أكد فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم" عبر موقعه الالكتروني أن شاشة السينما أصبحت قائمة الآن في كل بيت، وإن شئت قل في كل غرفة، توجد شاشة عرض سينمائية، لا تعرض فيلمًا واحدًا أو مادة جديدة فقط، وإنما تعرض العديد من الأفلام أو البرامج ، مشيراً إلى أن مجتمعاتنا العربية والإسلامية بحاجة إلى الانتقال من سياسة المنع إلى ثقافة المناعة. وقال الشيخ سلمان إن الفضائيات أتاحت اليوم لأعضاء الأسرة الواحدة المجتمعين حول الشاشة أن يشاهدوا وفي الوقت ذاته، العديد من المربعات التي ينتمي كُلُّ مربع منها إلى ما يهواه هذا المتابع، مما يُؤَكِّدُ أننا بحاجة إلى التعرف على المشكلة التي يواجهها مجتمعنا، وأن هذا الكم الإعلاني الهائل، أصبح واقعًا مشهودًاً. وتساءل فضيلته في حلقة يوم الجمعة من برنامج الحياة كلمة على فضائية mbc والتي جاءت تحت عنوان " الفضائيات": ما الفرق إذن بين السينما، وبين الشاشة، أو بين التلفاز ذاته؟!!... موضحاً أن المسألة من وجهة نظر فضيلته تتعلق بأمرين، هما: 1 المحتوى المعروض: أو المادة الْمُقَدَّمة، وهل هذه المادة مادةٌ أخلاقية تربوية، تبني نفوس الشباب وعقولهم، وتصنع منهم رجالًا للمستقبل، وتُهَيِّئُهم، وتبني خبراتهم، أم هي مادة هدامة، تحاول أن تلهيهم بالمتع الرخيصة عن بناء الحياة. 2 الضوابط: فكل شيء له ضوابط، ولم يعد الأمر خياراً ( أن تفعل أو لا تفعل)، فهذه الأشياء موجودة وقائمة، شئنا أم أبينا، لكن عندما يكون موقفنا هو موقف الرفض والسلب، مثل موقفنا السالب من التلفاز، والذي كان موقفاً فيه الكثير من الرفض والصرامة، لم يصمد أمام التغيرات الواقعية الهائلة الكبيرة، لكنه انعكس سلبًا علينا. فهذا الموقف السلبي أخَّر كثيرًا من مشاركتنا، وأوجد حالةً كبيرةً من التردد، ربما إلى اليوم عند بعض الناس، الذي يريد أن يكون منسجماً مع ماضيه، ومن هنا نجد تأخُّرًا كبيرًا في المشاركة الإعلامية اليوم.. ولذا فإن علينا أن ندرك أننا عندما نأخذ بمبدأ المنع والرفض المطلق، فإن هذا الجدار المانع الرافض قد ينهدم بلحظة أو بأخرى، وفي الوقت ذاته يبقى الناس- لأنهم منطلقون من دائرة الرفض والمنع والتخوف- بعيدين عنه، وبالتالي لا تكون هناك مشاركة إيجابية. موضحاً أن في البلاد الغربية صناعة ضخمة للسينما، حيث يكون هناك نوع من الإغراء على شباك التذاكر، حتى يتم تعويض الكثير من قيمة الفيلم التي تبلغ أحيانا مئات الملايين من الدولارات، لكنّ وجود هذه الشاشة في المنزل، جعل الحديث عن السينما، ربما ، متأخرًا إلى درجة كبيرة. حوار اجتماعي وتعقيبًا على مُدَاخَلَةٍ تقول: إن التليفزيون أول ما بدأ بثه، واجه صدودًا وإعراضًا من المتدينين - فيقال، والله أعلم بهذا القول هل هو صحيح أم لا- أنه قيل لأهل الدين: خذوه وأشرفوا عليه. فلو أنهم أشرفوا عليه، وجعلوه منطلقًا للدعوة، لكان حالنا مختلفًا جداً.. والأمر كذلك في السينما، ينبغي ألا يتكرر فيه ما حدث بالأمس، فالأفضل أن يدار بيد العقلاء وليس غيرهم كما حدث في الإعلام السابق..... قال الشيخ سلمان العودة: عندما يكون هناك موقف رفض مطلق، حينما