يعاني الغضب من سمعة سيئة لذا نتجنبه؛ لأنه مرتبط في أذهاننا بالعنف والعدوان. إن الغضب بحد ذاته ليس جيدًا أو سيئا، ولكن طريقة استخدامك وتعبيرك عنه هي من تحدث الفرق؛ قد تتسائل هل هذا الكلام صحيح!؟ إن الغضب من المشاعر التي خلقها الله سبحانه وتعالى مثله مثل الحزن والسعادة .. ألخ والمشاعر التي خلقها الله لها فوائد، ولكن طريقة استخدامك لها هي من تحدد الفارق؛ إنك تستخدم يدك للكتابة وكذلك قد تستخدمها في العنف وغيرها من السلوكيات؛ هل ستحكم على يدك أنها سيئة أم جيدة ؟ أم أن طريقة إستخدامك لها هي مربط الفرس. إن الغضب رد فعل يقوم به الإنسان عندما يواجهه عائق يمنعه من تحقيق أمر إعتاد عليه ويصاحب هذا الغضب عدة آثار مثل ضربات القلب وسرعة التنفس وتشنج في العضلات ، هذه الآثار الناتجة لا نستطيع التحكم فيها لأن المسؤول عنها هو الجهاز العصبي اللاإرادي ، نحن نستطيع التحكم مثلا بالتنفس وعن طريقه نستطيع إرخاء العضلات ولكن ضربات القلب و رجفة الجسم و التعرق لا نستطيع تغييرها . سوف أسرد لكم هنا قصة لتوضح لكم أكثر عن كيفية الغضب لدينا : كانت سارة تنتظر عودة زوجها من العمل وعندما فتحت له الباب ورحبت به لم يرد عليها وكان عابس الوجه وفضل الذهاب إلى النوم بدلًا من تناول الغداء ؛ حاولت سارة التحدث معه ولكنه طلب منها تركه بمفرده ؛ بدأت سارة تفكر لماذا هو غاضب وتعيد شريط الذكريات لتعرف سبب غضبه وبدأت تدور الأفكار في رأسها وسرعان ما خطر في بالها أنه عديم المسؤولية ولايقدر تضحيتها ..... إلخ بدأت مشاعر الغضب والقلق ترتفع لديها ، وجدت طفلها يلعب بالمكعبات بهدوء دخلت عليه وأمرته بالتوقف عن اللعب وتجميع هذه المكعبات المتناثرة بكى طفلها ونفذ ما طلبت منه ، ولكن تصرفها زاد من غضبها من نفسها، لماذا أفعل ذلك مع طفلي ؟!.... وهكذا تبدأ دائرة الغضب بحدث ما .. ثم تفسر هذا الحدث بأفكار خاطئة في الأغلب وتحمل سوء الظن ثم يتبعه سلوك عدواني على الطرف الأضعف وتستمر دائرة الغضب .. إذا كانت سارة فسرت عبوس زوجها بظرف خارجي ودخلت عند طفلها لتشاركه اللعب وفي وقت آخر سألت زوجها عن سبب غضبه... بعد ثلاث أيام قد تتذكر سارة نفس الموقف ويعود الغضب لديها من جديد وتبدأ تحاصر نفسها بأفكار سلبية وإجترار للمواقف السلبية في حياتها .. إن الدراسات العلمية تثبيت أن الغضب والقلق له أثار سلبية على الجسم مثل القولون والصداع والأرق وتؤثر على الجهاز المناعي .... القرار لك أنت هل تريد أن يحدث لك كل هذه الآثار؟ السؤال هنا ماذا تفعل عندما تغضب ؟ هل تظهر غضبك على من هو أضعف منك؟ أم تكبت غضبك ولا تعبر عنه؟ الحل الوسط هو أن التعبير عن غضبك بكلمات صادقة ولطيفة ولك بعض الوسائل التى تساعدك في التعبير عن غضبك : - الإستعاذة من الشيطان وتغيير المكان . - استخدام رسائل الأنا للتعبير عن غضبك؛ بدلًا من القول لولدك المراهق أنه عديم المسؤولية عندما يتأخر.. قولي له أنا أحبك وأشعر بالخوف والقلق عليك عندما تتأخر ، لو سمحت طمني عليك. - استخدام الكتابة للتعبير عن مشاعرك السلبية لأن الكتابة سوف تجعلك تتعامل مع أفكارك بواقعية . - التلوين والرسم يساعدك في تفريغ مشاعرك السلبية . - التحدث الى صديق تثق فيه لتخبره عن مشاعرك وأفكارك . - البعد عن المثالية في التعامل مع نفسك ومع المحيطين بك ، أنت بشر سامح نفسك إذا أخطأت وسامح من حولك وتقبل أخطائهم . - ليس كل ما يثير غضبك أفعال متعمدة ؛ استخدم مبدأ حسن الظن لتفسير الأحداث من حولك . - لنكن أكثر واقعية فكما أن لكل شخص جوانب سلبية فله أيضأ جوانب إيجابية في الحياة تذكر الإيجابيات وتجاوز السلبيات . - تعلم فنية التنفس العميق. - تعرف على نفسك؛ ماهي الأحداث التي تثير غضبك وماهي أسبابها وكيفية علاجها . إذا لم تستطع التحكم في غضبك؛ وترى أن الغضب يؤثر على حياتك بطريقة سلبية . هنا أنت تحتاج إلى إستشارة مختص لمساعدتك على التحكم في غضبك أكثر . همسة: الغضب هو الرياح الوحيدة التي يمكنها أن تطفىء نور العقل. الاخصائية النفسية/ بلقيس السراجي