بقلمي أحمد صالح الطفيل من يمعن النظر في القروبات ورسائلها ، لا يجد لها شبيهاً إلا المطاعم ؛ بطهاته وندّاله وأطباقه وطبخاته وزواره ..!! لأن كل مطعم يتميز عن الآخر بمذاقه ونكهته وطريقة تقديمه وحتى اسم المطعم وديكوره يأخذ مجراه في التسويق لنفسه لجذب الأعضاء .. فالمطاعم تختلف بعضها عن البعض في طريقة الإعداد والتقديم للوجبات الخاصة حتى ﻻ تكرر في مطاعم أخرى !! فنجد أحدها مشهور بالإبداع في التقديم والطرح ، وبعضها يفضل أن تكون طريقته خفيفة كي لا تجلب الغثيان ، وبعضها يضع وجبة حرَّاق بين الأصناف !! وآخر لا يفتح أبوابه إلا في المواسم .. ثم يغلقه لمناسبة أخرى !! وآخر تجد تم إغلاق المطعم لعدم التفرغ !! أوعدم نجاح النشاط !! أو أن رواده قد دخلوا في برنامج للتخفيف الكلمات .. ؛ فلا يأكلون ولا يقدمون ولا يؤخرون فيه شيئاً !! ومن يقدم طبقا رديئا سيصيب متناوله بالغثيان والتقيؤ ؛ إما من زيادة الفلفل أو لكثرة الدهون ، وإن ما يصب المرء بالنزلة المعوية ؛ هي النسخ المتكررة !! كفوّال الطائف مثلا !! تشاهد نفس اللوحة بمسماه وألوانه ومضمونه !! فالمعصوب هنا .. هو المعصوب تفسه هناك !! وبعض القروبات كالمطبق يعجبك رائحته وشكله واسمه .. لكنه بعد الأكل يبقى في المعدة لا ينهضم فتكره أن تتناول أي شيء بعده !! وأعجب العجب ممن يرتادوا المطعم وهو صائم للدهر كاملاً !! فقط يلعب دور المتفرج ؛ ألا ليته صام كصيام النبي داؤود - عليه السلام - فقد كان يصوم يوماً ويفطر يوماً !!. وكلما كان المطعم جاداً في وجباته سعى الشيف لوضع خطوط حمراء للجلاس ؛ ليقدم ما هو مفيد في أطباقه فلا يشرق القراءة بشطته الحمراء .. ولا بفلفل الكرز !! وتراه يضع صندوقاً للاقتراحات ويناقش ما يطرح بدون تشنج في الحوار والنقاش بين الأعضاء ؛ ليزداد التمسك في مطبخه ويكون الجميع بشوق ولهفة للأطباق المقدَّمة . وحينما يضم للقروب نخبة من أصحاب الفكر والعلم والمعرفة والمواهب المتنوعة والأفكار النيرة يضمن للمطبخ النجاح والإبداع !! بل ويعد مصدراً لغذاء العقل .. بالمعارف والثقافة والأخبار بين الأصدقاء والأقرباء أو الأسرة الواحدة أو حتى الحي أو المدرسة أو ... فتتلاقح الأفكار بين المرتادين !! والراقي من المطاعم لا يجلب إلا أشخاصاً متذوقين . أما المطعم الشعبي فإنه يضم كل الأطياف بلا تفريق .. الغث والسمين !! والمتميز من المطاعم يمنع من دخول الأطفال أو المزعجين ؛ ليتيح لطاولاته الحوار الاستفادة والجودة والانتقاء للارتقاء ، لأن بعض الرواد حينما يجلس على الكرسي .. يصبح متسلطا وحادا ومندفعا وﻻ يقيم للآخر وزنا وﻻ علما ولا جاها وﻻ سنا ... وكلما زادت البهارات أو الملح على الطبق ضاع المذاق وصار مملا ﻻيطاق ؛ فيهرب المرتاد ، ويغاد المكان بلا عودة !! عندها سنعرف أنت وأنا .. بأن لكل شخص مذاقه وطريقته واهتماماته وتفاعله في كل مطابخ الدنيا !!