يجوبون شوارع المحافظة وأزقتها هربا من واقعهم المر الذي يعيشونه يوما بيوم دون حسيب أو رقيب ، تهرب منهم المجتمع وأخلت مسؤوليتها الجهات الحكومية بحجة عدم تخصصها في مثل هذه الحالات وإن سلمنا بالأمر وعذرنا تلك الجهات يبقي السؤال العريض الحائر والذي يبحث عن إجابة شافية أين يذهب هؤلاء ؟؟؟ مرضى الحالات النفسية والمبتلون من الشباب بداء ( التشفيط ) هم الذين قد تهرب منهم الكثير فهم لا حول لهم ولا قوة إلا الانطلاق في الشوارع واللجوء إلى المحسنين والمتعاطفين مع حالاتهم . فقد كثرت هذه الحالات وأصبح الخطر منهم وعليهم وارد . يخبرنا أحد الأشقاء من الجنسية السودانية يدعى عبد الرؤوف أنه لاحظ العديد من هؤلاء المساكين – على حد قوله – وهم يتجولون في الشارع دون رقيب ولا حسيب وأنهم لا يعون تصرفاتهم وأنه حصل له موقف مع أحدهم حيث شاهده مرتدياً زياً نسائياً يتجول به في الشارع ,ليتضح له أن ذلك شاب مبتلى " بالتشفيط " وليس فتاة , وتمنى عبد الرؤوف تسليط الضوء على هؤلاء الفئة والاهتمام بهم وبشأنهم . أيضاً كانت ( الخرج اليوم ) قد تصادفت مع أحد هؤلاء المغلوب عليهم بداء التشفيط في أحد شوارع المحافظة فكان لنا هذا اللقاء - تعرفنا عليه بأخذ اسمه ( تحتفظ الخرج اليوم باسمه ) فهو إنسان عندما يتكلم وتسمع كلامه ولا تراه تحكم عليه أنه إنسان طبيعي فهو متحدث جيد ومتفلسف نوعاً ما ولكن المتابع لحديثة يجده يخرج كثيراً عن محور الحديث إلى الحديث عن جوانب كثيرة هي في الحقيقة عن حالته التي يعيشها فقد وفر علينا عدة أسئلة وأفادنا بمعلومات تبين مدى تضايقه وندمه على السير في هذا الطريق حيث يفيد أنها كانت تجربة جيدة على حد قوله ولكنه وقع حين لا ينفع الندم وبدا يكرر تأسفه لنا بعدم المعاودة لمثل هذا الفعل وأنه يعلم أنه مخطئ ولكنه سعيد باللقاء إلا أنه-على حد قوله- على موعد مع أحد أصدقائه فهو يريد السفر ولكنه لا يدري إلى أين ؟! سألناه عن الأضرار التي يحس بها فكان يكرر حديثاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي معناه ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفس) وكأنها إشارة إلى أنه ربما ظن بنا فضحه أو التشهير به, وذلك عكس مانعتقده من منطلق مسؤوليتنا لإيصال صوت مثل هؤلاء للجهات المسئولة من جهة ولعامة الناس من جهةٍ أخرى لتتعامل مع مثل هذه الحالات على أساس أنها حالة تحتاج إلى عناية من نوع خاص حتى يأتي الله بالفرج لإنقاذ هؤلاء المساكين !!! ( الخرج اليوم ) توجه نداءاً للجهات المختصة بالنظر في حالهم والاهتمام بأمرهم والنظر لهم بنظرة الرحمة فهم مبتلون ولا حول لهم ولا قوة ,يحتاجون الي الرعاية والاهتمام ومن يأخذ بيدهم وينتشلهم من هذا الضياع. أخيراً هل لنا أن نتسأل عن إمكانية أن تقوم الجمعيات الخيرية بإقامة دور خاصة لمثل هذه الحالات (التي اتخذت البيوت المهجورة مسكناً وعطايا المحسنين مأكلاً ومصروفاً) ؟