تتمثل رؤية أرامكو السعودية في أن تصبح رائدة شركات الطاقة على مستوى العالم، وأن تزاول أعمالها بأمان واستدامة وموثوقية لتوفير طاقة موثوقة وأكثر استدامة بأسعار مناسبة للمجتمعات في جميع أنحاء العالم. وتضطلع أرامكو بدور هام في مساعدة العالم على التحول السلس في مجال الطاقة، حيث إن إسهامات الشركة والمجتمع الدولي ستحدد حجم الإرث الذي تتركه للأجيال القادمة، وتسعى الشركة إلى أن تكون جزءا من الحل الذي يخلق بيئة مستقرة للطاقة تعزز الابتكار وفرص النمو في الدول النامية والمتقدمة. كذلك تهدف الشركة إلى تهيئة البيئة الصحية والآمنة والمجزية لموظفيها ومورديها والمجتمعات التي تزاول فيها أعمالها مع التزامها بإعادة تأهيل المواقع وتخفيف الآثار المحتملة في البيئية الطبيعية. وفي تقريرها للاستدامة لعام 2023 حددت أرامكو أربعة محاور اهتمام تستعرض لمحة عامة عن كيفية إدارة الشركة أداءها في مجال الاستدامة، تتضمن: تغير المناخ والتحول في مجال الطاقة، وسلامة الأعمال وتطوير الأفراد، والحد من الآثار البيئية، وتعظيم القيمة المجتمعية. وتهدف الشركة إلى توفير إمدادات موثوقة ومنخفضة التكلفة من الطاقة، إذ تصنف من بين أقل منتجي النفط الخام من حيث الكثافة الكربونية في قطاع التنقيب والإنتاج، وتواصل في الوقت نفسه جهودها لتحقيق صافي انبعاثات صفري من الغازات المسببة للاحتباس الحراري للنطاقين 1( و)2 على مستوى جميع الأصول التي تملكها الشركة بالكامل وتديرها، وذلك بحلول عام .2050، كما تسعى الشركة للحفاظ على الموارد الطبيعية، وتطبيق نماذج الأعمال القائمة على الاقتصاد الدائري في جميع مراحل سلاسل القيمة، وامتلاك مجموعة من المشاريع التي يعود نفعها على كل من الموائل الطبيعية والموارد المشتركة، وتسعى الشركة إلى توفير بيئة عمل آمنة لموظفيها. وأشار التقرير إلى تأسيس دائرة الطاقة الجديدة بعد المصادقة على استراتيجية الشركة بعيدة المدى لتنفيذ حلول منخفضة الكربون لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري والحد منها. وخفض انبعاثات غاز الميثان الناتجة عن أعمال قطاع التنقيب والإنتاج بنسبة 5.1% والمحافظة على كثافة غاز الميثان في قطاع التنقيب والإنتاج عند مستوى 0.05 %، ومبادرات كفاءة الطاقة أدت إلى تجنب 0.73 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، والقيام بدور رئيس في إطلاق الميثاق العالمي لقطاع الطاقة "ميثاق خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز" خلال الدورة 28 لمؤتمر الأطراف (COP28) الذي وقعت عليه أكثر من 50 شركة تعمل في مجال النفط والغاز الطبيعي.المشتري الأكبر لأرصدة الكربون في المزاد الثاني الذي نظمته شركة سوق الكربون الطوعي الإقليمية في العاصمة الكينية نيروبي خلال شهر يونيو .2023 وللحد من الآثار البيئية واصلت الشركة تحسين وحدات استخلاص الكبريت من خلال إضافة وحدات لمعالجة الغاز العادم، وزيادة عدد المناطق المخصصة لحماية التنوع الحيوي،وزراعة نحو 6.5 مليون شجرة مانجروف و1.1 مليون شجرة إضافية. وعلى الرغم من أن ممارسات حرق الغاز في الشعلات يعد من متطلبات السلامة في مرافق معالجة النفط والغاز، إلا أن أرامكو تعمل جاهدة على إيجاد حلول مبتكرة للحد من هذه الممارسات، بدءا من مرافق البنية التحتية الضخمة كشبكة الغاز الرئيسة