ينكسر الجدار، ويفرض هذا الأمر كواقع قائم، سيكون انتصارًا لفئة على أخرى، لكن حينما يكون هناك حوارٌ اجتماعي، في التعامل مع هذه الأشياء المستجدة، وكيف يمكن أن نقدمها بطريقة مُرْضِية للناس، لا تستفز مشاعرهم ولا تستفز عقولهم، ولا تدعوهم إلى الرفض، وتحاول أن تُهَدِّئ من مخاوفهم؛ لأن الناس في النهاية، عندهم خوف، وهذا الخوف قد يكون مشروعًا، وقد يكون طبيعيًّا على أقل تقدير، فالحاجة ماسة، على أن يكون هناك حِرَاكٌ اجتماعي، بصدد التفاهم بين مكونات المجتمع، سواء كانت رسمية أو شعبية، أو اتجاهًا أو آخر.. وأن يكون هناك نوع من الطمأنة التي تسمح للمجتمع أن يتعاطى مع المستجدات التقنية بشكل إيجابي. الفضائيات.. والمرأة وتعقيبًا على مُدَاخَلَةٍ من الدكتورة الجازي الشبيكي، تقول: أشيد إشادة كبيرة بدور الفضائيات الهام في حياة البشر في هذا العصر، ولا شك أننا استفدنا منه في العالم الإسلامي في جوانب كثيرة.. ولكن عجبي على هذه القنوات بصفتي امرأة سعودية، هو تركيز هذه القنوات في أحيان كثيرة على بعض القضايا الجانبية للمرأة السعودية، واعتبارها قضايا أساسية، وتسليط الضوء على جوانب سلبية، ومشاكل أسرية للمرأة السعودية، والتغافل أو التجاهل عن الجوانب الإيجابية العديدة للمرأة السعودية.. أنا لا أطلب برامج تنفيذية أو مدحًا أو ثناء للمرأة السعودية التي هي أهل لذلك. ولكن أطلب من القنوات الفضائية طرح قضايا المرأة السعودية بعدل وإنصاف..وأقول عدل وإنصاف لامرأة استطاعت خلال سنوات قليلة في تاريخ حضارة الأمم، أن تكون لها مكانتها وإنجازاتها في مختلف مجالات الحياة، سواء كانت ربة أسرة أو موظفة، أو مدرسة جامعية، أو معلمة، أو تعمل مثلًا في القطاع الخاص، أو غيره.. فقط نريد إنصافًا من القنوات الفضائية في تسليطهم الضوء على المرأة السعودية، أو في طرح مواضيع المرأة السعودية بشكل عام، وأشكركم جزيل الشكر....قال الشيخ سلمان: نعم، هذا صحيح. بين الإثارة والأهمية وأضاف فضيلته: دون شك، أن الإعلام فيه قدر كبير جدًّا من الإثارة، وهذا ليس خاصًّا بالفضائيات، فأنت تجد ذلك في الصحف، وفي الفضائيات، وفي مواقع الإنترنت، من التركيز على مواقع الإثارة، وقد لا تكون ذات أهمية، وأحيانًا نتجاوز بعض القضايا المهمة لأنها غير مثيرة! وصناعة الإعلام الناجح هي: كيف نستطيع أن نحقق الإثارة والأهمية في الوقت ذاته. وأردف الدكتور العودة: أن من إيجابيات الفضائيات، أنها وضعتنا أمام واقع، ربما لم نكن لنختاره، فكنا سنواصل العيش ضمن الإطار الذي كنا عليه في الماضي، هذه الفضائيات جعلتنا مضطرين إلى التعاطي مع الحرية كواقع يدق أبوابنا وبقوة.. ولذلك فالخيارات أمامنا فيما نشاهد وفيما نسمع، وفي تصرفاتنا وفي سلوكياتنا على ضوء الفضائيات، أصبحت كبيرة جدا، مما اضطرنا إلى تعديل أساليبنا.. ولكن علينا أن نعمل على استثمار هذه الحرية في صناعة أساليب أكثر نضجًا، وأكثر ملائمةً للعصر، وأكثر انسجامًا مع أصل القيم الإسلامية، بدلًا من روح التقليد التي كانت تسيطر على مجتمعنا. تقبل النقد وأكد الشيخ سلمان على أن أفضل الحلول في مواجهة الفضائيات، أن ندرب مجتمعنا، السعودي، والعربي، والإسلامي، على النقد، ونتجرأ على النقد حتى نُسِيغَهُ، فالنقد مادة صعبة جدا عندنا، على الصعيد السياسي، والمعرفي والفقهي، والشرعي، والاجتماعي، فنحن لا نتقبل النقد إلا أن نكون مكرهين أو مضطرين، وهذا الأسلوب الناقد ربما نحن بحاجة إليه.. وقال فضيلته: إن الأمر أيضا ينطبق على المرأة السعودية، فلماذا لا نتقبل النقد- النقد صعب!