انقسم المشاركون، في هذه العينة المختارة من الاستفتاء، بين مؤيد ومعارض لفكرة إنشاء صالات خاصة لعرض الأفلام السينمائية العربية والأجنبية، على أن بعضهم أبدى موافقة مشروطة، في حين كان البعض متخوفا من عواقب التنفيذ، وأبدت فئة أخرى ترددا بين تأييد الفكرة ومعارضتها. محمد: السينما إن استخدمت للخير وقام عليها أهل خير، فأهلا وسهلا.. أما إن قام بها رقاصون وراقصات فهذا لا يرضاه عاقل.. Fat: أنا مع سينما قوية تعبر عن الشعب السعودي.. أنا مع سينما يكون القائمون عليها ليس عليهم أي ملحظ أخلاقي، بل يجب أن يكونوا حرفيين بدرجة عالية.. أتمنى أن يكون لدينا سينما تكشف عيوبنا وأخطاءنا وتعلمنا. علي: أنا أرى أن القنوات بما فيها «مع عدم رضانا بها» فيها من الأفلام والأغاني الشيء الكثير ولكن لا نريد أن يصل الأمر إلى حد التصريح بها والمجاهرة، وفي فيلم «مناحي» نفسه لقطات دخيلة على المجتمع السعودي رغم بعض المحافظة أيضا. د. كويس: سؤال بسيط: لماذا نبدأ من حيث بدأ الآخرون؟ أريد جوابا منطقيا عن إفرازات قرن كامل من الزمان = 100 سنة من عمر السينما في مصر، ماذا أفرزت؟ وما القيم الجيدة التي ساهمت في تعزيزها؟ وكم هي القيم السلبية التي ساهمت في تكريسها؟ يؤسفني ويؤلمني أن نجد قامة علمية كبيرة بحجم الدكتور سلمان العودة يطرح موضوع السينما بشكل تنظيري محض لا رصيد له من الواقع! فحين يقول فضيلته: إن السينما وسيلة، يمكن استثمارها في الخير، فإنني أطرح عليه وعلى من يؤيده سؤالين ساذجين: الأول: هو ما ذكرته عن واقع السينما في مصر. والثاني: أن الإسلاميين بعد مخاض طويل خرجوا ببضع قنوات أكثرها دون المستوى المطلوب، فهل يتوقع شيخنا أبو معاذ أو غيره من الفضلاء الذين يرون رأيه أن ينجح الإسلاميون في إنتاج أفلام سينمائية تكلفة الواحد قد تصل إلى عشرات الملايين من الدولارات؟ هذا وهم وسراب! وعلى فرض القدرة على ذلك: فإن التنظير والقياس على الشاشات الموجودة في البيوت قياس مع الفارق، بل هو مع احترامي يدل على ضعف في التصور، ويدل على جهل بخطط من يروجون لها، ولو كانا سويا لقضي بالفضائيات على صالات السينما، ولما بقيت بعد اختراع شبكات التلفزة، ومن يدعون أنهما سواء لماذا إذن يطالبون بها؟ ويستميتون في فرضها؟ ولماذا لا يكتفون بالفضائيات عنها؟! ثم إن من يشاهد الفضائيات في بيته مهما بلغ فجورها فإنما إثمه على نفسه، وقد استتر بإثمه، وربما لا يشاهده أحد حال معصيته إلا الله، لكن السينما، يترتب عليها خروج، ومواعيد، ولقاءات،... إلى آخر السلسلة! وختاما: إن من طبيعة المفسدين التي ألفناها منهم أنهم يعرضون فسادهم خطوة خطوة، ولن يتوقفوا عند حد إنشاء صالات العرض السينمائي وعرض الأفلام فيها، وإنما سيطالبون بتوطين السينما كما حصل في مصر في بدايات القرن الماضي، وتوطينها يستلزم تخريج جيش من أبناء البلد وبناته ليكونوا ممثلين ومخرجين ومنتجين ومصورين وغير ذلك، وهذا الجيش العرمرم لا يمكن تخريجه إلا بإنشاء أكاديميات ومعاهد متخصصة في السينما، وبعثات طلابية للجنسين تدرس السينما في الخارج، ثم ستكون الحاجة ملحة لإنشاء مدن سينمائية، واستوديوهات للتصوير وغير ذلك مما يكلف أموالا طائلة في سبيل الشيطان، والسلسلة لن تنتهي. وأما دعوة البعض بإنشاء سينما نظيفة فهي أحلام مخادعة لا رصيد لها من الواقع؛ وهاهي السينما يمضي عليها نحو قرن من الزمان في بعض البلاد العربية، فكم هي نسبة الأفلام السينمائية التي حثت على فضيلة أو حذرت من رذيلة، أو عالجت مشكلة؟! عبدالإله لافي الصبيح السلام عليكم بالنسبة للسينما فهي مثلها مثل غيرها تستخدم في الخير وفي الشر، لكن المتعارف عليه بيننا أنها للشر، وأنا سؤالي إلى متى ونحن نرفض كل شيء؟ هل الإسلام قائم على الرفض أم أن الأصل الإباحة؟ ولا يحرم الشيء إلا إذا طرأ عليه بعد ذلك ما يحرمه؟ ثانيا ما المانع في استخدامها لتثبيت القيم والأخلاق؟ وهنا ندائي للتجار وأهل المال ممن عرفوا بالخير والصلاح أن يستغلوا أموالهم في هذا المجال. ثالثا: إلى متى ونحن عالة على غيرنا دائما من يحملون الأفكار الهدامة يسبقوننا إلى مثل هذه الأشياء ثم نأتي نحن بعدهم وقد وقع الفأس بالرأس؟ رابعا: هل وسائل الدعوة توقيفية أم اجتهادية؟ هي بلا شك اجتهادية.. ألم يكن النبي صلى الله عليه وسلم استخدم في عصره جميع الوسائل من خطبه ومراسله وإتيان القوم في أماكنهم وقلم وسنان وضرب أمثال إلى غير ذلك.. ألا يوحي لنا ذلك بأن نستخدم جميع الوسائل في عصرنا ومنها السينما لنشر أفكارنا ومعتقداتنا. إخواني أتمنى أن تتوسع مداركنا وألا نحكم على الشيء من خلال ما تربينا عليه ونحن صغار، فالإسلام والله كبير، فلا نصغر بأفكارنا. المستنبط والله إني حائر.. فهذا الموضوع فيه خير عظيم.. ولكن قد يكون الشر أعظم! قد توصل به رسائل ويصلح به أقوام.. ولكن قد يفسد به أكثر وتزل به أقدام الكثير. وفي النهاية ليس لي رأي والله أعلم. سمير آل بهيان كما أن للصحن الفضائي والإنترنت والتلفاز والجوال وأمور كثيرة من تقنيات العصر جوانب إيجابية وسلبية، فكذلك للسينما جوانب إيجابية وسلبية.. ولكن أن نقول إن السينما سلبية كلها فهذا خطأ.. إذ إن الذي يقوم على السينما بشر، والله يقول «وهديناه النجدين». فالحكم على السينما يبدأ من العمل القائم إذا كان خيرا فهو خير وإذا كان شرا فهو غير جائز، فالسينما تستخدم في الخير والشر فمتى استخدمها في الخير أثيب عليها ومتى استخدمها في الشر عوقب عليها كما هي حال المسرحيات، فرأينا المسرحيات الهادفة والبناءة التي فعلت على ضوابط شرعية، فالحكم على الشيء حسب الاستخدام أما السينما فهي آلة لا أكثر. أبو عمر ما الذي ستضيفه السينما للمجتمع السعودي؟ إذا كان الآن في كثير من البيوت ما يسمونه المسرح المنزلي لعرض الأفلام وفي نفس الوقت جميع الأفلام تعرض في القنوات وما لا يعرض موجود على الشبكة أو يباع. إذن لماذا السينما الآن؟ هل هي وسيلة تعليمية أم تثقيفية؟ الجواب يعرفه من يشاهدون الأفلام.. وكم نسبة تلك التي يمكن تصنيفها كأفلام جادة تتعلق بالتاريخ أو عرض قضايا هادفة في مقابل العدد الهائل من أفلام العري والجريمة بل والدعوة إلى الضلال كالأفلام التي تروج لعبادة الشيطان مثلا. وإذا كانت السينما وسيلة ترفيه فهل هي المناسبة للمجتمع؟ أم سيقولون إن العرض سيكون وفق الضوابط الشرعية وسيكون صالات للرجال وأخرى للنساء! بصراحة المسألة من وجهة نطري امتداد لموضوع قيادة المرأة وخروج المرأة للعمل والاختلاط بالجامعات والاختلاط بأماكن العمل وموضوع إغلاق الأسواق وقت الصلاة.. أبو وصال: سأكون واضحا وصريحا، بهذه العقليات لن نسود الأرض، ولن نكون خلفاء الله في أرضه.. عقول تعجز عن الابتكار والإبداع والتفكير في كيفية المبادرة واستخدام دور السينما بشقها الإيجابي، ثم لنكن واقعيين، «ستوجد السينما شئنا أم أبينا»، شاهدنا هذا السيناريو مع الراديو ثم مع التلفاز المحلي ثم مع الفضائيات والإنترنت، وللأسف فإننا لا نعمل شيئا سوى الإنكار، ثم نحاول تدارك الوضع في وقت متأخر. سبحان الله! ألا نتعظ؟ ألا نتفكر؟ انظروا إلى بعض القنوات الإسلامية ومدى تأثيرها في شرائح المجتمعات الإسلامية، فكيف إذا بدأت هذه القنوات من البداية بتخطيط وعمل احترافي متقن؟ أكيد ستكون أفضل وذات تأثير أكبر، انظروا إخوتي إلى قناة العفاسي، وهذه فكرة فردية من شيخ أحب أن يقدم عملا متقنا هادفا بناء دعويا لأمته، كيف إذا كانت الأفكار وفرق العمل «مؤسسية» تقوم على مجموعة من أهل الخبرة والإبداع؟ وكما قال شيخنا العلامة سلمان العودة في تربية المجتمع «ثقافة المناعة أفضل من ثقافة المنع،» وأضيف: ثقافة المبادرة أفضل من ثقافة البكاء على اللبن المسكوب. «شمس» للأسف السينما شر لا بد منه. ولحل هذه المعضلة، لا بد لنا من المطالبة فقط بعرض الأفلام الوثائقية والتعليمية عن حياة الصحابة الكرام مثلا أو عن حياة العلماء والأنبياء، وحتى عن أفلام شبابية تحتوي على مسائل تطوير الذات في حدود ما يرضاه ربنا عز وجل، فتمنع الموسيقى مثلا وظهور النساء. هذا الأمر من شأنه أن يمكننا من الاستفادة وتحويل السم إلى عسل عن شبكة «الإسلام اليوم»