أثار إقدام إحدى الجمعيات في تونس، على ابتداع تقليعة غريبة، سميت ب "عملية الحجة البيضاء"لتدريب الحجاج على أداء مناسك الحج، من خلال بناء مجسم للكعبة بأحد ملاعب كرة القدم، موجة من الانتقادات والاستنكارات الواسعة في تونس، حيث طالت الانتقادات، والاتهامات السلطات التونسية، بتورطها بالسماح ببناء مجسم ال "كعبة " . وقد أظهرت صور ومقاطع فيديو، نقلاً عن صفحة الجمعية التونسية للحج والعمرة ب"الفيس بوك"، الآلاف وهم يؤدون تمارين مناسك الحج، فيما شكلت مواقع التواصل الاجتماعي، أرضاً خصبة لتبادل الانتقادات والاتهامات، متداولين الصور التي يظهر فيها مجسم يشبه الكعبة المشرفة، بملعب لكرة القدم في تونس، حيث يطوف حوله مجموعة من المسلمين مرتدين ملابس الإحرام، رافعين أيديهم للسماء، وكأنهم يبتهلون. واعتبر مجموعة من النشطاء أن الفكرة "حرام شرعاً" مستندين في ذلك على حديث إعلامي لأحد مشايخ تونس، والذي اعتبر الأمر محرماً و مرفوضاً بحكم أن الكعبة لها مكان واحد فقط، كما هو موضح في الشرع الإسلامي، في حين اعتبرها البعض محاولة من أنصار الإخوان في تونس، لتغيير مكان شعائر الحج، بينما أيدها آخرون، معتبرين أن الهدف منها تدريب الناس على مناسك الحج. وقد نقلت بعض وسائل الإعلام العربية هذة الظاهرة بشكل موسع منتقدين هذا السلوك والتصرف الذي يتنافى مع الشرع ويثير البدع، ، حيث عنونت صحيفة الوطن المصرية "كعبة صناعية في قابس للتدريب على حجة بيضاء.. يا مثبت العقل والدين". من جهتها، ردت الجمعية التونسية للحج والعمرة، على الاتهامات بفيديو على موقع التواصل الاجتماعي، "فيس بوك" تشرح "عملية الحجة البيضاء"، مؤكدة أنها تهدف إلى التدريب على مناسك الحج مع اقتراب موسمه، والتعريف ببعض الطرق مثل الصفا والمروة، وكيفية الطواف حول الكعبة. وفق "المرصد". ورغم أن الأمر لا يختلف كثيراً عما تقدم عليه بعض المؤسسات التي تبني مجسماً للكعبة، بهدف التعليم على مناسك الحج والعمرة، أو الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، إلا أنه أثار جدلاً واسعاً، حتى ذهب البعض إلى القول إنها: "آخر تقاليع التجني على الإسلام". هذا وقد نشبت خلافات دينية كبيرة في تونس، خلال الأشهر الأخيرة بين مجموعة من التيارات التي بزغت بعد الثورة التونسية، حيث أصبحت تونس بؤرة للتطرف و التشدد، من خلال ظهور طوائف تستغل الدين لبسط نفوذها، و سيطرتها على مجموعة من المناطق.