استعرضت دارة الملك عبد العزيز تاريخ استخدام العملات في المملكة، ومراحل التعاملات النقدية في الجزيرة العربية منذ قرون مضت. وعرضت الدارة بعض أقدم تلك العملات المعدنية، وما اشتهر منها في عهد الدولة السعودية الثانية، وبدايات مرحلة توحيد البلاد وتأسيس الدولة السعودية الثالثة على يد الملك عبد العزيز. وأبرز تقرير للدارة جانباً من الجهود التي بذلها الملك المؤسس في عمليات الإصلاح النّقدي في البلاد، ومراحل سك العملات المعدنية وطباعة العملات الورقية على امتداد تاريخ الملك حتى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز. وقالت إن "الطويلة" تعتبر أقدم عملة جرى تداولها، وهي مسكوكة من النحاس وكانت قد استخدمت على نطاق محلّي في عهد الدولة السعودية الثّانية، وعثر على إحداها في محافظة الهفوف وترجع لعام 757م. كما يعد "ريال ماريا تيريزا" الذي يحمل صورة الملكة "تيريزا" إمبراطورة النمسا، من العملات التي كثر استعمالها في كل أنحاء الجزيرة العربية وهي من الفضة الخالصة، ثم تأتي عملة "الروبية الهندية" التي كانت سائدة في سائر مناطق الخليج، والأحساء وفي وسط نجد، ثم "الجنيه الإنجليزي الذهبي" وكان يستخدم في الأحساء بشكل كبير. وأبانت أن المملكة اعتمدت لاحقاً في تعاملاتها النقدية على خليط من العملات الأجنبية مثل "الريال الفرنسي" والريال الفضي العثماني وذلك قبل عام 1344ه الموافق 1926م. وبعد عام 1344ه اعتُمد سك "القرش الأميري" من معدني النحاس والنيكل، ومن بعده تم اعتماد الريال العربي الفضي عملة رسمية للبلاد، وذلك في عام 1346ه الموافق 1928م، وفي عام 1454ه الموافق 1935م تم سك ريال فضي جديد يحمل اسم المملكة العربية السعودية، وفي عام 1372ه الموافق 1952م أنشئت مؤسسة النقد العربي السعودي. وتطرقت الدارة إلى بعض ما اشتهر من النقود التي تم تداولها قبل دخول الملك المؤسس للرياض، ومن بينها "الريال المجيدي" نسبة إلى السلطان العثماني عبدالمجيد خان، و"البارات" وهي نقود من "الكوبر نيكل"، وهي أجزاء للريال المجيدي. وأبانت أن الملك عبدالعزيز سك كميات كبيرة من النقود النحاسية في عام 1343ه لتغطية حاجة السوق، وهي من فئة نصف القرش، وربع القرش، وقد نُقش على وجهها اسم الملك عبدالعزيز كاملاً. ولفتت إلى أن الملك عبدالعزيز في عام 1346 أمر بطرح أول ريال عربي سعودي خالص، الذي جرى سكه من معدن الفضة، وحمل لقبه "ملك الحجاز ونجد وملحقاتها" وشعار الدولة سيفان متقاطعان داخل شكل شبه مستطيل نقش بجانبه نخلتان، وكتب على الظهر: "ضُرب في مكةالمكرمة 1346ه". وأشارت الدارة إلى حرص الملك عبدالعزيز إنشاء مصرف وطني يتولى إصدار النقود السعودية، حيث كانت مؤسسة النقد العربي السعودي التي تعد ثاني أقدم بنك مركزي عربي، وباشرت عملها في 1372ه، وساهمت منذ تأسيسها حتى اليوم في المحافظة على قيمة الريال السعودي بين عملات دول العالم. وأبانت أن الإصدار الأول للعملات النقدية الورقية تم في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز، ثم طرح الإصدار الثاني منها في عهد الملك فيصل، والثالث في عهد الملك خالد، والرابع في عهد الملك فهد، والخامس في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وذكرت أنه تم في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز إطلاق الإصدار السادس من العملة الورقية والمعدنية "ثقة وأمان"، ويتضمن الإصدار من العملات الورقية عديدا من المعالم والصور التي تعكس الثوابت الدينية والتاريخية والتطورات الاقتصادية التي تحققت في المملكة.