بالتعاون مع المتخصص في البحث ودراسة وتحليل الاستقتاء الأستاذ أحمد بن صبار العنزي والذي تشرفت الخرج اليوم بالاستعانة به بمثل هذه الاستفتاءات التي تطرحها الخرج اليوم ، والذي أبدى استعداداه وتميزه في طرح العبارات بكل شمول وحيادية ، وهذا ما عبّر به الكثير من المتواصلين مع الصحيفة لذلك التصويت الذي تحدث عن "تقييم المجلس البلدي في دورته الأولى" فشكرا لأبو عبدالعزيز هذا الجهد ونترككم مع التحليل والدراسة النقدية : انطلاقاً من الرسالة والأمانة التي احتملتها الخرج اليوم والمتمثلة بإيصال صوت المواطن إلى المسئول في جو من الحيادية والشفافية ، وإيماناً منها بأهمية التقييم الصادق الموضوعي البنّاء ، جاءت فكرة استفتاء ساكني محافظة الخرج حول الدورة الأولى للمجلس البلدي في المحافظة ، ومدى رضاهم عن أداء أعضاء المجلس البلدي طلية مدة تكليفهم ، فكما كان صوت سكّان المحافظة - في بداية الدورة الأولى للمجلس البلدي - الأساس في تشكيل نصف أعضاء المجلس البلدي ، يجب أن يكون صوتهم أيضاً - في ختام الدورة الأولى للمجلس البلدي - هو الأساس في تقييم أداء أعضاء المجلس البلدي . حرصت الخرج اليوم على أن تكون عبارات التقييم المستخدمة في الاستفتاء متنوعة متدرجة ، تعكس بجلاء نبض الشارع ، وتلخص أطروحاته النقدية خلال ست سنوات من عمر المجلس البلدي ، كما لم تُغفل الخرج اليوم الشعارات التي نادى بها المرشحون ، والحملات الدعائية والبرامج الانتخابية التي اعتمدها أعضاء المجلس البلدي إبان تنافسهم على الظفر بمقاعد المجلس ، فجاءت عبارات الاستفتاء كالتالي : أولاً : العبارة الأولى والتي تنص على أن أعضاء المجلس البلدي ( أدوا رسالتهم بما يحقق طموحات سكان المحافظة ، وتطلعات المحافظ ) ، تلك العبارة هي العنوان الأبرز والشعار الأوحد الذي نادى وسيظل ينادي به مرشح المجالس البلدية ، فهم أجمعوا على أن عضوية المجلس أمانة والعمل في المجلس رسالة والهدف الأول والأسمى هو تحقيق طموحات الناخبين سكان المحافظة ، وذلك هو ما يتطلع إليه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز محافظ محافظة الخرج . إلا أن النتيجة كانت مخيبة جداً بنسبة لم تتجاوز ( 1.72% ) ، مما يدل على عجز أعضاء المجلس عن تحقيق طموحات سكان المحافظة ، وتطلعات سمو المحافظ . ثانياً : العبارة الثانية والتي تنص على أن أعضاء المجلس البلدي ( لديهم قدرات وحماس ، لكنهم لم يعطوا صلاحيات تمكنهم من أداء رسالتهم ) ، تلك العبارة مستوحاة من واقع أعضاء المجلس البلدي ( والكلام هنا للكاتب ) فأغلبهم أصحاب شهادات عليا ، ومناصب حكومية متنوعة ، ويتمتعون بعلاقات إنسانية متميزة مع شرائح واسعة من المجتمع ، وتلك مؤشرات على مستوى القدرات التي يتمتعون بها . أ . ت ، كما أن استعدادهم التام لخوض غمار التجربة الأولى مؤشر قوي على مستوى الحماس لديهم ، أما الشطر الآخر من العبارة ، والذي يتعلق بضعف الصلاحيات فقد تطرق إليها الإعلام ، فأحببنا أن نمزج بين القدرات والحماس وضعف الصلاحيات لنكوّن عبارة يتم تقييم أعضاء المجلس البلدي من خلالها ، فكانت النتيجة متدنية فبالكاد تجاوز مجموع الأصوات العُشر من المشاركين في الاستفتاء حيث بلغت النسبة ( 12.07% ) ، والحق يقال : أن الشهادات والمناصب والعلاقات الإنسانية وإن كانت مهمة إلا أن المحك الحقيقي هو طبيعة العمل وما يرتبط به من مهام ومسئوليات . ثالثاً : العبارة الثالثة والتي تنص على أن أعضاء المجلس البلدي ( حققوا مكاسب شخصية لأنفسهم ، على حساب ثقة سكان المحافظة بهم ) ، تلك العبارة تفترض أن المميزات المالية ، والمكانة الاجتماعية ، التي حصل عليها عضو المجلس البلدي هي ما تحقق فعلاً ، مع أن الفضل يرجع في ذلك بعد فضل الله عز وجل لأصوات الناخبين والتي دفعهم إليها الثقة بهم والأمل بتحقيق طموحاتهم ، وذلك الافتراض قد تردد كثيراً في المجالس وفي صفحات الانترنت ، فأحببنا التأكد من ذلك من خلال طرحه في الاستفتاء ، فاكتسح الساحة حتى أنه اجتذب أكثر من نصف الأصوات بنسبة بلغت ( 59.36 % ) . رابعاً : العبارة الرابعة والتي تنص على أن أعضاء المجلس البلدي ( لهم شرف التجربة الأولى ، وسأصفح عن زلاتهم وقصورهم ) ، تلك العبارة انطلقت من مبدأ ينص على أن البدايات صعبة ، وغالباً ما تكون محفوفة بالعقبات ، فخوض التجربة الأولى بتلك الكيفية شرفٌ ، ولا بد أنهم استفادوا منها ، وسيفيدون من يأتي بعدهم ، ولا شك أنهم شركاء في نجاح من بعدهم ، والعاقل من لا يستعجل قطف الثمر ، ولكي ننجح لابد من التغاضي عن الزلّات والتركيز على الإيجابيات ؛ لذا طرحت هذا العبارة بهذه النظرة وبتلك الكيفية فكانت النتيجةبنسبة بلغت ( 3.69 % ) ، مما يدل أن مستوى التعاطف مع أعضاء المجلس البلدي كان في أدنى مستوياته . أخيراً : العبارة الخامسة والتي تنص على أن بعض المشاركين في الاستفتاء يرى أنه (غير قادر على تقييمهم ؛ لعدم إطلاعه على عملهم ) ، تدل على مستوى الأمانة التي يتمتع بها المشاركون في الاستفتاء هذا من جهة ، كما يدل على ضعف تواصل أعضاء المجلس مع جمهور الناخبين من جهة أخرى ، حيث أن عدد كبير من المشاركين في الاستفتاء لم يطلعوا على أداء أعضاء المجلس البلدي وهم يشكلون ما نسبته ( 23.15 % ) من المشاركين في الاستفتاء . والخرج اليوم تؤكد في ختام هذا التقرير ، أن التصدي للهموم الناس ومشاكلهم ليس بالأمر الهين ، وخصوصاً الخدمات البلدية التي تلامس المواطن بصفة مباشرة ومستمرة ، كما تؤكد على مبدأ التسامح بين الجميع ، والتفاؤل في النظرة إلى المستقبل ، وليعلم الجميع أن الخطأ جزء لا يتجزأ من النجاح .