أميز ما يميز طرق الخرج البروز والتعرجات التي تتميز به ثياب النساء فلو أجريت مقارنة لوجدت تقارب كبير فيما بينها من حيث تكرر الألوان والأشكال ولكن الفرق أن الثياب يزيدها جمالآ والطرق يزيدها قبحاً . إنك أيه القارئ الكريم لا تجد طريقاً في هذه المحافظة إلا وقد لحق به ما لحق من الحفر والدفن ومنها ما تم تعبيده ومنها ما لم يتم وإذا تم فإنه يتم على غير ما يرام فما أن ينتهي المقاول الأول حتى يأتيك المقاول الثاني ليبدأ عملاً جديداً في مكان لم يلتأم جرحه بعد فأضحت شوارعنا كشكل من أشكال سحاب الملابس كثير ما يفتح ويغلق فطرقاتنا مثله في الفتح والإغلاق فلا أعلم لما لا يكون هناك تنسيق بين أولي الشأن في التمديدات سواء لدى الهاتف أو الكهرباء أو الماء حتى لا يعمل كل على حدة وهذا من الهدر المالي الذي يكلف الدولة الشيء الكثير ولا يرضاه ولاة الأمر ولا تسل عن حال الطرقات أوقات الأمطار فلعلكم رأيتم القوارب التي تجوب طرق الخرج وهو ما لم نره إلا في المنطقة الغربية والشرقية . في الدول المتقدمة لديهم تجربة جميلة في هذا الشأن فلقد قاموا بعمل أنابيب كبيرة داخل الأرض قطرها يفوق المتر والنصف يستطيع الرجل والتحرك به ثم قاموا بالتمديد بداخلها ما يريدون وجعلوا لها بوابات للتحكم . بلا شك أنها تجربة جميلة بل خطوة رائعة ليس لها عيوب إلا أنها تحد من تلاعب هوامير الطرقات الذين يرعون في طرقاتنا فساداً ولا أظن هذه التجربة تخفى على مسؤولي الخدمات وسأختم بطرفة وربما تكون واقعية فيحكى أن عقداً أبرم بين ثلاثة مقاولين مقاول لشق الطريق والحفر ومقاول ثان للتمديد ومقاول ثالث للدفن والتعبيد وأعطوا ثلاثة أيام للعمل لكل واحد منهم يوماً وتغيب مقاول التمديد في اليوم الثاني فما كان من مقاول الدفن والتعبيد إلا أن قام بعمله في اليوم الثالث دونما أي فائدة من المشروع ليأتي اليوم الرابع بعقد ومشروع جديد . نحتاج لموقف جاد وصارم حيال ما تمر به طرق المحافظة يجب أن نهتم بالأساسيات ثم نتجه للفرعيات كي نخرج بمحافظة جميلة كما يصبوا لها محبيها .