون وإذا قالوا كلمة يكذبون وإذا وعدوا يخلفون وإذا انقلب عليهم الأمر بشكوى من مواطن ونحوه هددوه وتوعدوه وقالوا إنا منك منتقمون. من يحاسب هؤلاء ويكن لهم بالمرصاد ويشهر بهم أمام الملأ ليكونوا عبرة للبقية؟ ندائي لك أيها المسؤول: أخلص في علملك وتذكر أن الله مطلع على ما تفعله ولا تنخدع بما تراه أمام ناظريك فليس كل العاملين مهملين وفي الوقت ذاته ليس كلهم من المخلصين ففئة من هذه وأخرى من تلك. عاصر بنفسك وعش دور المواطن الضعيف وانظر لحالك لو كنت مكانه هل ترتضى مثل هذا الإهمال والتكاسل؟ وللأمانة هناك فئة من الموظفين والمسؤولين مخلصة وتعمل بصدق وإخلاص نتمنى لهم التوفيق ونتمنى أن يحذوا البقية حذوهم