ضاعت منها البداية واحتارت الكلمات في حلقها عندما تصدرت المنصة واستقبلت الحاضرات لتحكي تجربتها المولمة والمحزنة ,إذ لم يكن سهلاً عليها أن تسترجع أياماً مريرة وسنواتٍ من الضياع في ظل التعاطي والإدمان . هذا ما تصدرت به نوره الحويتي في صحيفة "الرياض" يوم أمس خبر تغطيتها الخاصة لحالة "مها" التإبة من الإدمان , وذلك في ختام الملتقى التوعوي بأضرار المخدرات الذي أقامه القسم النسوي بالمديرية العامة لمكافحة المخدرات بالتعاون مع إدارة نشاط الطالبات بجامعة الملك سعود بعليشة , والذي إختتم فعالياته نهاية الاسبوع الماضي بمحاضرة توعوية قدمتها عواطف الدريبي حول أسباب التعاطي والطرق السليمة للوقاية والعلاج . لتبدأ الحكاية وتتلعثم الكلمات ويختلط على الحاضرات الحزن والفرح معاً , حزناً على ماتعرضت له من الم ومعاناة , وفرحاً بتوبتهاوتعافيها من تعاطي المخدرات .. " تقدمت المتعافية " مها " بكل شجاعة , وبخطوات من الأمل نحو حياة سليمة بعد أن كانت تخلصت من المخدرات بفضل ما تملك من شجاعة وإيمان بأن الله سيساعدها ما دامت تنوي التوبة وأنه يعلم حقيقة مصيبتها وبأنها كانت ضحية لخطأ أهلها الذين زوجوها برجل يتعاطى المسكر بالرغم من علمهم بحقيقته وسوء أخلاقه لمجرد أنه قريبها. وبعد ثمانى سنوات نجح في إيقاعها ليصبحا شريكين في الإدمان فيوهمها أنها مريضة وتحتاج إلى فيتامينات ومنشطات جنسية مستغلاً جهلها وقلت خبرتها ويحقنها بالهروين حتى أدمنته. تقول " مها " عشت سنتين ونصف من الإدمان وفي قلب الخطر مع زوج مدمن يحشد كل يوم عددا من المروجين والمجرمين في بيتنا، دفعنا كل ما نملك وبعنا كل شيء من أجل الحصول على جرعات المخدر كانوا أطفالي الخمسة ينامون جياعاٍ ويعيشون حياة عشوائية بلا تعليم ولا عناية ويتلقون أصناف العنف مني ومن والدهم حتى أصيب اثنان منهم بمرض جلدي من الإهمال وسوء التغذية، وكنت مستاءة من الحال التي وصلت لها وضاقت بي الدنيا فلم يعد لي أهل أو أصدقاء التجأ إليهم، وفي ليلة قيظ الله لي فيها الهداية وبعث في نفسي شجاعة لم أعهدها بعد أن رأيت ابنتي ذات الأربع سنوات يلتقطها والدها من فراشها ليضعها رهناً عند أحد المروجين حتى يؤمن له ثمن جرعته حينها شعرت بقوة خفية تدفعني لأن أتخلص من هذا السم القاتل وأعالج نفسي وامتنعت عن المخدر لمدة يومين بعد أن استودعت إحدى قريباتي أولادي ذهبت إلى مجمع الأمل وهناك سقطت عند بابه مدمنة وخرجت إنسانة مختلفة أريد أن احتضن أولادي وأكفر عن خطيئتي في حق نفسي وحقهم، وما جئت اليوم إلا لتأخذوا أخواتي وبناتي الطالبات العبرة وتقولوا لا للمخدرات. قصة " مها " التائبة أبكت الحاضرات وأثارت فضول الطالبات وأخذن يسألنها عن تفاصيل كثيرة فوضحت أنها لم تتخلَ عن زوجها المدمن ونصحته بالعلاج والتوبة لأكثر من مرة كان آخرها بعد شفائها وبالفعل استجاب ودخل المستشفى ولكن عزيمته لم تمكنه من الاستمرار ورجع لما كان عليه وقتها لم تجد طريقاً غير الانفصال كحل يوفر لها ولأولادها حياة آمنة. من جهة أخرى أوضحت أ. هناء الفريح منسقة البرنامج أن المديرية العامة وبمتابعة شخصية من اللواء عثمان المحرج تحاول أن تساعد هذه الحالة التي بادرت للعلاج وتؤمن لها راتباً شهرياً بسيط كتقدير وتشجيع من باب تعاون المديرية مع تلك الحالات . وأضافت أن هذه الحالة تواجه تحديات كثيرة منها عدم تسجيل أبنائها في بطاقة العائلة وانقطاع صلتها بأهلها وعدم وجود مصدر كافٍ للدخل " .