- وقد نضع مقدمات أحيانا، ونقول نحن نرحب بالنقد، ونفرح بالنقد، والنقد البنّاء، ولكن من الناحية العملية نخفق في التجربة الميدانية؛ فنفوسنا لم تتهيأ لقبول النقد، وإذا تهيأت لقبول النقد، فهي تقبل جرعةً بسيطة منه، ولا أدل على ذلك، من أننا كثيرا ما نبدأ في معالجة النقد، بأن يقول الواحد منا: أنا والله بشر..، أنا بشر! هذا مما لا يحتاج إلى تأكيد، والحديث عن بشريتك، ما هو إلا تعبير عن رفضك للنقد؛ لأن الإنسان الذي يتقبل النقد، يتعامل معه بشكل مباشر، ولا يحتاج إلى مقدمات طويلة عريضة. وأضاف: سوف تضطرنا هذه القنوات التي تطرق قلوبنا وعقولنا بعنف في أحيان، وبرومانسية في أحيان أخرى، إلى تعديل أساليبنا في التعامل الأسري، وفي التعاطي مع المرأة، وفي التعاطي مع حقوق الإنسان، وفي الطفل والتربية.. وإلا سيكون هناك أثر سلبي وخطير وهدام. الواقفون على الإعلام وتعقيبًا على مُدَاخَلَةٍ من أحد المشاركين في البرنامج يقول: الكثير من الناس يتصورون أن من يقف على هرم الإعلام صفوة الخلق وعقولهم! للأسف الشديد! على الرغم من أنهم يقدسون أشياء أكثر من الإسلام. قال الدكتور العودة: إن من يقفون على الإعلام هم جزء من هذا المجتمع، لا نستطيع أن نقول إن لهم خصوصية، أو مزيدًا من الفضل، ولا نستطيع أن نقول: إنهم يختلفون عمن سواهم، ولا نستطع أن نمدحهم ولا أن نذمهم، ندع أعمالهم وأفعالهم هي التي تمدحهم أو تذمهم. شارع إبليس وعلق الشيخ سلمان العودة على مداخلة تقول : إن أحد الشوارع في الرياض كان يُطْلَقُ عليه منذ سنين "شارع إبليس"، بسبب بيع أجهزة استقبال الفضائيات فيه، لكن يبدو أن الناس الآن كلهم أصبحوا يرتادون هذا الشارع، دون أن تكون هناك أي مشكلة، بل كان السؤال الأكبر في أذهانهم: لماذا؟! كان هذا محرمًا وبقوة، بل إن منابر المساجد والدروس العلمية كانت تُحَذِّرُ بشدة من هذا الطبق اللاقط، لماذا كان هذا بالأمس، واليوم لم يعد هذا التحريم، بل أصبح ترغيبا ؟! قال الشيخ سلمان: نعوذ بالله من إبليس وجنوده أجمعين..هذا نموذج صارخ جِدًّا لحجم التغير الذي يطال المجتمعات العربية والإسلامية، ويطالها على حين غِرَّة، وبدون سابق إعداد أو تخطيط أو تهيؤ للاستقبال، فضلًا عن القدرة على المنافسة.. ولعل تسارع العولمة وتداعياتها، ودمج العالم كله في وتيرة واحدة وقرية واحدة، أدّى إلى نتائج بعيدة، لعل هذا يصلح أن يكون مثالًا جيدًا لها.. وأضاف فضيلته: إن هذا الأمر بحاجة إلى إلقاء الضوء عليه، لا لنوبخ أنفسنا ونجلد ذواتنا، ولكن لنستفيد؛ لأن وتيرة التسارع قوية، وما كان يحدث بين كل 500 سنة، أصبح يحدث كل ساعة وكل دقيقة، في التغيرات الإعلامية والعالمية، ولعل هذا مثالٌ لها، ويستحق