قضت محكمة الاستئناف الفدرالية بمدينة "دنفر" التابعة لولاية "كولورادو" الأمريكية بالسماح للسجين السعودي، حميدان التركي، باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لتحريك دعوى قضائية ضد ممرضة السجن التي تجاهلت استغاثته وإلحاحه للعلاج من "حصى الكلى"، ما أدى لإصابته بالإغماء إثر نوبة ألم شديد تعرض لها. وذكرت صحيفة "دنفر بوست" أن قرار محكمة الاستئناف الفيدرالية بالسماح للحميدان بمقاضاة الممرضة جاء بعد رفض محكمة "أقل درجة" طلبا سابقا له بمقاضاة بعض المسؤولين بقسم "إدارة سجون ولاية كولورادو"، بدعوى أن جميع الأشخاص الذين سماهم حميدان في طلبه المقدم للمحكمة يتمتعون بحصانة تحول دون محاكمتهم. وتعود أحداث الواقعة التي يريد حميدان مقاضاة الممرضة "ماري سوزن روبنسن" بسببها إلى 5 أكتوبر 2008، عندما قام بإخبار المسؤولين بالسجن أنه يعاني من آلام شديدة في بطنه الأمر الذي تطلب استدعاء الممرضة "ماري" التي رفضت الإصغاء لاستغاثاته المتكررة أثناء الليل. وفق "عاجل". وبحسب سجلات المحكمة فإن هذا التجاهل كان السبب فيما شعر به حميدان من آلام شديدة في صباح اليوم التالي، إذ خرجت حصوتان صغيرتان من جسده، ما تسبب في تقيؤه وسقوطه من شدة الألم. وجاء في السجلات: "لقد ترك المدعي، الذي كان يعاني من آلام شديدة جعلته يشعر أنه سيموت، بلا أي مساعدة طبية لعدة ساعات ولم يحاول أي من أفراد الطاقم الطبي الملحق بالسجن تقديم أي علاج لتخفيف آلام المريض ولا حتى حاولوا طمأنته بأنه لن يموت وأن هذه الآلام عارضة"، بحسب الصحيفة. وحميدان التركي باحث سعودي يحضر لرسالة دكتوراه ومبتعث من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بقسم اللغة الإنجليزية، وذلك للدراسات العليا في الصوتيات، وهو حاصل على الماجستير بامتياز مع درجة الشرف الأولى من جامعة دنفر بولاية كولورادو، وحُكم عليه بالسجن 28 عامًا، بتهمة اختطاف خادمته الإندونيسية وإجبارها على العمل لديه جبرًا دون دفع أجرها وحجز وثائقها. وجرت عدة محاولات للإفراج عن الحميدان بعد قضائه 6 سنوات من مدة عقوبته، وذلك وفقًا للقانون في ولاية كولورادو الذي يسمح بخصم سنتين من مدة عقوبة السجين ذي السيرة الجيدة إلا أنها جميعها باءت بالفشل نتيجة لرفض لجنة الإفراج المشروط المعروفة ب"البرول" الإفراج عنه. وكانت السلطات الأمريكية خفّضت الحكم على التركي في عام 2011 من السجن 28 عامًا إلى السجن ثمانية أعوام. وانتهت آخر هذه المحاولات باتهام الحميدان بالتحريض على قتل "توم كليمنتس"، رئيس سجن الكولورادو، الذي قام، قبل أسبوع من تعرضه للقتل على يد أحد السجناء، برفض طلب الحميدان بالإفراج عنه ونقله للمملكة لحسن سلوكه في السجن.