روت المشرفةُ في إدارة تجهيز الموتى بالدمام، ابتسام المطوع، عدداً من المشاهد الغريبة والمؤثرة والتي عاشتها في تغسيل الأموات. وقالت، في حوار مع المغردين ب"تويتر" عبر حساب "المتوفين"، إن شاباً في الثلاثين من عمره دخل على جنازة أمه وبكى بكاء شديداً، يقول "أمي لا تموتين قومي" حتى أُغمي عليه، وسقط على الأرض. وأضافت أنه وعند سؤال أخته سبب ذلك، قالت: يسكن بنفس الحي الذي تسكن أمي فيه، وتتمنى رؤيته منذ ثلاثة أشهر، وتدعوه لزيارتها، ويتحجج بأنه مشغول. كما روت قصة أخرى لحادث امرأة خرجت من زواج، وفي شعرها وصلة لشعر مستعار، ورأسها متهشم فواجهوا في تغسيلها صعوبة في فك الوصلة من الشعر. وكان الموقف الثالث لامرأة توفيت، وبفمها تمرة لم تبتلعها، وجدت في فمها أثناء الغسل، وعند سؤال ابنتها كيف ماتت؟ قالت "وهي تشرب القهوة معنا"، لافتة إلى أن العبرة في هذه المواقف أن "الموت يأتي فجأة". وأوضحت المطوع، أن الدافع لرغبتها في تغسيل الموتى، العبادة والتقرب لله، وتفريج كربة، وأخذ العظة والعبرة، وخدمة لمن يحتاجون تغسيل ذويهم بأمانة. وأشارت إلى أنها شعرت بالخوف والرهبة عند التغسيل لأول مرة، لكن جاهدت نفسها، وبفضل من الله أكملت الغسل. وبينت أنها واجهت بعض الصعوبات في هذا المجال لكنها تجاوزتها وبعد ذلك أصبحت تشارك في تقديم دورات تدريبية للمغسلات على الغسل الصحيح، وتوعية الأهالي بترك البدع والخرفات، والقضاء على الجهل، ووصل عدد المشاركات لقرابة 300 متدربة، قدمت لهن شهادة بإشراف من إدارة تجهيز الموتى بالدمام، فضلاً عن تقديم دورات أخرى بمركز إكرام الموتى بالخبر. وأشارت المشرفة في إدارة تجهيز الموتى بالدمام إلى أنها تتخيل نفسها في كل غُسل مكان المتوفى، وتتذكر قوله تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) وتدعو بحسن الخاتمة. وقالت إن الاحتساب في هذه السُّنة المطهرة "غسل الأموات" خير عظيم، وبركة وتوفيق من الله (من غسَّل ميتاً فكتم عليه غفر اللهُ له أربعين مرةً، ومن كفَّن ميتاً كساه اللهُ من سُندسٍ واستبرقٍ في الجنَّة). وفق "تواصل". وأضافت أن للميت حقوق كثيرة، لافتة إلى أن ما يقدمونه في غسله، هو الستر والأمانة، وإحسان غسل الجنازة على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وتكفينها بأجود أنواع الأكفان والطيب. ووجهت بعض النصائح قائلة: "لا تغفلوا عن الموت فالموت يأتي فجأة، وأنتم لا تشعرون، الموت لحظة ينقل بها الإنسان من دار الغرور إلى دار الشرور أو السرور، وهي اللحظة التي يشعر الإنسان فيها بالحسرة والندم".