في هذا الزمن أصبحت كثير من المفاهيم تعني ما يخالف معناها الحقيقي المتبادر إلى الذهن أولا ومشاهدة ذلك على أرض الواقع مطبقا تطبيقا حرفيا عند من جعل تلك المفاهيم معكوسة. وسأطرح بعض المفاهيم المعكوسة لنكون في الصورة سويا ******************************************************************** الموظف الذي يقوم بعمله بكل أمانة وإخلاص وصدق ليس من المقربين بل يشن عليه الحرب والعداوة وتأتيه الهجمات والضربات من كل حدب وصوب من أجل القضاء عليه،بينما الموظف الآخر الذي جعل شعاره الإهمال والكسل والانسحاب من ميدان العمل وإلحاق الضرر بالآخرين ولا يتقن عمله تجده من المقربين وفي الترقيات من السابقين لأنه من خلال معارفه الواصلين أصبح من الفائزين بتلك الأمور وهو في حقيقة أمره أصبح من الهالكين..وأقول قبل انتقالي لمفاهيم أخرى "إلا من رحم الله" فهذا واقع مشاهد وهناك من لم يعكس المفاهيم ويتعامل معها الشكل الصحيح. ******************************************************************** الفاشل هو المرغوب بينما الناجح هو الممنوع كلاهما يتعب من أجل تحقيق المنصب الراقي والوظيفة المميزة ولكن الأول تعب في تكوين العلاقات الشخصية والبحث عن الواسطة من أجل أن يجلس على كرسي دوار لا يعلم ما يدور حوله ولا حول مهنته وموظفيه بينما الآخر تعب في طلب العلم واكتساب الخبرات والقراءة والسهر ليصبح كل ذلك الجهد الجهيد هباءا منثورا أمام الأول الذي اختطفته الأيدي الخائنة ليكون في منصب لا يستحقه ولا يملك أي معلومة تؤهله لذلك ولكن الواسطة هي المبدأ وهي المؤهل وهي الأساس ...إلا من رحم الله. ******************************************************************* العمل المتقن على الوجه الأكمل هو الذي به كثير من الأخطاء التي لا حصر لها وقد تكون قاتلة أو مهلكة للممتلكات والأرواح بينما العمل والمشروع الفاشل هو الذي يتعب منفذوه من أجل إخراجه بصورة حسنة وبأقل الأخطاء وهؤلاء محاربون .أنظروا إلى طرقاتنا فهي مثال فذ وفريد من نوعه في وجود المصائد (الحفريات) وسطها ويتم ترقيعها بين فترة وأخرى وعند تعبيد وفتح طرق جديدة تجد بها أخطاء غير متوقعة ومع هذا المسؤول مسرور وهو يسير بها. ******************************************************************* الأمانة في العمل هي الأداء دون إعطاء الحقوق لأهلها وليس لها علاقة بشيء آخر وما أكثر هذا الأمر في تعليمنا الجامعي الموقر يأتي الأستاذ ويشرح ويتعب نفسه وفي التقييم وإعطاء الحقوق تجد الظلم المبين والعدوان الأليم وفي المجالات الأخرى حدث ولا حرج وأسأل الله الغوث والفرج من كل ظالم. هذا جزء بسيط من بعض المفاهيم المعكوسة..والواقع يحمل الكثير..