أن نقف عنده طويلًا.. فتوى التحريم ورَدًّا على سؤال حول : أيهما كان صحيحًا، فتوى التحريم المتشددة، أم فتوى التساهل الحالية ؟!..... أجاب الشيخ سلمان قائلا: التحريم لم يكن تحريمًا أصليًّا، فبعض الفقهاء والمفتين، بسبب شدة غيرتهم على المجتمع، أصدروا فتاوى أخذوا فيها بما يغلب على ظنهم أنه المصلحة في ذلك الوقت، أو بما يغلب على ظنهم أنه هو الاستخدام الأكثر لمثل هذه الأطباق، وهذا ينتمي إلى ما يمكن أن نعبر عنه ب (ثقافة المنع)، والتي تعتمد في حالات كثيرة جدًّا على السلطان، أو السلطة، كما في الأثر الذي نتداوله كثيرًا، عن عثمان رضي الله عنه، "إن الله لَيَزَعُ بالسلطان ما لا يَزَعُ بالقرآن". وتابع فضيلته : لكن الممنوعات الآن في عصر العولمة، تضاءلت إلى حد كبير، فليس سِرًّا أن الحكومات والدول- في فترة قريبة جدا، نحن عشناها- كانت تمنع، لا أقول الأطباق، بل كانت تمنع بث بعض الإذاعات، مثل البي بي سي، التي ربما تنشر خبرًا هنا أو خبرًا هناك، وتشوش عليها! أما الآن فقد أصبح داخل الدول ألوان من البث الفضائي والإذاعي، لا تتحكم فيه الدول، بحكم اندماجها ضمن اتفاقية الجات، ثم حالة العولمة؛ حيث تشير بعض التقارير إلى أنه من المتوقع أن يصل عدد الفضائيات في العام خلال 2010 إلى 60 ألف قناة فضائية على مستوى العالم! هذه القنوات تخدمها كميات هائلة جدًّا من شبكات الأقمار، ويمكن أن تُسْتَقْبَلَ في أي مكان بواسطة جهاز لا يساوي شيئًا بالنسبة لقيمته !! ويرى الدكتور العودة أنه -وإن كانت هناك قنوات الأفلام التي تُشَاهَدُ بواسطة اشتراك؛ لأنها قنوات مشفرة- فإن الكم الأعظم والهائل من هذه القنوات مجاني..يحصل الإنسان عليه، بمجرد امتلاك جهاز استقبال. تناقض كبير وأشار الشيخ سلمان إلى أنّ هناك تناقضًا كبيرًا، فيما يتعلق بمنع استيراد أجهزة استقبال القنوات الفضائية، ففي الوقت الذي لا يزال منع استيراد وبيع هذه الأجهزة قائمًا في المملكة، كان هناك أناس يقومون بتسريبها وتهريبها، ثم آخرون يقومون ببيعها، ثم نجد أن جهة رابعة تقوم بمصادرتها..! فكانت عملية هزلية، أو أحيانا عبثية. وقال فضيلته: ولم يعد هناك حظر الآن على المنع من الناحية العملية إطلاقًا، بل أصبح هناك توسع شديد في بيع وشراء هذه الأجهزة، مع وجود أصل المنع، وهنا نكتشف أن قوانين كثيرٍ من البلاد العربية والإسلامية، لم تتواكب مع هذه الطفرة الهائلة. وكذلك ثقافة المتلقي، سواء كان متلقيًا عاديًّا، داخل الأسرة، أو حتى كان مسئولًا، لم يستوعب بَعْدُ خطورة هذا الأمر. وأضاف فضيلته: إن مثل تلك الفتاوى المانعة كانت تنتمي إلى ما يمكن أن نعبر عنه بدائرة المنع، الذي ينطلق من منطلق الحب والغيرة والخوف، ولكن لم يعد هذا مُجْدِيًا في هذا العصر، فقد صار هناك حاجةٌ للانتقال إلى ثقافة المناعة، وليس سياسة المنع. أدق الخصوصيات وتعقيبًا على مُدَاخَلَةٍ تقول: إن الشارع العربي صيغ في نداءات إذاعية قديمة، وكانت الإذاعة سيدة الموقف، وأسهمتْ نوعًا ما بتشكيل الرأي العام السياسي.. أما الفضائيات التليفزيونية الآن، فلا تصبغ لشارع بنظرة سياسية فقط، بل تصوغ أدق خصوصيات