نبذ المجتمع لمريض الإيدز، إحساس مؤلم يلازمه، بسبب الصورة الذهنية النمطية السالبة التي تشكلت على مدى سنوات عن هذا المرض والمصابين به، وتأصلت فى وعي المجتمع، الذى أصبح يحارب المريض أكثر مما يحارب المرض نفسه، ماأفضى ببعض المرضى إلى الانتحار والعزلة والانتقام من المجتمع الذي يصمهم بالفضيحة والعار، وذلك بنقل المرض إلى أقرب المحيطين بهم. «أم ياسر» إحدى المصابات، تحدثت ل «عكاظ» عن معاناتها قائلة «أبشع إحساس عندما تشعر بالإقصاء والنبذ ممن حولك حتى من أقرب المقربين لك، وبمجرد أن علمت بإصابتي بالمرض، أصبت بانهيار، وأصبحت لا أجد لذة للحياة، بل تمنيت الموت أكثر من مرة إلى أن علمت بوجود الجمعية الخيرية لمرضى الإيدز فاحتوتني وأعطتني فكرة عن كيفية التعامل مع المرض، وكان لها الدور الأكبر في الجمع بيني وبين زوجي المصاب بالمرض أيضا، حتى رزقنا الله بطفلة سليمه لا تعاني من المرض، وقد ساعدتنا الجمعية كي نحافظ عليها، ونجنبها العدوى، متسائلة: لماذا لا يتعايش معنا الآخرون، ويتقبلوننا حتى لا نضطر إلى إخفاء مرضنا والعيش بينهم،ما قد يتسبب في نقل العدوى لهم؟ محمد مريض آخر تحدث عن معاناته من نظرة المجتمع الظالمة نحوه ،واتهامه بالفجور حتى من أقرب المقربين له «كثيرا ما فكرت في الانتحار ولكن خوفي من الله حال دون ذلك، متسائلا: ألا تكفي معاناتي من المرض لكي تضاف إليها وصمة العار التي تلاحقني وتلاحق أسرتي». وتروي «أم سارة» معاناة ابنتها التي أصيبت بالمرض وهي في السادسة من عمرها «لم نعلم حتى اليوم من أين انتقل إليها المرض، ورغم صغر سنها، إلا أنها أصبحت منبوذة في المدرسة، فيما ظلت المديرة تبعدها عن زميلاتها حتى اضطررت إلى فصلها أخيرا ،فأمضت سنة بدون دراسة،حتى تقدمت للجمعية التي ساعدتني في تسجيلها في إحدى المدارس التي تقبلت وضعها. رئيس جمعية المصابين بالإيدز موسى أكد على ضرورة التعايش مع مرضى الإيدز وعدم النظر إليهم بسلبية.حتى ولو كانت إصابتهم بسبب أخطاء صدرت عنهم ،محذرا من أن استمرار هذه النظرة، سوف توجد لديهم العدوانية وتمتلئ نفوسهم بالحقد على الآخرين، مما يساعد على نشر المرض بين الأصحاء. مشيرا إلى حالات من هذا النوع جعلتهم نظرة المجتمع يعودون إلى الإدمان وتعدد العلاقات مما ساعد على نشر المرض وأصبحوا يقولون: (هي موته والسلام)، ومن أصعب الحالات (شخص أبلغناه بإصابته بالمرض وطلبنا منه أن يحضر زوجته لإعلامها بالأمر ،ولا أنسى حالة الانهيار التي أصابتها مااضطرنا لتهدئتها بإبرة مهدئة حتى نتمكن من السيطرة عليها بعد أن علمت أنها وطفلها الرضيع مصابان بالمرض).