يستقبل العالم، العام الجديد (2022) بعد أيام قليلة، حيث يسدل الستار على العام (2021) الذي شهد العديد من الأحداث المثيرة. وأثبتت المنظومة الرياضية السعودية، بقيادة وزير الرياضة، الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، ورعاية القيادة الرشيدة، خلال العام المنصرم قدرتها على النجاح والتحدي رغم الظروف الصعبة التي مر بها العالم بسبب فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). واحتضنت المملكة العديد من المنافسات والفعاليات الرياضية العالمية في العام 2021، إضافة إلى نجاح وانتظام المنافسات المحلية والقارية التي احتضنتها الملاعب السعودية. ويبقى التحدي الأكبر في الحضور الجماهيري والإجراءات الصحية الصارمة والنظام الذي زين الفعاليات وجعلها محط أنظار العالم. "المسابقات المحلية" نجحت المنظومة الرياضية في شهر مايو من العام 2021، في اختتام منافسات الموسم الرياضي (2020-2021) حيث توج نادي الهلال بلقب دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين. فيما حمل نادي الفيصلي لقب كأس خادم الحرمين الشريفين. وأعلنت وزارة الرياضة عودة الجمهور الرياضي لملاعب كرة القدم للمرة الأولى منذ جائحة كورونا، في مواجهة الأخضر السعودي أمام نظيره الفلسطيني ضمن التصفيات الآسيوية المشتركة المؤهلة لكأس العالم 2022 بقطر وكآس آسيا 2023 بالصين. وسمحت وزارة الرياضة في البداية بحضور 40% من السعة الجماهيرية، وفقًا لعدد من الإجراءات الاحترازية حفاظًا على الجميع، وذلك بداية من 17 مايو 2021 ، حيث استكملت منافسات بطولتي الدوري وكأس الملك وسط حضور جماهيري. نجاح المنظومة الرياضية في المملكة، وكسب رهان الحضور الجماهيري، مهّدا الطريق لانطلاق منافسات دوري المحترفين وكأس الملك في الموسم الجديد (2021-2022) وسط حضور جماهيري كبير. ومع نهاية الدور الأول من الموسم الحالي لدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، والوصول لمرحلة ربع نهائي كأس الملك، يظهر نجاح المنظومة الرياضية في انتظام المسابقات المحلية وبحضور جماهيري رائع زين ملاعب المملكة المختلفة. "المسابقات القارية" تحملت المنظومة الرياضية في المملكة، التحدي الأصعب المتمثل في انتظام مسابقة دوري أبطال آسيا 2021، وأزاحت من على عاتق الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، عواقب التنقل بين الدول وصعوبة الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا. واستضافت ملاعب المملكة منافسات دور المجموعات من مسابقة دوري أبطال آسيا عن منطقة الغرب، في مظهر مشرف وناجح للغاية؛ حيث استضافت مدينة الرياض مجموعتين (الأولى والرابعة) وأقيمت المجموعة الثالثة في مدينة جدة، فيما استقبلت دولة الإمارات المجموعة الثانية، وذلك في الفترة من 14 إلى 30 أبريل من العام 2021. وفق "أخبار 24". كما استضافت المملكة مباريات المجموعة الرابعة في التصفيات الآسيوية لكأس العالم 2022 في قطر وكأس آسيا 2023 في الصين، والتي أقيمت بنظام التجمع خلال الفترة من 31 مايو ولغاية 15 يونيو 2021 وسط نجاح باهر، وضمان المنتخب الوطني صدارة المجموعة والتأهل لنهائيات كأس آسيا وللتصفيات النهائية لكأس العالم. وعادت المملكة لاستضافة مباريات مرحلتي ربع ونصف نهائي دوري أبطال آسيا بمشاركة فريقي النصر والهلال، كما استضافت الحدث الأكبر للمسابقة، حيث شهد استاد الملك فهد الدولي بالرياض نهائي المسابقة القارية بين الهلال وبوهانج ستيلرز الكوري الجنوبي يوم 23 نوفمبر 2021، وبالسعة الجماهيرية الكاملة ل"درة الملاعب" بحضور نحو 68 ألف متفرج في مشهد رائع توجه الهلال بتحقيق اللقب بهدفين دون رد. "المسابقات العالمية" واصلت المنظومة الرياضية في المملكة تحقيق أهدافها التي لم تتوقف عند المسابقات المحلية أو القارية بل امتدت أيضًا إلى الفعاليات العالمية وبات التحدي أصعب وأقوى. واستضافت مدينة جدة فعاليات كأس العالم للأندية لكرة اليد "سوبر جلوب" التي أقيمت في الفترة من 5 إلى 9 أكتوبر 2021، على صالة الألعاب الرياضية بمدينة الملك عبدالله الرياضيةبجدة. مرة أخرى، نجحت المملكة باقتدار في تصدر المشهد الرياضي العالمي، بتنظيم أحد أنجح سباقات بطولة العالم لسيارات "فورمولا 1″، الذي أقيم سباقه الرسمي على حلبة كورنيش جدة لتحقيق أفضل النتائج في سباق تابعه الملايين عبر الشاشات. وبعيدًا عن التنافس بين السائقين على حلبة كورنيش جدة خاصة بين الهولندي فيرستابن والبريطاني هاميلتون، فإن الرابح الكبير من هذا السباق هو المملكة التي نجحت في إثبات قدرتها على مواجهة الحرب ضد فيروس كورونا. لم يكن نجاح السعودية في تنظيم أول سباق في تاريخها لفورمولا 1 وليد اللحظة أو الصدفة، بل هو امتداد لمسيرة من الإنجازات شملت أيضًا تنظيم مباراة برشلونة الإسباني وبوكا جونيورز الأرجنتيني على كأس الأسطورة الراحل دييغو مارادونا ضمن فعاليات موسم الرياض. وحضر المباراة التي توج بلقبها بوكا جونيورز الأرجنتيني، عائلة المتوج بكأس العالم في مونديال المكسيك 1986، وعدد كبير من رؤساء الأندية السعودية، واللاعبون السابقون والحاليون، إلى جانب عدد من الإعلاميين الذين توافدوا من عدة دول لتغطية المباراة، فضلاً عن حضور جماهيري كبير. وفي عالم رياضة المحركات كانت السعودية سباقة لاستضافة سباقات بطولة العالم ل"فوررمولا – إي" الكهربائية، إيمانًا منها بضرورة القيام بدور قيادي في الجهود الرامية إلى تقليل الانبعاثات الكربونية، كما عززت السعودية مكانتها كوجهة لرياضة المحركات باستقبال رالي داكار، السباق الأشهر والأطول والأصعب في العالم، بل والمنافسة فيه بعدد من السائقين السعوديين أبرزهم البطل يزيد الراجحي.