تعارف بعض الناس على قول كلمة "أبشر" لبعضهم البعض، عندما يطلب أحدهما من الآخر شيئا؛ أي سأقوم بعمل أو تنفيذ ما طلبتَ، وذلك من باب الأدب وحسن الخلق والإقتداء بالسنة المطهرة، ولكنها أحيانا مجرد عادة وقد تستغل مخرجاً من إحراج المواعيد والالتزامات أو للهياط والخداع ! قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى : عن أبي موسى رضي الله عنه قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو نازل بالجعرانة -بين مكة والمدينة-، ومعه بلال ، فأتى النبيَ صلى الله عليه وسلم أعرابيٌ فقال: ألا تنجز لي ما وعدتني؟. فقال له أبشر، فقال: قد أكثرت علي من أبشر. فأقبل على أبي موسى وبلال كهيئة الغضبان ، فقال:( ردا البشرى فاقبلا أنتما( ، قالا : قبلنا . كلمة "ﺃﺑﺸﺮ"؛ معناها ﺃﺑﺸﺮ ﻗﻮﻻ ﻭﻋﻤﻼ،ﻻ ﻛﻤﺎ تستخدم ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻼ ﺑﺸﺮﻯ ﺗﺮﻯ ﻭﻻ ﺷﺨﺼﺎ ﻳﻈﻬﺮ،.ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﺘﺸﺎﺀﻡ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺔ ﺃﺑﺸﺮ، ﻋﻴﺎﺫﺍ ﺑﺎﻟﻠﻪ ! كلمة "أبشر" كلمة طيبة ورقيقة ولطيفة ومحببة للنفس، تبعث على الارتياح وتحمل أدبا إسلاميا رفيعا، فلا يجوز هجرها ولا سوء استخدامها فيما يغضب الله ورسوله، وقولها للناس دون تنفيذ، يجعلها تعني الكذب وعدم المصداقية ومخالفة السنة، وهذا عند الله أمره عظيم، فلماذا نسيء استخدامها ونشوه جمالها؟!