الأسرة من الألف إلى الياء.... قال الشيخ سلمان: نحن لا نضيف جديدًا حينما نتكلم عن الأثر الكبير والخطير للقنوات الفضائية على الناس، كما يجب أن ندرك أن اعتياد الناس على مشاهدة هذه القنوات قد يُخَفِّفُ من هذا الأثر، لكنه يصنع أثرًا تراكميًّا كبيرًا جدًّا ، خاصة بالنسبة للمراهقين، والأطفال- الأولاد والبنات- كما أن هذه القنوات تصنع عندهم قيمًا جديدة، وأنماطَ سلوكٍ جديدة فيما يتعلق باللباس واللغة، والأخلاقيات. وأضاف فضيلته: هناك استطلاعات رأي كثيرة جدا، تتكلَّمُ عن انحرافات متعددة، منها ما يتعلق بالتعاطي، أو بالممارسات الجنسية، أو بالشذوذ، وبشكل عام تُقَدِّمُ القنوات الفضائية ثقافةً استهلاكية، فنحن شعوب استهلاكية حتى في صعيد القنوات! مُشِيرًا إلى أن معظم المادة التي يتلقاها الناس، مادةٌ أجنبية، تُقَدَّمُ لنا "مدبلجة"، أو مترجمة، وأحيانا تُقَدَّمُ لنا باللغة العربية أيضًا، ولكنها تظل ثقافةً أجنبية، وقيمًا أجنبية، تُؤَثِّر على الكبار، كما تُؤَثِّرُ على الصغار. وأكد الدكتور العودة ضرورة الاهتمام بالأطفال والصغار، مُشِيرًا إلى أن أقل من 5 % من القنوات العربية موجهةٌ للأطفال، كما أن أحد الدراسات تشير إلى أن أكثر من 93 % من الأولاد والبنات يشاهدون ويتابعون بشكل مستمر ما يسمى بقنوات الغناء أو الفيديو كليب، سواء كان عربيًّا أو غير عربي، إما إعجابًا بشكل المغني، أو المغنية، أو تَعَلُّقًا بالكلمات، أو بحثًا عن الجو الرومانسي، أو ما شابه ذلك! وحذر فضيلته من أن هذا (الإدمان المستمر) من قِبَلِ الأطفال للقنوات الفضائية يُحْدِثُ دون شك تأثيرًا كبيرا في نفسية هؤلاء الصغار وفي عقولهم وقيمهم، وأخلاقهم، وأنماط حياتهم، وسلوكهم، وهذا التأثير سيظل موجودًا، حتى لو أنهم تخلصوا منه في مرحلة من المراحل.. أو تجاوزوا هذه المرحلة، فإن هذا التأثير سيظل يصنع عندهم الشيء الكبير. ولذلك نُوَجِّهُ رسالةً قويةً جدًّا هنا، للآباء، للدعاة، للخطباء، للمسئولين: أن هناك خطرًا كبيرًا، وبصمةً واضحةً وقويةً، تصنعها القنوات الفضائية في نفوس أولادنا وفي نفوس بناتنا، وأن مجرد الحديث الشفوي عن هذا الموضوع، أو مجرد المطالبة بالمنع أيضا، لا يكفي في حل هذه المشكلة. إيجابيات وسلبيات وفيما يتعلق بإيجابيات وسلبيات القنوات الفضائية... أوضح الشيخ سلمان: لقد قدمنا قراءة للجوانب الإيجابية والسلبية عن التلفزيون في الأسبوع الماضي، وأظن أنه سيكون الكلام كما قال أبو العلاء : ما أرانا نقول إلا مُعَارًا أو مُعَادًا من قولنا مكرورَا فهناك جوانب إيجابية للقنوات الفضائية، خاصة فيما يتعلق بالتنوع، والاطِّلَاع على ثقافات الشعوب الأخرى، إضافةً إلى إمكانية وجود لغة عربية مشتركة وبسيطة تجمع بين الشعوب العربية والإسلامية وتبتعد عن التقعر، والكلمات المعجمية، وتُوجِدُ نوعًا من الترابط، فضلا عن المنافسة الإعلامية ذات الطابع القِيمي. وأردف فضيلته: لكن علينا أيضًا أن ندرك أننا شعوب استهلاكية في مجال السلعة الثقافية الإعلامية- إن صح التعبير – كما أننا شعوب استهلاكية في مجال السلع المختلفة! فإذا نظرنا إلى كم الأفلام أو