طالب سكان حي الحرازات في محافظة جدة، الأمانة والجهات المعنية بإيجاد حلول ناجحة وعاجلة لتصريف مياه السيول من الحي، والتي ابتلعت الطفلة ميس السلمي ذات الثلاثة أعوام في مشهد مؤلم يستدعي العمل على إعادة النظر في المشاريع الجاري تنفيذها لتتماشى مع طبيعة الحي وتخصيص منافذ مناسبة لتصريف المياه الراكدة حتى لا تتكر مأساة «ميس» مجددا. وفي هذا السياق، قال مستور السلمي (خال الطفلة): « حضرت شقيقتي (أم ميس) لزيارة والدتي بحي الحرازات مساء أمس وعندما أرادت التوجه إلى منزلها لم تجد (ميس) ورغم أننا بحثنا عنها في مختلف الأرجاء إلا أننا لم نعثر على أي أثر يشير إلى موقع وجودها، وفي هذه الأثناء توقع أحد الجيران غرقها في وسط أحد التجمعات المائية في الحي». ووفقا لصحيفة عكاظ أضاف: «عندما بدأنا بالبحث عن (ميس) في المستنقع عثرنا على جثتها غارقة في وسط الوحل وقام أحد الجيران بانتشالها، وعلى الفور توجهنا بها إلى منزل أحد الجيران كونه طبيبا في أحد المستشفيات وبعد الكشف عليها مبدئيا أخبرنا أنها فارقت الحياة لتتعالى صيحات الحزن والألم في كافة أرجاء الحي». وأشار إلى أن مشروع تصريف المياه بالمنطقة لا يتماشى مع طبيعة وجغرافية حي الحرازات، مؤكدا أن كافة مياه السيول المتدفقة لا تتنساب مع قنوات التصريف، ورغم أن السكان تقدموا بعدة بلاغات إلى أمانة جدة لإيجاد الحل المناسب لهذ الإشكالية ولكنهم لم يجدوا أي تجاوب منها. وذكر أن مياه الأمطار ظلت راكدة داخل الحي حتى غرق الطفلة ميس. وقال هاني شعيل (شاهد عيان): «خيم الحزن على كافة حي الحرازات بوفاة الطفلة ميس السلمي والتي ذهبت نتيجة إهمال واضح وتراخ في سحب أو ردم مياه الأمطار حيث بقيت على حالها عدة أيام دون تحرك يذكر»، مشيرا إلى أن معظم الشوارع المؤدية إلى منازلهم أصبحت مستنقعات للأمراض وتوالد الحشرات ومصيدة لأطفالهم. وأضاف: «تطغى العشوائية على حي الحرازات فهو يفتقر لأدنى متطلبات السلامة العامة حيث بدأ أولياء أمور الأطفال بفرض حالة الحظر والإقامة الجبرية لأبنائهم خشية الوقوع في تلك المستنقعات والتي أصبحت هما يوميا يتعايش معه سكان الحي».