قامت صحيفة "جلف نيوز" بتسليط الضوء على أهمية رفع التوعية العامة لدى المجتمع السعودي بحقيقة مرض الإيدز وإزالة هذه الفكرة الاجتماعية السلبية عن المرض التي تجعل من الشخص المصاب به شخصا متهما ومنبوذا من الجميع، وذلك من خلال عرض جانب من معاناة السعوديتين سارة ومروة اللتين وجدتا نفسيهما في صدام مع المجتمع بعد إصابتهما بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز). وبدأت الصحيفة بالحديث عن سارة التي حظت بحياة زوجية هادئة مع زوجها الذي أحبته وأنجبت منه أربعة أطفال إلى أن انقلبت حياتها رأسا على عقب، بعدما علمت أن زوجها مصاب بالإيدز. وتقول سارة إن حالتها النفسية تدهورت تماما عندما أصبحت على اليقين أن زوجها قد نقل إليها المرض وسرعان ما توفي زوجها ليتركها في مواجهة هذا الموقف الصعب بمفردها. وأكدت سارة أنها سرعان ما حاولت أن تتماسك وترضى بما قدره الله لها من مرض إلا إنها ما زالت تحمل في داخلها قلقا كبيرا على مستقبل أطفالها الأربعة الذين ليس لهم أي ذنب فيما فعله أبوهم. وبعد أن أصبحت سارة منبوذة من جانب عائلتها بسبب إصابتها بالإيدز، حرصت على الخروج للعمل من أجل الإنفاق على أولادها؛ لكن سرعان ما تسببت إصابتها بالإيدز في منعها من استكمال مشوارها الذي رسمته لنفسها لتربية أولادها. وأضافت أنها رفضت الاستسلام وقررت أخيرا الاكتفاء بصنع بعض الأشياء في المنزل وبيعها للناس بغرض اكتساب المال اللازم لتغطية احتياجات أسرتها. أما مروة، فقد قدمت نفسها على أنها فتاة مرحة محبة للحياة إلا أن حياتها هي الأخرى قد انقلبت تماما بعدما ذهبت لمصففة شعر أجنبية لكي تساعدها على عمل خرم في منخارها لأجل الزينة. وتابعت مروة حديثها قائلة إنها لاحظت أن السيدة الأجنبية تستخدم نفس الآلة مع جميع الناس ولا تقوم بتنظيفها ولكنها لم تشغل بالها بهذا الأمر إلى أن ذهبت للمستشفى لإجراء بعض الفحوصات الطبية فاكتشفت حينها أنها قد انتقل لها مرض الإيدز من هذه السيدة الأجنبية. حسب "عاجل". وأوضحت مروة أنها أصبحت خائفة للغاية من رد فعل عائلتها وأصبحت على يقين من أنها ستكون مكروهة ومنبوذة من الجميع. وقالت إن من أصعب المواقف التي مرت بها عندما جرحت في يدها واضطرت للذهاب للمستشفى لطلب المساعدة، حيث قررت حينها أن تكون شجاعة وصادقة ولذلك أخبرت الممرضة التي أتت لعلاجها أنها مصابة بالإيدز". وتابعت مروة حديثها قائلة إنها شعرت بألم وإهانة عندما وجدت جميع الممرضات يبتعدن عنها ليتركنها تعاني ألم جرحها لساعات إلى أن أتت ممرضة لتساعدها وهي خائفة منها. وأكدت كل من سارة ومروة أنهما تألمتا كثيرا بسبب نبذ الجميع لهما، ونظرة الاتهام التي كانت في أعين جميع من يعلم بإصابتهما بالمرض، لكنهما كشفا أنهما لم يتمكنا من الشعور بشيء من الراحة والأمان إلا بعد أن تعرفتا على سعوديات أخريات مصابات بالإيدز وذلك من خلال الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الإيدز.