أرقب المارة بتمعن الكل يسير إلي جهة لا اعلمها أجناس مختلفة وأعمار متفاوتة بعضهم يسير في عجل والبعض كأنه اجبر علي السير في هذا الرصيف الضيق يا ترى أيحملون ما احمل ..!! أم يحملون أحمال غيرهم ..!! أم أن الأرض هي التي تحملهم وما يحملون دون أن تظهر جزعاً من ثقل هذه الأحمال ... لكل واحد منهم قصة تختلف عن الكل والكل نسخة تتكرر من النهايات المتشابهة التي دائما ً ما تكون مجحفة في النفس عادلة بما هو وراء الأقدار... كقصة ذاك الشيخ الذي يدحرج خطاه بتثاقل يكاد أن يكسر ظهره مطأطأ الرأس ساكن العينين شارد مع الشاردين في ممر لا يضيق كما تضيق نفسه يفكر بأحمد الأبن الوحيد والنادر كما تنعته امه .في رسالته الصوتية الأخيرة قال انه لن يتأخر عن حضور زفاف أخته.. لكن ..كان الزفاف قريبًا اقرب من كل المسافات التي تفصله عن الأرض المرتكز عليها زف قبيل الفجر زف هو.. قبل أخته وقبل ابن عمه زف هو. في موعداً لم يكن يعلمه ..زف إلي السماء ..زف إلي السماء .. بهذه الكلمات كان يتمتم ذاك الشيخ الحزين ككل أباء الشهداء يضل حزينا رغم فرحه بزفاف ابنه ويظل شارداً بقية عمره يسوقه الشوق نحو السماء ***************************** قبل رأسها اودع في يدها ورقة مالية وقصاصة وقال سأؤدي العمرة يا أمي فلا تنسيني من دعائك دعت له وأزاهير الفرح تملئها بعد أيام اتصل بها أمي أنا في ارض الشهادة لا تنسيني من دعائك وانقطع الاتصال بكل وسائله تساقطت كل الأشياء إلا القصاصة تبللها الدموع و باطن كفها ******************************** قطرات الدم تفوح منها رائحة الجنة حين تخرج لتحمى الدين والوطن والعرض في هذا الزمن اصبح الاستشهاد مصيدة ودرعاً لمأرب أخرى حصة العنزي