د.هلال العسكر كتب الزميل د. عبدالله الكعيد قبل أكثر من ( 16800 ) يوم في جريد الرياض مقالا عن اهمال الأجهزة الحكومية والشركات موظف السنترال رغم أهمية وخطورة مهمته "الاتصال" الذي يعد عصب الحياة في عصر التقنية والمعلومات وتباعد المسافات وصعوبة التنقلات وخاصة في المدن الكبيرة. وأكد أن الاهتمام بالسنترال لم يكن جيداً حتى في الزمن الذي كان الاتصال عن طريق السنترال ربما يكون الأسلوب الوحيد للتواصل . واليوم وبعد كل هذه المدة وبعد التقدم الهائل في مجالات تقنية الاتصال ، نكتب مرة أخرى عن عدم اهتمام بعض الأجهزة الحكومية وغير الحكومية بالسنترال كواجهة مهمة وحيوية تعكس حالة التنظيم والحرص على التواصل والخدمة، حيث أن التطور التقني قد طال أجهزة وشبكات السنترال بشكل كان يفترض أن يستفاد منه في هذه المرحلة ، لأن السنترال يمثل قناة مهمة لتواصل الناس مع المنشأة ولكونه يعد قناة الاتصال الرسمية لتلك المنشأة - نكتب مرة أخرى عن نفس الموضوع "اهمال السنترال" وكأن الأخ الكعيد ينفخ في قربة مشقوقة ! حقيقة يجب عدم تجاهل السنترال رغم وجود أدوات اتصال حديثة ، لأنه يربط المنشأة بعلاقاتها التجارية مع المنشآت والأفراد ، مما يعزز صورتها الذهنية ، ويفعل علاقاتها التسويقية ، ولذلك فإن تهميش السنترال من خلال اهمال أجهزته أو تعيين أي موظف قد لا يملك أسلوب التخاطب والتواصل مع الآخرين يعد أمر خطير جدا ، حيث أن تعامل الموظف مع المتصلين قد يؤثر سلباً أو إيجاباً في علاقات المنشأة ، والسنترال رغم تقدم التقنية سيبقى الأعلى قامة في مسألة تواصل دوائر الأعمال والأكثر تأثيرا في الربح والخسارة ، ومع أن بعض شركات القطاع الخاص تتجاهل أهمية السنترال بشكل واضح ، الا أن الجهات الحكومية هي الأكثر تهميشاً وتجاهلاً . لقد بلغ السنترال اليوم من التطور مرحلة جعلت بإمكانه استقبال المكالمات وتخزينها كأرقام أو رسائل صوتية ، في حالة غياب الموظف ، فما أن يعود إلى مكتبه ، ويرفع السماعة ، يبدأ الجهاز في سرد ما فات من أرقام ومن رسائل صوتية ، وفي مراحل متقدمة تكون رسائل مرئية ، لان تقنية السنترالات الحديثة تمكن الموظف من أن يحول رقم توصيلة هاتف مكتبه إلى هاتفه المحمول في حالة مغادرته مكتبه ، وبالتالي لا ينفصل عن مكتبه البتة، ومع ذلك فإننا لا نزال نشهد ضعفا في كلا القطاعين من حيث سوء أداء أجهزة السنترال وعدم الرد على المتصلين - ليس فقط قبل أو بعد أوقات الصلاة، ولكن طول الوقت وبشكل دائم وأحيانا متعمد مما يزعج من لديهم استفسارات لا تستلزم الحضور الشخصي ، خاصة ونحن في زمن نتطلع فيه لخدمات الكترونية مكتملة الأركان ، ولذلك نشدد على ضرورة تحديث الأرقام لدى استعلامات الدليل، والاهتمام بالسنترال والقائمين عليه تحفيزا ومتابعة ومحاسبة. والارتقاء بخدمة الاتصال والاستعلام، فالتنظيم كل لا يتجزأ.