المسلسلات، أو القنوات التي تُبَثُّ من أمريكا، أو تبث من أوروبا، أو من أي مكان في العالم، ستجد أنها كم هائل جدا، بالقياس إلى ما يُبَثُّ عربيًّا، حتى إن ما يُبَثُّ عربيا، ينتمي جز منه إلى قيم هذه الأمة، ولكن هناك جزءًا آخر، قد لا يختلف عن غيره، إلا من حيث اللغة التي يستخدمها! نذر وقرض ورَدًّا على سؤال حول حكم من نذرتْ أن تذبح خروفًا أمام باب البناية، لكنهم غيروا البيت ؟؟... أجاب الشيخ سلمان، قائلا: ، باب البناية لا علاقة له بذبح الخروف، ولا يُوَفَّى بالنذر؛ لأنه قد يكون فيه اعتقادٌ فاسِدٌ أحيانًا. لكن عليها أن تذبح خروفًا، وهذا الذي يجب عليها أن تُوَفِّيَ به في أي مكان، ويمكن أن تجمع عليه قرابتها، أو حسب نيتها، إذا كان للفقراء أو المساكين. ورَدًّا على سؤال حول حكم من أخذتْ قرضا من بنك، ولم تستطع الوفاء، هل يمكن أن تحج..... قال الدكتور العودة: عليها أن تتوب إلى الله سبحانه وتعالى، وتنوي ألّا يتكرر هذا منها، وبالنسبة للحج، نعم لها أن تحج، ولكن لا تحج من هذا القرض؛ فإن الله سبحانه وتعالى لا يقبل الحج، إلا أن يكون من مالٍ حلال. إسقاط الجنين ورَدًّا على سؤال حول حكم من أنزلت الجنين في الشهر الثالث بعد أن نصحها الأطباء بذلك.... أجاب الشيخ سلمان: كنت أود أن نسمع من الأخت السائلة بالضبط، عمر الجنين كم ؟ تقول الشهر الثالث، يمكن يكون عمره مثلا 70 يومًا، أو 65 يومًا، أو 80 يومًا، فهذا كله يصلح في الشهر الثالث، يقال في الشهر الثالث. وطبعا الإنزال والإجهاض لا يكون إلا إذا كانت هناك حاجة ماسة أو ضَرَرٌ أو خطر، وبالتأكيد إذا كان الجنين وصل 120 يومًا فلا يجوز إسقاطه؛ لأنه نفسٌ نُفِخَتْ فيها الروح، وإسقاطه يُعْتَبَرُ قتلًا. وكذلك إذا كان في التسعين يومًا، أو 85 في الغالب يكون تخَلَّق، في هذه المرحلة، ولا يسقط إلا في ضرورةٍ قصوى، أو خطرٍ على حياة الأم.. أنظمة الإقامة وتعقيبًا على مُدَاخَلَةٍ من أحد المشاركين في البرنامج، يقول: مقيم في المملكة، وأشير لمقال الدكتور عائض القرني، في جريدة الشرق الأوسط، يوم 4 نوفمبر، خلاصة،المقال، يقول : إن الناس سواسية كأسنان المشط، ولكن نحن المقيمين هنا، هناك أمور، في مهنٍ يمنع عنها الاستقدام، ورغم أن الظروف شغل مناسب، الكفيل موافق، هل هذا يجوز.... قال الشيخ سلمان: هذا قد يكون تنظيمًا، لا نستطيع أن نتدخل فيه، بحكم أنه عندما يكون هناك حاجة للناس الموجودين في البلد أصلا، قد يختار المقيم مهنًا أخرى. وأضاف فضيلته : لكن السائل ربما يكون قد تكلم عن نقطة، قد ذكرناها كثيرا.. وهي ضرورة التعامل مع من يقيم في السعودية، أو في أي بلد إسلامي آخر، بتعاملٍ أخلاقي راقٍ، بعيدًا عن أي روح عنصرية، يمكن أن تؤثر في التعامل مع الآخرين، وهذا كثيرا ما يشتكيه الناس، فبلاد العرب وبلاد الإسلام كلها، تنتمي إلى مبدأ واحد، ودين واحد، وثقافة واحدة، وأخلاق واحدة، والإنسان الذي جاء وأقام، لم يأتِ ليأخذ الراتب، وإنما جاء ليقدم الخدمة والخبرة، والتجربة، والتعليم، والبلد مدينٌ لكثير من أولئك الناس الذين قدموا خدمات للبلد كان في أَمَسِّ الحاجة إليها في وقتٍ ما.