وتركيب أنظمة لاستخلاص غاز الشعلات في العديد من معامل الشركة وصولا إلى تطوير حلول رقمية مبتكرة، إذ استطاع معمل الغاز في حرض تقليل معدلات حرق الغاز في الشعلات بنسبة %11. ويعد غاز الميثان من أكثر الغازات المسؤولة عن ظاهرة الاحتباس الحراري مقارنة بثاني أكسيد الكربون ولذلك فإن إدارته تمثل أولوية بالنسبة لأرامكو، وفي إطار مبادرة شركات النفط والغاز بشأن المناخ، حدد الأعضاء هدفا لخفض انبعاثات غاز الميثان. وقد تمكنت أرامكو من تجاوز الهدف الذي حددته المبادرة لعام 2025، ولا تزال الشركة تتخذ إجراءات لخفض كثافة الميثان بشكل أكبر، وفي عام 2023، تمت تجربة تقنيتين جديدتين في معمل سوائل الغاز الطبيعي في الحوية لمراقبة انبعاثات الميثان بشكل دائم. وفي سباقات الجائزة الكبرى في البحرين لعام 2023، قدمت أرامكو أنواع وقود تحتوي على %55 من المكونات الحيوية استخدمت للمرة الأولى في منافسات الفورمولا 2 والفورمولا 3 وتهدف أرامكو إلى طرح مكونات اصطناعية ضمن تركيبة الوقود بدءا من عام 2025، كما وقعت أرامكو وشركة "إينووا" للطاقة والمياه التابعة لنيوم اتفاقية تطوير مشتركة لإنشاء وتأسيس أول معمل توضيحي لكيفية إنتاج الوقود الاصطناعي، وسيكون مقره في مركز ابتكار وتطوير الهيدروجين التابع لشركة "إينووا"، ويهدف إلى توضيح الجدوى الفنية والتجارية للبنزين الاصطناعي المصنع من الهيدروجين القائم على مصادر الطاقة المتجددة وثاني أكسيد الكربون المستخلص. وتدرس أرامكو السعودية وريبسول، في بلباو بإسبانيا، فرص إنتاج وقود الديزل والطائرات الاصطناعي للمركبات والطائرات. وتعكف الشركة على إجراء أبحاث مكثفة حول إمكانات إنتاج وقود حيوي مستخلص من الطحالب، وأنتجت الشركة الدفعة الأولى من النفط الخام الحيوي المستخلص من الطحالب الدقيقة. وتعد جهود أرامكو جزءا من دراسة أوسع لكيفية الاستفادة بشكل أكبر من الحلول القائمة على الطبيعة في أعمالها. ولفت التقرير إلى بناء أول مرفق لتخزين الغاز تحت الأرض في المملكة، حيث يستقبل مرفق ضغط وتخزين الغاز في الحوية، الذي يقع في وسط أكبر حقل نفط بري في العالم، إمدادات الغاز من شبكة الغاز الرئيسة، وهي عبارة عن شبكة ضخمة من خطوط الأنابيب التي تربط المواقع الرئيسة لإنتاج الغاز ومعالجته التابعة للشركة مع العملاء في جميع أنحاء المملكة. ويتم بعد ذلك ضغط الغاز المستلم وحقنه تحت الأرض في مكمن عنيزة الناضب، ليكون جاهزا للتخزين إلى أن تقتضي الحاجة استخدامه، وعندها تتم إعادة حقنه في شبكة الغاز الرئيسة. ومرفق الحوية مصمم لحقن ما يصل إلى 1.5 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم، وتمكن قدرته الاستيعابية من سحب ما يصل إلى 2 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم من غاز البيع المخزن. وفق "أخبار 24". وتستثمر أرامكو في التقنيات التقدمية والشركات الناشئة لإيجاد حلول للتصدي للتحديات المناخية المعقدة، وهو ما دفعها إلى إطلاق صندوق الاستدامة بقيمة 1.5 مليار دولار في شهر أكتوبر 2022 من خلال شركة أرامكو فنتشرز، ذراعها العالمية لرأس المال الجريء. وتعزز أرامكو فرص تطوير موظفيها من خلال البرامج التعليمية والمنح، كما شهد عام 2023 تخريج أول فوج من قائدات الطائرات في أرامكو، محققة بذلك خطوة تاريخية في مسيرة قطاع الطيران في الشركة.